قال مدير عام الخط الحديد الحجازي عزمي نالشك إن "مؤسسة خط الحديد الحجازي ستبدأ بالتعاون مع وكالة الانماء التركية أعمال إنشاء متحف خط الحديد الحجازي في منطقة المحطة الأسبوع المقبل".
وأضاف نالشك أن وكالة الإنماء التركية "TIKA" قدمت 3.5 مليون دينار كمنحة للأردن لإنشاء المتحف بمساحة تبلغ 3 الاف متر مربع، اضافة الى اعادة ترميم المباني التاريخية في منطقة المحطة وترميم بعض عربات خط الحديدي الحجازي.
ولفت نالشك الى ان هذا المتحف سيساهم بجذب السياح للمنطقة خاصة وان المتحف سيضم تاريخ انشاء الخط وسيحكي تراث القطار الأردني الحجازي، الذي يعتبر من اهم المعالم التاريخية للاردن.
واوضح ان متحف المؤسسة سيحتوي على قطع نادرة في مجال النقل السككي، اضافة الى مسارح تستعرض تاريخ الخط الحجازي ليكون واجهة سياحية جاذبة سواء للسياح الاجانب او العرب.
وأكد نالشك ان المؤسسة تقوم باستقطاب شركات الانتاج الدرامي العالمية والمحلية لتصوير الافلام والمسلسلات في المحطات التابعة للمؤسسة وكذلك لتوفير المباني والفضائيات التراثيه النادره والمطلوبه في العمل الدرامي.
وبين ان المؤسسة تقوم بتسيير رحلات سياحية من عمّان إلى كل من الجيزة والزرقاء والمفرق، وسابقا كانت تقوم برحلات الى درعا في الجمهورية العربية السورية، لكن الرحلات إلى درعا توقفت منذ اندلاع الأحداث هناك.
واشار نالشك الى ان المؤسسة قامت بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لجعل رحلة القطار رحلة ترفيهية ثقافية تعتمدها وزارة التربية والتعليم لجميع المدارس، لتعريف الطلبة بتاريخ الأردن وإرثه الحضاري.
كما تقوم المؤسسة بتنظيم رحلات بأسعار تشجيعيه لمؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الشعبية والعائلات لتعريف المواطن بالمنتج السياحي والتراثي لمؤسسة الخط الحجازي الأردني.
يذكر ان الخط الحديدي الحجازي أنشئ في العهد العثماني، حيث تم تسيير أول رحلة من دمشق إلى المدينة المنورة في العام 1908، ويبلغ طول الخط الحديدي المار في الأراضي الأردنية 434 كم.
وبعد زوال الحكم العثماني في العام 1917 انتقلت إدارة وتشغيل واستثمار الخط لإدارة سكة حديد فلسطين تحت الانتداب البريطاني على فلسطين، وبقيت حتى زوال الانتداب في العام 1948، حيث انتقلت إدارة الخط للجيش العربي الأردني، ومن ثم فُكّ ارتباطه بالجيش وجرى ربطه بوزارة المواصلات ومن ثم بوزارة النقل.
وتم انجاز الخط ليبدأ من دمشق ويمر بمدينة درعا، من ثم للزرقاء مرورا بعمان ومعان والمدورة وينتهي في المدينة المنورة، وكان من المقرر أن يصل إلى مكة المكرمة ومنها إلى عدن في اليمن غير أن ظروف السلطنة العثمانية حالت دون ذلك.
وبالنسبة لتاريخ الأردن الحديث شكل هذا الخط مصدر اهتمام اكبر للسلطنة العثمانية بمنطقة شرق الأردن، فقد دفع إنشاؤه بالعديد من الوافدين الى الشام ومن مدن وقرى فلسطين إلى الاستقرار في الأردن، وكان جُل هؤلاء الوافدين من التجار والحرفيين، حيث أصبحت القبائل البدوية في شرق الأردن في تلك الفترة تجد في أماكن استقرارها كافة الاحتياجات التي تضمن بقائها واستمرارها.