آخر الأخبار
  لا تسعيرة بعد .. وزير المياه يحسم الجدل حول سعر مياه الناقل الوطني   المصري مستغربًا: لماذا يتبع ديوان المحاسبة إلى الحكومة؟   الهميسات للنواب: مناقشة تقرير ديوان المحاسبة لا تسمن ولا تغني من جوع   النعيمات: كيف لرئيس ديوان المحاسبة مراقبة رئيس وزراء عينه دون مقابلة؟   المعايطة: انضمام المملكة في برنامج الدخول العالمي للولايات المتحدة سيكون له أبعاد سياحية إيجابية كبيرة للأردن   إيعاز صادر عن "رئيس الوزراء" .. وضريبة الدخل ستبدأ التنفيذ إعتباراً من صباح الاحد   بدء صرف 25 مليون دينار رديات ضريبية عن عام 2024 الأحد   بعد اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن .. الخارجية الاردنية تصدر بياناً   مساعدات اوروبية جديدة للأردن بقيمة 500 مليون يورو   بلدية الزرقاء تتحرك قانونياً ضد المتورطين بسرقة المناهل   وزير المياه: الموسم المطري أفضل من العام السابق   تخريج دفعة جديدة من كتائب الشرطة المستجدين   "ديوان المحاسبة" 2024: 609 ملايين دينار كلفة الإعفاءات الجمركية   التربية: تدفئة 1249 قاعة امتحانية استعدادا للتوجيهي في الأجواء الباردة   مذكرة نيابية تطالب بدعم "النشامى" من مخصصات الترويج السياحي   استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية الخميس والجمعة   الصبيحي: 52 ألف موظف حكومي أحيلوا للتقاعد المبكر منذ 2020   دوام الضريبة السبت لتمكين المكلفين من التسديد قبل نهاية العام   ارتفاع الصادرات الأردنية لسوريا إلى 203 ملايين دينار   النواب يحيل تقرير ديوان المحاسبة إلى اللجنة المالية

سيناريو عملية الأقصى .. هكذا استشهد الثلاثة / تفاصيل

{clean_title}

بهدوء يمشي ثلاثتهم في باحات المسجد الأقصى ، بعدما صلوا ركعتين متأخرتين في المصلى القبلي، توقف محمد قرب أحد أسبلة الماء، "يلا شباب، أرتووا من ماء الأقصى للمرة الأخيرة”.

تراقبهم كاميرات الاحتلال المزروعة في كل مكان، بينما يواصلون السير في الباحات، وقد اختاروا هذا الوقت بعناية، إذ يكاد يكون المسجد خالياً من المرابطين والمصلين، فاليوم الجمعة الكل يتأخر بالقدوم وقلوبهم مطمئنة أن باب المغاربة مغلقاً أمام اقتحامات المستوطنين.

امتدت جولتهم إلى صحن قبة الصخرة، توقف المحمدان والتقطا صورة "سيلفي” تشاركهم بها وهي تطل من الخلف قبة الصخرة، بعدما فشلوا في إقناع المحمد الثالث بمشاركتهم الصورة، وقد اكتفى بالوقوف والتمتمة للسماء.

الساعة السابعة تماماً، قال أحدهم، "يلا شباب” .. واصلوا السير، يمازحون بعضهم ويقهقهون، محافظين على ذات الهدوء، "سامعين هالصوت؟ .. هالعصفور ما بسمعه صوته إلا بالأقصى”.

بعد دقائق، وصلوا باب الأسباط حيث طل الكارلو وكأنه ولد منهم الآن، وأعلنت بداية المعركة بزرع أولى الرصاصات من مسافة الصفر في رؤوس اثنين من جنود الاحتلال، أغرهم الهدوء الذي عم.

أوشكت أن تعتاد القدس على صوت الكارلو يدوي في باب العامود بعد عدة عمليات نار فدائية، نفذها مقاومون بعدما أدوا صلاتهم الأخيرة في المسجد الأقصى، إلا أن الكارلو اليوم يدوي في قلب المسجد الأقصى، معلناً السيادة الفلسطينية الكاملة عليه.

ومن يقترب، ومن يجرؤ أن يقترب.. سيواجه الموت!

هلع جنود وشرطة الاحتلال، داروا حول أنفسهم كثيراً قبل أن يلاحقوا الفدائيين الثلاثة الذين ركضوا إلى شعاب مسجدهم، التي هم وحدهم أدرى بها.

ما زالت السماء تظلل صحن القبة ومن عليه من ثوار اشتبكوا بالمسدسات والكارلو مع جنود الاحتلال.. لتسقط الأجساد الثلاثة في المعركة الضارية، وتلتقط السماء أرواحهم.

انتبه محمد أن روحه لم تلحق صديقيه بعد.. لملم جراحه وأكثر من خمسة أسلحة موجهة عليه، لينهض وسطها يواصل إطلاق الصلية التي بقيت في سلاحه الوفي، قبل أن يمطره جنود الاحتلال مجددا بزخات الرصاص.

اهتز الاحتلال، إصابات وقتلى في جنوده في الرقعة التي يعربدون فيها يومياً متباهين بفشل الفلسطينيين حماية حرمة مسجدهم، متباهين بالطعنات التي تخرز ضحكاتهم الساخرة في قلب كل من يراهم يدوسون مسجدهم.. ولكن اليوم اختلفت المعادلة تماماً.

الكل يحاول استيعاب ما حدث.. ليس مصدوماً، فالفعل المقاوم متوقع دائماً، ولكن عظمة الفعل المقاوم باختيار المكان والزمان والنتيجة التي أشفت القلوب، هي ما أثارت الدهشة!

يقف المحتل والأرض تدور حوله وهو يفكر كيف يمحي هذا الفعل؟! كيف يرجع الزمن؟.. لتظهر هويات المنفذين وتوجه طعنة جديدة في قلب الاحتلال.. ثلاثتهم من عائلة جبارين قدموا من مدينة أم الفحم المحتلة عام 1948.

فشل آخر للاحتلال، ليس لأنه تيقن مجدداً أن أدمغة فلسطيني الداخل لم تغسل بعد، بل لفشل مخابرته وأجهزته الأمنية بكشفهم مبكراً.. كيف هذا؟! ماذا حصل؟!

يصاب بالإغماء من هول ما وقع عليه، ليستيقظ مجدداً وقد صفعته ذات الأسئلة المرعبة: كيف وصلوا إلى هنا؟ .. كيف فعلوا ذلك هنا؟!

بالتأكيد لم يكن الوصول سهلا، ولم يقع الخيار على باحات المسجد الأقصى بالقرعة أو بالصدفة.. وإنما بدراسة وتخطيط للمستقبل، فهذا المسجد سيبقى الخط الأحمر!

وربما هذه البداية فقط!