آخر الأخبار
  بلدية الزرقاء تتحرك قانونياً ضد المتورطين بسرقة المناهل   وزير المياه: الموسم المطري أفضل من العام السابق   تخريج دفعة جديدة من كتائب الشرطة المستجدين   "ديوان المحاسبة" 2024: 609 ملايين دينار كلفة الإعفاءات الجمركية   التربية: تدفئة 1249 قاعة امتحانية استعدادا للتوجيهي في الأجواء الباردة   مذكرة نيابية تطالب بدعم "النشامى" من مخصصات الترويج السياحي   استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية الخميس والجمعة   الصبيحي: 52 ألف موظف حكومي أحيلوا للتقاعد المبكر منذ 2020   دوام الضريبة السبت لتمكين المكلفين من التسديد قبل نهاية العام   ارتفاع الصادرات الأردنية لسوريا إلى 203 ملايين دينار   النواب يحيل تقرير ديوان المحاسبة إلى اللجنة المالية   إنخفاض فاتورة الأردن النفطية إلى 2.173 مليار دينار خلال 10 أشهر   نمو الصادرات الوطنية بنسبة 7.6% خلال 10 أشهر   حسان في مطرانية اللاتين: بهذا الحِمى الطاهر تجتمعُ القلوبُ على المحبةِ والإيمان   الأردنيون تحدثوا 7.3 مليار دقيقة هاتفية في 3 أشهر   القاضي يوجّه كتاباً لـ حسان بخصوص إحالة موظفي الأمانة للتقاعد المبكر   سوريا تلقي القبض على مهرّب مخدرات إلى الأردن   محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية   ما حقيقة شطب نصف قيمة مخالفات السير؟   بالفيديو امام وزير الداخلية ضرورة ملحة للتدخل في جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان

يا أهالي عمان لا تسمحوا بهذه المهزلة

{clean_title}
جراءة نيوز - كتب الزميل فهد الخيطان ..

59 مهنة صار مسموحا لسكان عمان ممارستها بمنازلهم، استنادا لتعليمات أقرتها اللجنة المؤقتة التي تدير شؤون الأمانة في المرحلة الانتقالية.

المهن متنوعة وتشتمل على باقات عديدة وهي المهن الفكرية والحرف اليدوية وتصنيع الأغذية وخدمات المنازل. واشترطت الأمانة على المشتغلين بهذه المهن أن لا تزيد المساحة المستغلة من المنزل عن 15 % من المساحة الأرضية الإجمالية.
ماذا يعني ذلك في التطبيق العملي؟

يعني أن تفيق صباحا وإذا بجارك قد افتتح معملا للمخللات، تفوح منه الروائح العطرة في أرجاء البناية السكنية، أو معمل جلود تدبغ حياتك بالأصباغ الملونة وروائحها. وحسب اللائحة يستطيع صاحب المنزل أن يقيم في جوارك معامل لتصنيع المربيات والصابون والمخبوزات المنزلية والجميد أو مكتبا للصيانة المنزلية كأعمال الكهرباء وتصليح المواسير وتنظيف المنازل والخدمات المنزلية بالمجمل.
تخيلوا شكل البنايات السكنية في عمان وقد تحولت إلى معامل ومكاتب تعج بالمراجعين والزبائن والبضائع. شقة العمر التي تخلد إليها في نهاية يوم عمل طويل تصبح الحياة فيها جحيما لا يطاق.

أمانة عمان بأسطول موظفيها الضخم لا تستطيع ضبط مخالفات التنظيم والتعديات الظاهرة للعيان في الأبنية، فكيف لها أن تضمن التزام آلاف الأشخاص بالمساحات المقررة للمهن المنزلية؟

أقول لكم منذ الآن ماذا سيحصل؛ ستتحول الشقق السكنية بكاملها لمعامل، وينتقل ساكنوها لمنازل بديلة على أن يبقوا بضعة كراسٍ وأسرة لإيهام مراقبي الأمانة بأنه ما يزال سكنا للعائلة. ثم ومع مرور الوقت ستتوسع قائمة المهن المنزلية لتشمل أعمالا أخرى غير واردة في قائمة الأمانة. وشيئا فشيئا تتحول البناية السكنية بكاملها لمركز تسوق بدون أن يدفع أصحابه ما يلزم من ضرائب ورسوم تفرض على أقرانهم من أصحاب المحال التجارية.
مصاعد البنايات ومع الحجم الزائد من الحركة ستتعطل أو تغدو محرمة على السكان. الأوساخ والروائح ستستوطن مداخل البنايات وتتسلل إلى داخل الشقق.

البناية التي يعيش فيها 50 شخصا على سبيل المثال سيدخلها كل يوم عشرات الزبائن وربما أكثر لتنتفي تماما خصوصية العائلات بعد أن تتحول بنايتهم لمول تجاري. ولمعرفتنا بسلوك ناسنا، لن يكون مستغربا أن يحول صاحب معمل الخزف أو المخللات مداخل البناية وأدراجها لعرض منتجاته، ناهيك عن اليافطات التي ستملأ المبنى للتدليل على موقع المعمل أو المخيطة.
بسبب سوء التخطيط وغياب الرؤية، تكاد عمان أن تفقد هويتها تماما وتتحول إلى مدينة عشوائيات. حتى الأحياء السكنية الجديدة تنقلب سريعا لحارات شعبية بخدمات رديئة، وافتقار لأدنى متطلبات الحياة الهادئة؛ لا حدائق للعائلات وأطفالهم، ولا مواقف تكفي السيارات، ولا أرصفة مهيأة للمشاة، هذا ناهيك عن الشوارع المهترئة.
يبدو أن عباقرة التخطيط في أمانة عمان لم يكفهم هذا الخراب، فقرروا أن يكملوا المهمة بالإجهاز على البنايات السكنية أيضا وتحويلها لأسواق خضرة، وبسطات لتجارة المواد الرخيصة.

حسب التقرير الصحفي المنشور  فإن التعليمات المذكورة في طريقها للنشر في الجريدة الرسمية، لتدخل بعدها حيز التنفيذ. ينبغي أن يرفع المواطنون صوتهم بسرعة لإبطال هذه القرارات الغبية، قبل أن تصبح واقعا يصعب رده، ومعها معاناة تلاحق الناس لغرف نومهم.
وتذكروا أن هذه التعليمات أقرّت في غياب ممثلي سكان المدينة، وقبل الانتخابات البلدية المقررة منتصف أب (أغسطس) المقبل. فهل من مبرر للعجلة؟