الاحتراف والأزمات المالية وضعف الإدارة عوامل مشتركة تطيح بآمال أندية الشمال
منذ سنوات طويلة وبطولات الكرة الأردنية محصورة بين القطبين الفيصلي والوحدات، فى تنافس دائم، وفى ثنايا هذا التنافس ظهرت فرق عدة ذاقت طعم المجد والبطولات، وعاشت حلم النجومية لفترات معدودة، لكن نزواتها القصيرة لم يكتب لها النجاح لعوامل مختلفة، كالأزمات المالية، وغياب الدعم المطلوب، وضعف التخطيط والادارة وأسباب أخرى.
هناك أندية ظهرت واختفت بسرعة عن خريطة التنافس على القاب الكرة الأردنية بل أن هناك اندية توارت تماما وباتت تعيش في الظل، واندية باتت تلعب دور (الكومبارس) في كل عام كما هو حال اندية الشمال وبالذات فريقا الرمثا والحسين.
وعند السؤال عن السبب نجد أن العامل المادي كان حاضرا بقوة ومتهما رئيسيا، اضافة إلى تطبيق نظام الاحتراف، وهو ما أثر على أسلوب حياة تلك الفرق التى سيطرت العشوائية على نظم إداراتها فى كثير من الأوقات، لينتهى بها الأمر إلى دوامة التراجع فيما عدا بعض الفترات النادرة لها من نتائج تاريخية حققتها، أو لاعبين تحولوا إلى نجوم فيما بعد فى سماء الكرة الاردنية.
إن البعض يتوقع ان يحمل قرار تطبيق نظام الاحتراف بمفهومه الشامل، الكثير من المستجدات والمعطيات التي من شأنها تحويل مسار اللعبة ودفعها نحو افق جديد بعيدا عن كلاسيكيات الماضي، التي ساهمت في تراجع مستوى اللعبة وجعلت المنافسة على البطولات محصورة بين فريقي الفيصلي والوحدات، وان الاحتراف سيعطي الفرصة لبقية الاندية لا سيما المقتدرة منها والتي تمتلك المقومات لاستقطاب اللاعبين والمضي قدما في طريق المنافسة.
إلا ان الشارع الكروي في محافظة اربد بمفاصله المختلفة يرى ان نظام الاحتراف ساهم في زيادة الاعباء على أندية المحافظة، لا سيما العريقة منها كالرمثا والحسين اربد والعربي والصريح وكذلك اتحاد الرمثا وكفرسوم وغيرها من الاندية وساعد على تراجع مستوياتها لا سيما وأنها تعاني من شح الموارد، ومن ازمات مالية خانقة لا تمكنها من القيام باستقدام لاعبين جدد ولا حتى الاحتفاظ بلاعبيها الذين هربوا بحثا عن فرص افضل في اندية اخرى قادرة على توقيع عقود ملائمة والحصول على رواتب مناسبة.
ويرى بعض المراقبين ان تطبيق الاحتراف ساعد فرقا بعينها على النهوض بمستوياتها محليا وعربيا، بالمقابل ادى الى هبوط اندية عريقة نتيجة لقلة مردودها المالي مقابل تحملها اعباء مادية كبيرة نتيجة للتكاليف الكبيرة المترتبة عليها كنفقات لفرقها الرياضية المختلفة.
وساهمت "البحبوحة" المالية التي تعيشها بعض الاندية في حدوث عمليات بيع وشراء وارتفاع صفقات اللاعبين المحليين، واشتهرت في الشارع المحلي عبارة "اللعب لمن يدفع اكثر" ففي زمن الاحتراف تتراجع الولاءات والانتماءات النادوية.
ويخشى الجمهور الكروي ان يأتي يوم تصبح فيه جميع فرق اربد الكروية فرقا مغمورة تتوارى خلف نظيراتها من فرق العاصمة، بعد ان كان بريقها في يوم من الايام ينافس بل ويتفوق على فرق المقدمة، لا بل أن فرق الرمثا والحسين والعربي وكفرسوم كان لها شأن كبير لا يستهان به، فقد خطت هذه الفرق خطوات كبيرة نحو القمة "حاولت وتراجعت" لكن تجاربها تبقى ثرية جدا وهي منارات بارزة لتاريخها الكروي الطويل.
لقد لجأت اندية الشمال إلى بيع العديد من نجومها في المواسم الماصية لتسديد العجز في ميزانياتها، حيث انتقل الكثير من اللاعبين للعب بالعاصمة، ففريق العربي الذي كان يعتبر مصنعا للنجوم فقد الكثير من اللاعبين من اعمدته الرئيسية، لذلك فإن الفريق بقي يترنح ويجاهد بشق الانفس للخروج من محنة الهبوط حتى وقع بها قبل ثلاثة مواسم، وينطبق الحال على بقية الفرق وحتى العريقة منها الحسين والرمثا.
ويفترض ان تولي جميع الجهات المعنية بكرة القدم اندية اربد اهمية خاصة، فلا يستطيع احد ان يقلل من اهمية الدعم المالي لبقاء هذه الفرق وحفاظها على بريقها ومساعدتها على الاستثمار والقيام بإنشاء وتحسين الملاعب.
وسبق لهذه الاندية وان طالبت جميع المعنيين في هذا المجال الى استنهاض الطاقات لإنصاف هذه الاندية العريقة وإخراجها مرة اخرى من زاوية الظل والحفاظ على وجودها بعدما اصبحت تتساقط موسما وراء اخر مثل اوراق الخريف من بطولات الصفوة الكروية، التي كانت تمتلك فيها أكثر من نصف عدد الفريق في بعض المواسم وتفوقت على فرق العاصمة في عددها مرارا في سنوات سابقة.