النشامى وأسود الرافدين يحتفلان بإنهاء الحظر على ملاعب العراق
خسر المنتخب الوطني لكرة القدم مباراته الودية الدولية أمام المنتخب العراقي الشقيق 0-1، في اللقاء الذي جرى أول من أمس على ملعب جذع النخلة في مدينة البصرة العراقية، والتي جاءت بمبادرة من رئيس اتحاد الكرة سمو الأمير علي بن الحسين ضمن المساعي الجادة لرفع الحظر عن اقامة المباريات على الملاعب العراقية.
المباراة التي حضرها زهاء 60 ألف متفرج حظيت بمتابعة سمو الأمير علي بن الحسين ووزير الشباب والرياضة العراقي عبد الحسين عبطان ورئيس الاتحاد العراقي عبد الخالق مسعود، ومحافظ البصرة واركان السفارة الأردنية في العراق، والعديد من المسؤولين العراقيين، لبست ثوب (الفرح) بعد أن رسمت الجماهير العراقية أجمل صور التلاحم العربي، في الوقت الذي ابدع فيه الأشقاء العراقيين باخراج هذا اللقاء الودي باجمل صوره.
وعاد المنتخب الوطني أمس، حيث ينتظر أن يستأنف تدريباته اعتبارا من اليوم "السبت" في اطار استعداداته لمواجهة فيتنام يوم 13 حزيران (يونيو) الحالي بمدينة سايغون، ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس آسيا 2019، حيث يتصدر المنتخب الوطني المجموعة الثالثة بالتصفيات بعد فوزه بالجولة الاولى على كمبوديا 7-0، وتعادل افغانستان وفيتنام 1-1.
العراق 1 الأردن 0
التشكيلة التي دفع بها مدرب المنتخب الوطني اراد من خلالها ايجاد عملية التوازن في الشقين الهجومي والدفاعي، على أن يكون لاعبو الوسط المحور الرئيسي والمحرك لهذا الأسلوب، حيث دفع بالحارس معتز ياسين، وأمامه رباعي الدفاع ابراهيم الزواهرة ومهند خير الله وياسر الرواشدة وابراهيم دلدوم، وفي منطقة الوسط الخماسي بهاء عبد الرحمن وصالح راتب وياسين البخيت وعبيدة السمارنة وموسى التعمري، فيما تواجد في المنطقة الأمامية المهاجم عدي الصيفي، حيث حاول خماسي الوسط التقدم ببناء الهجمات من ناحيتي الأطراف واستغلال دلدوم والرواشدة في ارسال الكرات العرضية التي ظهرت بوقت مبكر، مع المحافظة على المساندة الدفاعية لحظة استلام الفريق العراقي الكرة ومحاولاته الهجومية.
ورغم غياب التهديد المباشر على مرمى الحارسين معتز ياسين (الأردن) وفهد طالب (العراق)، وكثرة التمريرات العشوائية من الجانبين وما رافقها من تسديدات طائشة، الا أن الفريق العراقي الذي اكتسب ميزة (حماس الجماهير) تمكن من فرض سيطرته على منطقة الألعاب وقدرته على تهديد مرمى الحارس معتز، خصوصا من خلال الكرات العرضية والتي انتجت عن هدف المباراة الوحيد عندما ارسل حمادي أحمد واحدة من هذه الكرات سددها علاء عبد الزهرة (غير المراقب) براسه استقرت على يمين الحارس معتز ياسين في الدقيقة 15.
هذا الهدف المبكر حرك (المباراة) كثيرا ودفع بالمنتخب الوطني لتنظيم العابه خصوصا الدفاعية وتشديد الرقابة على لاعبي العراق، ومن ثم انطلق ياسين البخيت وموسى التعمري وعبيدة السمارنة وبهاء عبد الرحمن وصالح راتب ببناء الهجمات مع التركيز على استغلال الكرات الطويلة في تحرير المهاجم عدي الصيفي من الرقابة، بيد أن جل هذه المحاولات كانت من نصيب دفاع وحارس العراق.
ومع مرور الوقت غابت الفاعلية الهجومية لكلا الفريقين بعد أن تراجع الفريق العراقي الى المواقع الدفاعية خشية من مواصلة المنتخب الوطني تقدمه وامتلاكه منطقة الألعاب، في الوقت الذي ظهرت المحاولات العراقية باعتمادها على التمريرات البينية القصيرة التي كثرت في محاولة من أحمد ياسين وعلي حسني وحمادي أحمد وأمجد عطوان للحد من تحركات لاعبي المنتخب الوطني في منطقة العمليات، والتي نجحت كثيرا والغت الأدوار الهجومية للتعمري وياسين والسمارنة، ليغيب الحارسين فترة من الوقت قبل أن يظهر فهد طالب بالكرة التي تلاعب بها البخيت ودلدوم من الجهة اليسرى ليخطفها دلدوم من بين المدافعين ويسددها فوق المرمى.
أفضلية وفرص متبادلة
وكما هو متوقع ظهرت الأوراق البديلة مع اطلالة الحصة الثانية، حيث دفع المدرب العراقي بالحارس محمد قاصد مكان فهد طالب، وزج بالبديل همام طارق مكان حمادي أحمد، فيما ابقى مدرب المنتخب الوطني على تشكيلته فترة من الوقت، وظهرت افضلية المنتخب في العابه الهجومية بعد أن نوع بهاء وعبيدة وصالح من خياراتهم الهجومية، وتقدم التعمري والبخيت في بناء سلسلة من الهجمات من ناحيتي الأطراف مع مساندة حقيقية للظهيرين دلدوم والرواشدة، ما منح المهاجم الصيفي فرصة التحرك، ما كشف مرمى الحارس قاصد بوقت مبكر من خلال الكرة التي سددها صالح من على حافة المنطقة وابعدها الحارس، تبعه التعمري الذي خطف الكرة من مدافعي العراق وارسلها عرضية أمام المرمى لكن تدخل المدافع علي عدنان ازال الخطورة عنها.
وزادت فاعلية ونشاط لاعيي المنتخب الوطني بعد التبديلات الناجحة التي اجراها المدرب، عندما دفع بورقة مصعب اللحام مكان ياسين البخيت وبعد فترة ادخل أحمد سمير بدلا من صالح راتب، وفي هذه الأثناء كان المنتخب الوطني يستثمر المساحات التي ظهرت في ملعب العراق، وكاد التعمري أن يدرك التعادل عندما سدد كرة قوية جاورت القائم الأيسر لمرمى الحارس قاصد، وعاد المدرب وادخل محمود مرضي مكان بهاء عبد الرحمن، ثم دفع باحسان حداد بدلا من ياسر الرواشدة، وفي واحدة من اخطر الفرص استغل الصيفي الكرة الطويلة التي اجتازت مدافعي الفريق العراقي ولعبها (لوب) من فوق الحارس لكن تدخل المدافع وليد سالم في التوقيت المناسب حرم الصيفي من هدف محقق.
وشهدت الدقائق الأخيرة كثافة في الهجمات من كلا الفريقين، رافقها عدة تبديلات حيث ادخل مدرب المنتخب الوطني الحارس البديل يزيد ابو ليلى مكان معتز ياسين، وادخل فراس شلباية مكان موسى التعمري، فيما ادخل المدرب العراقي أمجد كلف بدلا من أحمد ياسين ومحمد جابر مكان أمجد عطوان وايمن حسين مكان علاء عبد الزهرة، وفي هذه الأثناء كان احسان حداد يستقبل كرة الصيفي داخل المنطقة ويسددها قوية ضربت بالمدافعين، قبل أن يرد عليه ايمن حسين بكرة رأسية ابعدها مهند خير الله قبل أن تلصق بالشباك، وتألق الحارس ابو ليلى في تحويل كرة طارق الى ركنية، وقبل أن تلفظ المباراة انفاسها كان عبيدة يسدد كرة جاءت باحضان الحارس، ثم سدد اللحام كرة قوية ابعدها الحارس قاصد على حساب ركنية.
المباراة في سطور
النتيجة : العراق 1 الأردن 0
الأهداف: علاء عبد الزهرة د 15.
الحكام : علي حسن السماهيجي وابراهيم مبارك وفيصل شبر علوي (البحرين)، سالم عامر (العراق).
العقوبات: أنذر عبيدة السمارنة (الأردن)، ومحمد جابر (العراق).
مثل المنتخب الوطني: معتز ياسين (يزيد ابو ليلى)، ابراهيم الزواهرة، مهند خير الله، ابراهيم دلدوم، ياسر الرواشدة (احسان حداد)، بهاء عبد الرحمن (محمود مرضي)، صالح راتب (أحمد سمير)، ياسين البخيت (مصعب اللحام)، عبيدة السمارنة، موسى التعمري (فراس شلباية)، عدي الصيفي.
مثل المنتخب العراقي : فهد طالب (محمد قاصد)، أحمد خلف، علي عدنان، سعود ناجي، وليد سالم، أحمد ياسين (أمجد كلف)، بشار بنيان، علي حسين، حمادي أحمد (همام طارق)، أمجد عطوان (محمد جابر)، علاء عبد الزهرة (أيمن حسين).
المسفر : مطمئن على اداء اللاعبين
قدم المدير الفني لمنتخب النشامى د.عبدالله المسفر التهنئة للاتحاد العراقي على نجاح المباراة وحجم الحضور الجماهيري الذي زاد الاحتفالية في اللقاء التاريخي وقدم شكره على حفاوة الاستقبال.
وأضاف المسفر في مؤتمر صحفي أعقب المباراة أنها كانت تجربة غنية ومفيدة أمام فريق قوي كالمنتخب العراقي، لاسيما وأن النشامى لعب بغياب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين لأسباب مختلفة، مشيرا إلى أن النشامى أشرك عدة لاعبين للمرة الأولى كما أن المنتخب كان يستحق ركلة جزاء لصالح اللاعب عدي الصيفي ورغم ذلك فإنه مطمئن على أداء اللاعبين الذي سيخضع للتقييم لاحقا قبل خوض المباريات المقبلة.
وأشار المسفر إلى معاناة المنتخب من عدم وجود اللاعب الهداف في ظل غياب المهاجمين حمزة الدردور وثائر البواب ومحمود زعترة.
وأكد المسفر أن أداء اللاعبين في الشوط الثاني كان أفضل لكن اللاعبين بحاجة إلى التركيز في المباريات المقبلة مؤكدا أن حالة الشرود التي ظهرت أحيانا كان سببها قلة خبرة بعض اللاعبين وخوضه اول مباراة أمام 60 الف متفرج.
وشدد المسفر على أن صفوف المنتخب ستكتمل في مباراة هونغ كونغ الودية قبل لقاء فيتنام رسميا.
ن جانبه قال المدير الفني للمنتخب العراقي باسم قاسم أن المباراة كانت ناجحة من مختلف المقاييس وقدم شكره لسمو الأمير علي بن الحسين على دعمه للكرة العراقية مؤكدا أن المنتخبين استفادا منها وقدمت رسائل تبشر بالخير في سبيل رفع الحظر عن إقامة المباريات في العراق.
وأشار باسم إلى أن منتخب النشامى لعب كرة جماعية وامتاز بالقدرة على الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الهجومية بكرات مرتدة سريعة وخطرة.
شذرات من المباراة
صافح سمو الأمير علي بن الحسين لاعبي المنتخبين ورد التحية على الجماهير العراقية.
شاشتان كبيرتان في الملعب وضع عليها صورة وعبارات ترحيبية للأمير علي وكذلك العلم الأردني.
الجماهير العراقية لوحت بإعلام بلادها والعلم الأردني.
الجماهير العريضة التي حضرت إلى الملعب قبل 3 ساعات من بدء المباراة وساروا نحو 3 كم على الأقدام.
ترتيبات أمنية هائلة شهدتها المباراة.
الاغاني الوطنية الأردنية الهبت حماس الجماهير قبل بدء اللقاء.
وقف اللاعبون دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق.
أطلقت اعداد كبيرة من الحمام فوق المدرجات.
حضر المباراة إلى جانب سمو الأمير علي كل من وزير الشباب العراقي ومحافظ البصرة ورئيس اتحاد الكرة العراقي.