جراءة نيوز - عمان : حققت فنادق مكة المكرمة أعلى نسبة إيرادات سنوية من حيث القيمة السوقية والعائدات بالمقارنة مع كبرى الفنادق العالمية، على الرغم من محدودية المساحات، إلا أن ذلك لم يخرجها من تبوؤ تصنيفات متقدمة على اختلاف أوقات السنة. واعتبر مراقبون أن العاصمة المقدسة تمكنت من تحقيق نسب ثابتة ومؤكدة في الإيرادات نظير خصوصية الموقع الذي يعتبر من أغلى الأمتار عقاريا على مستوى العالم، حيث يتراوح سعر المتر ما بين 300 ألف دولار و400 ألف دولار وسط تنافس قوي من كل الفنادق المطلة وغير المطلة على الحرم المكي الشريف. وعلق سعد الشريف، خبير المنطقة المركزية والفنادق في العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»، أن مكة المكرمة بحكم طبوغرافيتها المعقدة استطاعت إحكام عملية التعاملات المالية الفندقية، وباتت في مرحلة تعاقب لمواسم الإشغال الفندقية، وهي تضم أفضل الفنادق العالمية التي باتت على تماس مع كيفية التعامل مع كثافة الأعداد والكتل البشرية، حيث تحرص فنادقها على تقديم خدمات مميزة ترتقي إلى اسم العاصمة المقدسة وقدسيتها.
وأوضح الشريف أن تقديم خدمات فندقية متميزة هو أمر اعتادت عليه معظم قطاعات الإيواء في مكة المكرمة نظرا لما سماه تراكم الخبرات العريض والطويل لتلك الفنادق التي تمتلك أذرعا استثمارية قوية تمتلك فن التعامل مع الارتفاعات في نسب الإشغال المتواصلة، وعلى الرغم من المساحات الضيقة فإنها استطاعت استغلالها بشكل متميز ووفرت جميع الخدمات من بهو ومواقف للسيارات.
واعترف الشريف بصعوبة إيجاد خدمات متميزة في نطاقات جغرافية ضيقة، حيث إن هذا يعتبر من أصعب المحالك الخدمية التي تواجهها شركات الفنادق العالمية، بالإضافة إلى وقوع فنادق مكة في دائرة الارتفاع لمعدلات الإشغال، وهو تفرد لا تحظى به إلا مكة المكرمة بسبب المواسم وتهافت المسلمين على تلك الأماكن المقدسة وبأعداد مليونية قلما تصل إليها أي مدينة في العالم، حيث تفرض خصوصية العاصمة المقدسة نفسها بشكل متفرد على جميع قطاعات الإيواء من دون استثناء.