-في كثير من الأحيان، تكون لدينا تعليقات عدة على سلوك شخص ما نعرفه، سواء إيجابية أو سلبية، لكن قد لا نمتلك الشجاعة الكافية للتصريح بها، ونفضل أن يصله مضمون الرسالة دون أن يعرف مُرسلها، ويبدو أن ذلك كان دافعاً وراء ابتكار مواقع تساعد على إيصال تلك الرسائل مثل ASK.FM و”صراحة”، وقد انتشر الأخير بكثرة بين رواد الشبكات الاجتماعية العرب عقب تدشينه مباشرةً.
إذ أنشأ الشاب السعودي زين العابدين توفيق، خريج علوم الحاسب من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الموقع بعد شعوره بحاجة مجال ريادة الأعمال إلى النقد البناء، خاصةً مع بعض العوائق التي تمنعه وجهاً لوجه، مثل أن يكون النقد من موظف لمديره، أو سينبني عليه بعض الإجراءات التعسفية التي لن تكون لصالح الناقد.
ملايين المستخدمين
دُشن الموقع قبل نحو شهر، وتحديداً في الـ15 من يناير/كانون الثاني 2017، وقد حقق نجاحاً كبيراً خلال تلك الفترة، لم يتخيله حتى مبتكره والشركة المستضيفة له، إذ أكد توفيق أن ملايين العرب استخدموا الموقع في تلك الفترة، وذلك بحسب ما أدلى به الشاب لبرنامج "هاشتاغ” الذي يُذاع على قناة "الجزيرة مباشر”.
إذ أُنشئ نحو مليون و300 ألف حساب على الموقع، فيما تلقى وأرسل مستخدموه ما يتجاوز 6.5 مليون رسالة، بينما تصفح الموقع أضعاف مستخدميه، ما يصل عددهم إلى 92 مليوناً.
كما حاز الموقع اهتمام الشباب في العديد من الدول العربية، على رأسها مصر بواقع 2 مليون و411 ألف مستخدم، تلتها تونس بإجمالي مليون 755 ألف مستخدم، ثم السعودية في المرتبة الثالثة بعدد مستخدمين بلغ مليوناً و260 ألفاً، ثم سوريا، والكويت بما يتجاوز نصف مليون مستخدم في كلا البلدين.
وهذا العدد الضخم والمفاجئ كان سبباً في بعض المشاكل التقنية في الموقع ذي التصميم البسيط، التي أكد توفيق أنها سُتحل بالتعاون مع الشركة المستضيفة للموقع لتحمل أعداداً أكبر من الزوار.
فيما أوضح مؤسس الموقع الذي يدعم اللغة العربية فقط حتى اللحظة، أنه سيتاح بعدة لغات عقب إصدار تطبيقٍ خاصٍّ به للهواتف الجوالة.
ترتيب الموقع على Alexa
تصدر الموقع قائمة Alexa في المواقع الأعلى قراءةً، إذ جاء ترتيبه في مصر التي يحصد منها النسبة الأكبر من جمهوره في المرتبة 197، والـ34 في تونس، والـ42 في سوريا، والـ244 في المغرب، بينما وصل ترتيبه بين المواقع الأكثر قراءةً في السعودية إلى المرتبة 1,145.
وبما أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر يبلغ تقريباً 30,835,256، أي ما نسبته 33% من إجمالي التعداد السكاني، بحسب معلومات موقع Internet Live Stats، فيما تبلغ نسبة الزيارات للموقع من مصر 39.2% بحسب Alexa، فهذا يعني أن نحو 12 مليوناً و87.420 ألف مصري يستخدم الموقع.
وبالنسبة لتونس التي يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت بها نحو 84.1% من إجمالي سكانها، أي 5,472,618 شخصاً، فيما تبلغ نسبة الزيارات للموقع من تونس 20.7%، فهذا يعني أن نحو مليون و132.831 ألف تونسي يزورون الموقع.
الموقع يسرق بيانات المستخدمين!
مع الانتشار الكبير للموقع، ترددت الكثير من الشائعات حوله، إذ أشاع بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية احتمالية سرقة بياناتهم الشخصية من مثل تلك المواقع، التي لا تتضح فيها سياسة لحماية معلومات وبيانات المستخدمين، وإذا كان يتم حفظها دون تشفير، فيما أشاع آخرون وجود علاقة للموقع بأجهزة مخابراتية.
فيما رد الشاب الثلاثيني على تلك الشائعات، مؤكداً أنه لا يعرف أي معلومات للمستخدمين لعدم تسجيل الموقع هويتهم من الأساس، كما لا يمكنه معرفة مرسلي الرسائل.
وعن احتمالية اختراق موقعه ومدى أمان ذلك بالنسبة للمستخدمين، أكد الشاب السعودي أنه لم يبرمج برنامجاً بنفسه، بل استخدم أنظمة مايكروسوفت المُجربة بالفعل من ناحية الأمان، وهذا يعني أنه إن أراد شخصٌ اختراق موقعه فسيخترق أنظمة مايكروسوفت أولاً، وهو ما سيكون صعباً على الهاكر.
وبالتزامن مع زيادة عدد المستخدمين، وربما يكون هو السبب في تلك الشائعات في الآن ذاته، بدأت الكثير من المحاولات لتقليد الموقع في شكل مواقع وتطبيقات تحمل نفس الاسم والتصميم، فيما حذر توفيق من علاقته بتلك المواقع، وأضاف أن تلك المواقع ربما يكون هدفها سرقة البيانات كما يُشاع.