حقائق لا تصدق .. خط الفقر في الأردن 70 ديناراً شهرياً والشعب الأردني أغنى من الالمان واليابانيين!

جراءة نيوز - خاص -احمد جميل - 

خط الفقر المطلق (خط الفقر العام) هو مستوى الدخل أو الانفاق اللازم للفرد لتأمين الحاجيات الأساسية، التي تتعلق بالغذاء، والمسكن و الملبس و التعليم و الصحة و المواصلات ، وخط الفقر المطلق في الأردن 814 دينار للفرد سنوياأو 96 دولار أمريكيا للفرد شهريا!! و بالنسب 14.4% من اجمالي سكان الأردن يقعون تحت خط الفقر المطلق!! قبل أن ادخل بالتفاصيل تخيلو معي أن المواطن الأردني إن استطاع أن يعمل براتب 69 دينار (97 دولار) شهريا فهو بذلك تعدى خط الفقر المطلق فبالتالي هو يستطيع أن يلبي حاجياته الأساسية من ايجار البيت و مواصلاته إلى عمله و فواتير الكهرباء و المياه و ملبسه و غذائه . . . يلا للهول هل أنا في ال (La La Land). المصيبة الأخرى فهي ال 14.4 !!!!!!!! 

وفقا لهذا الرقم من تقرير (حالة الفقر في الأردن 2010) فالأردن أقل فقرا من اسبانيا 19.4% و المانيا 15.5%  افرحو يا قوم ، بل أقل فقرا من البرتغال 18% و كوريا الجنوبية 16.5% و حتى اليابان 16% و نزاحم أيضا المملكة المتحدة و هولندا و الدنمارك.

تلك الأرقام تبعد بعد المستحيل عن الحقيقة هذه القيمة الزهيدة 96 دولار تثير الكثير من التساؤلات حول طريقة احتسابها، فهي لا تلبي الحاجات الأساسية للأفراد خصوصا مع ظل ارتفاع اسعار السلع و الخدمات.

و لذلك دخلت في تفاصيل حسابها و هذا ما لم أجد.

في تقرير 2010 (حالة الفقر في الأردن) – استنادا لبيانات مسح نفقات و دخل الأسرة 2008 من دائرة الاحصاءات العامة تموز 2010، حيث أن التقرير محمي بشكل ممتاز من النسخ و الاقتباس اضطررت أن انقل منه جزئيا ما احتجت.

أعد التقرير في فترة دامت ما يقارب السنتين إذ ان المرحلة التحضيرية لمسح نفقات و دخل الأسرة (تحديث الاطار، تجهيز الاستمارة، و كتيب التعليمات –لا تنسو أهميته و كم من الوقت قد يأخذ- تعيين و تدريب الباحثات) أخذت مدة 4 أشهر منهم حسب التقرير.

مسألة تحديد خط الفقر مسألة معقدة جزئيا، سأدخل فقط في مسألة مراحل قياس خط الفقر. ففي المرحلة الأولى (تقدير عدد السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها الفرد الاردني) في التقرير تم ذكر الفئات التي تستهلك السعرات الحرارية لا تفصيلا من اناث و ذكور، بالغين و أطفال!! فلمعرفة متوسط الاستهلاك اليومي لهذه الفئات تستطيع أن تستعين ب Google لايجاده لا يتوجب البحث المعمق المذكور في التقرير لايجاده.

في المرحلة الثالثة: (حساب كلفة السعر الحراري الواحد) و في هذه النقطة يتم تحديد خط الفقر بشكل أساسي من خلال (قسمة مجموع انفاق الفرد على الغذاء يوميا على كمية السعرات الحرارية المستهلكة فعليا من قبل الفرد)

و في المرحلة الرابعة ( باستخدام كلفة السعر الحراري لشريحة السكان الأقل انفاقا First Quintile يتم حساب خط فقر الغذاء لكل أسرة في العينة من خلال ضرب متوسط كمية احتياجات الفرد من السعرات الحرارية المطلوبة بمتوسط كلفة السعر الحراري الواحد. أما خط الفقر العام فهو المتوسط الموزون لخطوط فقر جميع أفراد العينة) أرجو جلب احدى تلك الفتيات اللاتي تدربن لمدة 4 أشهر فقط لشرح هذه الجملة!! ما لا افهمه حقا في هذه المعادلة هي أن فيها عوامل شديدة التغيير فنحن نعلم في علم الرياضيات أن 1 + 1 = 2 أما هنا فالمعادلة تصبح 1 + س = 2 !!! هذه هي المعادلة المستخدمة فعليا في قياس خط الفقر و خط الفقر المطلق ف س: تغير أسعار السلع و الخدمات من يوم لآخر و ليس من شهر لشهر أو من سنة لسنة. و س: احتياجات الفرد من السعرات الحرارية معروفة عالميا و لكن عندما نحولها إلى سلة الغذاء الأردنية، فما هي المواد الغذائية التي اعتبرت في الدراسة؟! و أيضا س: أنت فكلما استهلكت سعرات حرارية اكثر أملت خط الفقر الأردني إلى الانحدار اكثر و اكثر!! فلا تأكل يا عزيزي

أما المفاجأة فاقرؤو معي المرحلة الخامسة ( حساب خط الفقر غير الغذائي، يتم حساب هذا الخط باستخدام معادلة الانحدار الخطي لكل من المتغير التابع Dependent Variable و هو مقدار خط فقر الغذاء على مستوى الفرد مقسوما على متوسط انفاق الفرد على الغذاء، و المتغير المستقل Independent Variable المتمثل بمتوسط الانفاق العام السنوي لللفرد. و بعد تحديد معادلة خط الانحدار، يتم تقدير متوسط انفاق الفرد السنوي العام عندما يكون المتغير التابع مساويا للمقدار 100. و الناتج هو تقدير لخط الفقر العام، و اذا تم طرح خط فقر الغذاء منه يتم الحصول على خط الفقر غير الغذائي، ثم بعد ذلك يتم معالجة خط فقر غير الغذاء بوفورات الحجم الكبير Economic of Scale)!!!!!!!!!!!!

-          وفورات الحجم الكبير: نسخ ترجمة من google translate يوضع في تقرير بهذه الأهمية، اتسائل هل يفهم هذه الكلمة من كتبها؟!

-          Economic of Scale: ماذا !!!! الذي كتبها نسخا من الواضح أنه حى لا يدري ما هي لأنها تدعى Economies of Scale . . . لا أجد ترجمة حرفية لها فلست بارعا في الترجمة و هي من اعماق علم الاقتصاد أو التمويل، و لتفهم معناها افترض أنك تريد أن تطبع بروشورات، 500 برشور يكلف 60 دينار أما 3000 بروشور تكلف 100 دينار، فأين تذهب في هذا الخيار؟ هذا هو مفهوم ال Economies of Scale بشكل مبسط و لا افهم وجوده في المرحلة الخامسة!! و لكن اعتقد المقصود بوضعه في التقرير زيادة في التعقيد ليصدون به أخذ العائلات التي تحوي عدد اكبر من الأفراد هنا يتم تطبيق هذا المصطلح فقط. ما لا افهمه كيف تم حساب خط الفقر غير الغذائي بهذه البساطة مع كثرة المتغيرات فيه من نمط الانفاق للأسرة على مختلف السلع و الخدمات، اختلاف اسعارها في السوق و ختلاف اسعارها من مكان لآخر و من محافظة لأخرى، و مدة صلاحية هذه السله أو الخدمات!!

-          معادلة الانحدار الخطي أو كما تدرس في علم الاحصاء Linear Regression فالله اعلم كيف طبقت في المرحلة الخامسة

-          من يقرأ المرحلة الرابعة و الخامسة يراهم أشد التعقيد، و لكنهم في الحقيقة جمل غير مترابطة منها المغلوط حتى كتابيا بسيطة لمن يحاول فهمها . . . ربما في غير مكانها

التقرير عبارة عن جمل معقدة، ذكر استخدام معادلات تراها معقدة و هي من ابسط المعادلات الرياضية، أرقام لا أدري من أين أتت، و عوامل أخرى كثيرة مؤثرة لم يتم ذكرها . . .  14.4% من اجمالي سكان الاردن يقعون تحت خط الفقر المطلق أم هم الذين فوق خط الفقر لكنه خطأ في التقرير!! . . . و 96 دولار شهريا هوخط الفقر المطلق رقم لو كان 69 لكان فكرنا أقلها ذهب بعيدا و استمتع فلا أدري بعد قراءتي للتقرير كاملا كيف أتو به!!!

هل اعتمد التقرير أو أخذ بعين الاعتبار الأبعاد الأخرى من عدم الحصول على الغذاء الكافي، قلة فرص التعليم، عدم كفاية الرعاية الصحية و سوء ظروف المسكن و الحياة المعيشية و غيرها كثيرا. و لذلك فإن آليات قياس الفقر لا تقتصر على تحديد المبلغ النقدي للاستهلاك، أو الدخل، حتى و إن كان هذا المبلغ عادلا بل تتعداه لتشمل الابعاد الاقتصادية و الاجتماعية لاحتياجات الانسان الأساسية.

النجاح المبهر في السياسات الاقتصادية ظهر بأن ساهمت في المزيد من الغلاء، في مقابل بقاء مستوى الدخل الفردي من دون زيادة مؤثرة.

و أخيرا . . .

كشف أحدث مسح العمالة والبطالة السنوي لدائرة الإحصاءات العامة، أن 51% من العاملين في الأردن يتقاضون رواتب بين 300 و499 دينار خلال العام الماضي و60% منهم من عمر 25 وحتى 39 عاماً.