جراءة نيوز - عمان : أكد الرئيس بشار الاسد أن الأحداث في سورية جزء من الحرب من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية مشددا في مجال علاقات سورية مع السعودية: "لن نتحدث معهم أبدا عن شيء. إنهم كانوا فقط يقدمون لنا نصائحهم حول كيفية بناء الديموقراطية في سورية وحول كيفية عملها. لكنه أمر مضحك".
وقال عندما تكون بلادك في موضع استراتيجي مهم وتطل على البحر الأبيض المتوسط وتمر بها جميع الطرق من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق، فستمسك مثل هذه الحرب حتما. ولكن الأمر ليس فقط في وجود الغاز، ولكن أيضا في دور بلادنا في المنطقة. إنه دور استراتيجي. وهم (الغرب) يحاولون باستمرار تهميش نفوذ سورية وتقليصه داخل حدودها. لكنه أمر مستحيل، وسيبقى نفوذنا أوسع دائما".
وواصل الرئيس الاسد قوله: "إن الحروب من أجل النفط والغاز أمر واقع حقا. وهي تجري حاليا في آسيا الوسطى، مثلا، على الحدود الجنوبية لروسيا، وفي بعض المناطق الأخرى".
وحول العلاقات مع قطر قال: "لم نتحدث مع قطر عن الغاز أبدا. لم يكن الغاز في الأجندة الثنائية حتى في الوقت الذي كانت علاقاتنا طبيعية".
وأشار الأسد إلى أن سورية كانت دائما تقدم أراضيها لنقل الغاز والنفط من العراق وإيران إلى دول خوض البحر الأبيض المتوسط، ومن دول الخليج إلى تركيا وأوروبا وقال: "لقد بحثنا مسألة نقل النفط والغاز مع تركيا وآذربيجان والعراق والأردن، بحثناها مع الكثير من الدول، لكن ليس مع قطر".
وأفاد الرئيس السوري أنه سيلتقي قريبا مع المبعوث المشترك الأممي العربي كوفي عنان الذي سيزور سورية قبل نهاية هذا الشهر وقال: "إنهم (الغرب) لا يتحدثون إلا عن العنف، لكن عن العنف من طرف الحكومة، ولا يذكرون الإرهابيين إطلاقا. وما زلنا في الانتظار. السيد عنان سياتي إلى سورية هذا الشهر وسأسأله عن الأمر".
وأكد الأسد أن معظم الأسلحة المهربة إلى سورية تأتي عبر لبنان وتركيا، لكن دمشق لا تملك أية أدلة تؤكد تورط سلطات هاتين الدولتين في ذلك. وقال: حتى الآن كان معظم الأسلحة ياتي من لبنان وتركيا، لكننا لا نملك ادلة تؤكد أن سلطات هاتين الدولتين كانت تشجع التهرب. وتحاول هذه الدول في الوقت الأخير، لا سيما لبنان والأردن، أن تكافح التهريب، أن توقفه. لا أريد أن أقول إن موقف دول جوار سورية تغيرت بعد الأحداث في سورية ولبنان والدول الأخرى. وقد أصبح واضحا لسلطات هذه الدول أنها ليست بالربيع العربي، لكنه فوضى. وإذا كنتم تزرعون الفوضى في سورية، فقد تتعدى عليكم".
واعتبر الرئيس الأسد أن الانتخابات التشريعية التي جرت في سورية مؤخرا شكلت خطوة مهمة وجزءا من الإصلاحات التي تنفذها السلطات مبينا أن الشعب السوري "لم يرتعب من تهديدات الإرهابيين" الذين حاولوا إحباط الانتخابات أو إجبار السلطات على إلغائها.
وشدد الرئيس الأسد على أن نتائج التصويت تظهر أن الشعب السوري مازال يؤيد النهج الإصلاحي الذي أعلنته دمشق منذ عام.
وتشير المعطيات الرسمية إلى ان 51.26% من الناخبين المسجلين في سورية أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التي جرت يوم 7 مايو/أيار الماضي. وفازت في الانتخابات التي أعلنت نتائجها يوم الثلاثاء الماضي، "قائمة الوحدة الوطنية".
وأكد الرئيس الأسد أن دمشق تمتلك معلومات عن أن عناصر المعارضة السورية المسلحة قد تدربوا على أساليب التدخل العسكري في معسكرات بإقليم كوسوفو. وقال: "لا أعرف ما إذا كانوا مسلحين أم لا. لدينا معلومات عن أن مجموعة من المعارضين السوريين زارت كوسوفو للتدريب على أساليب التدخل العسكري، وعلى جلب الناتو إلى سورية.نحن نمتلك هذه المعلومات، ونحن متأكدون بصحتها".
وحول موقفي روسيا والصين قال: "إنهما لا تؤيداني كرئيس، كما أنهما لا تؤيدان ما يسمى بالنظام السوري.. لا أحب هذه العبارة، لدينا كيان الدولة. إذان، لا تؤيدانه، لكنهما تؤيدان الاستقرار الإقليمي وتتفهمان جيدا أهمية سورية الجيوسياسية ودورها في المنطقة".
وأشار إلى أن غياب هذا الدعم قد يؤدي إلى الفوضى في سورية وفي المنطقة كلها وقال: "قد تنتشر الفوضى من سورية إلى جميع الأنحاء. فأعتقد أن الأمر يتعلق ليس بسورية فحسب، لكن بالاستقرار الدولي".
وفي هذا السياق أعرب الرئيس الأسد عن أمله بأن الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند "سيفكر في مصالح فرنسا"، مشيرا إلى أنها "ليست في زرع الفوضى والأزمة في الشرق الأوسط وفي العالم العربي كله".
وأشار الأسد إلى زيادة عدد العمليات الإرهابية بعد وصول بعثة المراقبة الدولية إلى البلاد. وأكد أن الوضع تحسن من حيث تخفيض حدة المواجهة المباشرة وقال: "لقد سحبنا قواتنا. لكن فيما يخص الهجمات الإرهابية فقد ازداد عددها كثيرا وأصبح أكثر مما كان عليه منذ بداية الأزمة".
وأكد الرئيس الأسد أن القوات الحكومية اعتقلت عددا من المرتزقة الأجانب، معظمهم رعاة الدول العربية، كانوا يقاتلون في صفوف ما يسمى بالجيش السوري الحر. وقال: "ليس جيشا وليس حرا، إذ أنهم يتسلمون الأسلحة والمال من الخارج، من دول مختلفة. إنه حشد من المجرمين الذين كانوا يخالفون القانون طوال سنوات وقد أدينوا بتهم مختلفة".
وأشار إلى وجود المتشددين الدينيين أمثال عناصر القاعدة في صفوف "الجيش الحر" وقال: "هنالك مرتزقة أجانب، وتمكنا من اعتقال عدد منهم وسنعرضهم للعالم. وقد قتل الكثير منهم ولم نتحدث عنهم لعدم وجود وثائق الهوية التي تؤكد أنهم أجانب".
وصرح الرئيس الأسد أنه من المستحيل الفوز على سورية في حرب إعلامية وقال: "قد تخلق وسائل الإعلام وهما، لكنه لن يستمر طويلا على حاله. إنهم تغلبوا علينا إعلاميا في بداية الأزمة وزيفوا وقائع وأطلقوا الكثير من الأخبار الكاذبة. ولكن الأمر تغير مع مرور الوقت لأن الواقع مختلف عما تتحدث عنه وسائل الإعلام هذه".
وواصل: "لا يمكن أن تتغلب وسائل الإعلام هذه على الواقع في المدى البعيد، ونحن نراهن على الواقع".
وقال إن سورية حاولت "إيصال موقفها للصحفيين من مختلف الدول، لكنها لم تتمكن من ذلك في عدد من الأحوال لأنهم يقاطعون سورية ويريدون أن يوفدوا إليها فقط الأشخاص الذين من المؤكد أن يرسلوا لهم أخبارا كاذبة مثل تلك التي كانت في البداية".
وأضاف: "نحن لا نحاول دحض الاتهامات الكاذبة، إننا نلوذ بالصمت. وفي وقت من الأوقات سيعرف الناس أن كلها كذب"