جراءة نيوز - عمان : اكد مصدر مطلع وجود معلومات تتعلق بخطة أعدّتها جهات خارجية، بالتنسيق مع سياسيين موريتانيين لإسقاط الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ونقلت عن مصادر وصفتها بشديدة الاطلاع أن رحيل نظام ولد عبد العزيز لم يعد أمنية لدى قادة المعارضة أو دعاية سياسية يراد من خلالها المناورة للحصول على مكاسب سياسية، بل إنه أصبح حقيقة لا مراء فيها.
وأشارالمصدر الى أن الأميركيين والفرنسيين حسموا أمرهم مع الأمير القطري، بالتنسيق مع أبرز رموز المعارضة الموريتانية، واتفقوا مع قطر والجهات الداخلية والمعارضة على خطة أعدّوها بإحكام بعد عقد صفقة بين أهم رموز المعارضة الموريتانية، تمّ من خلالها تقاسم الأدوار والكعكة السياسية في البلد. وقالت: إن هذه الخطة تقضي بتعبئة كل الوسائل المادية والسياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية لفرض الأمر الواقع على نظام ولد عبد العزيز، بمساعدة مالية من دولة قطر، التي ستظل بعيدة عن واجهة التصعيد، وأن تسلم الأموال للإسلاميين من خلال قنوات مالية معروفة وآمنة، على أن يُشاع في أوساط المنسقية أن هذه الأموال هي دعم من رجل الأعمال ولد بعماتو والرئيس علي ولد محمد فال.
كما تقضي الخطة بأن تتأخر قناة "الجزيرة" القطرية بتغطية الحدث في نواكشوط، وأن تظل قطر ترسل إشارات إيجابية الى النظام الموريتاني الحالي في إطار التعاون بين البلدين.
وأكد المصدر المطلع أن من بين ما جرى الاتفاق عليه أن تتمتع الولايات المتحدة وفرنسا بمزايا اقتصادية مهمة، وأن تتوطد العلاقات الموريتانية مع الدولتين أكثر، بحيث تكون لهما الأولوية في الكثير من المشاريع المقبلة عليها موريتانيا في مجال الصيد والنفظ والأمن في الساحل. وتريد قطر وحلفاؤها إعادة الاعتبار إلى الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع وإعادته إلى موريتانيا متمتعاً بجميع حقوقه السياسية مع ضمانات أمنية بعدم الملاحقة. وتنصّ الخطة على أن تكون هناك مرحلة انتقالية قصيرة يترأسها حتماً الرئيس الأسبق علي ولد محمد فال، وأن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع أحزاب المعارضة، بما فيها المشاركة في الحوار. أما الرئيس الموريتاني المقبل فيستحسن أن يكون من الحركة الإسلامية الموريتانية، وفق الخطة التي رواها المصدر، الذي يضيف: إن يساريين موجودين في فرنسا وأميركا ورجال أعمال يلعبون دوراً هاماً في تفعيل الجبهة الدولية، التي تراهن على حسم رحيل النظام، من بينهم عبد القدوس ولد اعبيدنه المتجول ومحمد ولد بوعماتو المقيم في المغرب وقادة سياسيون كبار. كذلك تعول الدول المعنية في حسم إطاحة ولد عبد العزيز داخلياً على قادة عسكريين كبار، تقاعد بعضهم مع إطاحة ولد الطايع، وتقاعد البعض الآخر مع تسلم الرئيس ولد عبد العزيز للسلطة. ولا تستبعد المصادر أن يكون للتيار الإسلامي تنسيق يعوّل عليه في أوساط ضباط قريبة من قادتها القبليين ومتعاطفين مع مشايخها. وبالنسبة للدور الإسرائيلي، تقول الصحيفة: إن إسرائيل تسعى في الوقت الذي يواجه فيه النظام الموريتاني هذه المعارضة الشرسة إلى تصفية حساباتها مع الرئيس الموريتاني من خلال منظمات شبابية تدّعي الدفاع عن حقوق الأرقاء والزنوج في موريتانيا، وأصبحت هذه المنظمات تشكل خطراً حقيقياً على ولد عبد العزيز.