تغادر اسرتها الى مركز للرعاية يوفر لها الحماية ليس لانها جانية او ارتكبت سلوكا يخرق القانون بل لانها ضحية لاهمال اسرتها وعدم رعايتها كما تجب الرعاية التي تتعدى حدود تامين احتياجاتها من ماكل وملبس وتعليم بقدر ما هو الاهتمام بها كانسانة وتفهم المرحلة العمرية التي تمر بها وهي مرحلة المراهقة وهي الاخطر بحياتها.
فتيات تتراوح اعمارهن بين 12-17 عاما تعرضن لسلوكيات خاطئة من الاخرين اما اعتداءات جنسية او علاقات غير شرعية ناتجة عن الجهل والهروب من الفراغ النفسي والعاطفي ليدفعن هن بطفولتهن ثمن اخطاء الاخرين ببقائهن في دار رعاية الفتيات التي تستقبلهن لتوفير الحماية لهن بسبب عوامل الخطورة عليهن من قبل اسرهن او المجتمع المحيط بهن.
قصص مؤلمة وحياة تلونها الاخطاء والاقدار التي لا تتناسب مع اعمارهن والمستقبل الذي ينتظرهن ليتحملن الاما جسدية ونفسية كبيرة ويفقدن الامل بالمستقبل .
فان تتعرض فتاة لاعتداء جنسي من قبل احد افراد اسرتها او اقاربها وان تقيم فتاة علاقة غير شرعية يغرر بها من قبل اخر فتنساق بها الى حياة لا تليق بها وبطفولتها هو ذنب امهات لا يتواصلن مع بناتهن وغياب حوار وثقة ورعاية تحتاجها كل فتاة تمر بمرحلة المراهقة لتبقى بمناى عن اي مخاطر قد تتعرض لها من قبل الاخرين وتدفع هي بنهاية الامر ثمنها.
وهو ما يشير اليه الواقع في دار رعاية الفتيات المخصصة لاستقبال الفتيات المعرضات للخطر وحمايتهن فاغلب قصصهن اعتداءات جنسية من اقارب او افراد الاسرة او علاقات غير شرعية ينتج عنها احيانا حمل لتمتد اطراف الضحايا بولادة طفل يكون مصيره دار الرعاية ايضا.
ازدياد في اعداد هؤلاء الفتيات من عام 2013 الى عام 2015 حسب الناطق الاعلامي بوزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط حيث بلغ عددهن في عام 2013 «42 « فتاة وارتفع عام 2014 ليصل الى « 55 « فتاة وفي العام الماضي وصل الى « 79 « حالة مما يعتبر مؤشرا على تنامي هذه القضية التي يكون ضحيتها فتيات صغيرات لم يبلغن بعد سن الثامنة عشرة.
يقول الدكتور الرطروط: ان هؤلاء الفتيات يتم ادخالهن للدار ليس بسبب فعل قمن به مخالف للقانون انما بهدف فعل واقع عليهن مما يتطلب توفير الرعاية والحماية لهن لحين زوال اسباب وعوامل الخطورة ويتمكن من الخروج للمجتمع والعودة لاسرهن.
واضاف: الدار التابعة للوزارة توفر لهن كل ما يحتجنه من رعاية واهتمام وارشاد اجتماعي ونفسي وتعليم وتدريب على مهن معينة بحيث يمارسن حياتهن بشكل طبيعي الا ان ابتعادهن عن اسرهن وعدم تقبل بعض الاسر لبناتها يبقى الامر الاصعب بحياتهن والتي تسعى الوزارة بالتعاون مع شركائها في هذا المجال لاعادتهن الى اسرهن والمجتمع.
وتبعا لمصادر مسؤولة بالدار التي تاسست في عام 1973 وكانت تسمى الخنساء فان الدار تستقبل الفتيات اللواتي تعرضن لاعتداءات جنسية او اقمن علاقات غير شرعية او تعرضن لعنف شديد وجمعيها عوامل خطورة تؤثر على حياتهن فتكون الدار مكانا امنا لحمايتهن.
وتشير المصادر الى ان الفتيات اللواتي تعرضن لاعتداءات جنسية من داخل الاسرة يشعرن بالخوف والقلق ولا تتمكن الفتاة من البوح بما تعرضت اليه بسبب الخوف خاصة في ظل غياب دور الام المحوري بالاسرة وعدم رعايتها لابنتها والحفاظ عليها وبسبب خوف بعض الامهات من الطلاق مما يقودهن الى السكوت عما تتعرض له بناتهن وتصبح الفتاة هي التي تحتاج للحماية.
وتتضاعف الام الفتاة اذا ما نتج عن الاعتداءات حمل حيث شهدت الدار قبل سنوات ست حالات حمل لفتيات لم يبلغن الثامنة عشرة بعد ليصار بعد الولادة الى نقل الطفل الى مؤسسة رعاية تتولى رعايته.
الاخصائية الاجتماعية مها ابو غزالة اشارت الى ان هؤلاء الفتيات ضحايا لاهمال اسرهن وعدم ادارة حوار وغياب الثقة والصراحة بين الامهات وبناتهن مما ينتج عنه تحرشات جنسية او اعتداءات او اقامة علاقات غير شرعية بين الفتاة وشاب يغرر بها ويستغل وحدتها وضعفها.
واضافت: هناك امهات لا يعلمن عن بناتهن شيئا ولا يدركن خطورة مرحلة المراهقة التي تحتاج كل فتاة خلالها للدعم النفسي والارشاد والثقة المتبادلة بينها وبين والدتها مشيرة الى ان انشغال الام خارج المنزل بشكل دائم او اثناء وجودها بالمنزل دون تخصيص وقت للحديث مع بناتها واولادها ورعايتهم وتقديم النصح والمشورة لهم بحيث يبقون بمناى عن اية علاقات غير سوية يؤدي الى وقوعهن بالمشاكل التي تتحمل الفتاة وزرها خاصة وان العادات والتقاليد تحمل الفتاة مسؤولية اخطاء الاخرين ويعتقدون بانها هي المذنبة.
واكدت ابو غزالة ان رعاية الفتيات تبدا من الاسرة بالدرجة الاولى فتعرض اي فتاة لاعتداء من احد افراد الاسرة او الاقارب مؤشر على وجود خلل ما بالاسرة وعدم القدرة على ضبط هذه الجوانب بشكل صحيح بحيث تتعرض الفتاة بداية لمضايقات ثم تحرشات يجب ان تتعلم منذ الصغر بانها لا تجوز ويجب عدم السكوت عليها لينتهي الامر بالاعتداء الجنسي وتعرض الفتاة لتجربة مؤلمة تبقيها بدار رعاية الفتيات لتوفير الحماية لها خاصة اذا ما حملتها الاسرة ذنب ما حدث واصبحت حياتها مهددة بالخطر.
وبينت ان رفض الاسرة وعدم دعمها لابنتها في حال تعرضها لمثل هذا الامر يعتبر ذنبا اخر تتحمله الاسرة حيالها فان يتم ترك الفتاة تعيش بدار لرعايتها بسبب رفض اسرتها لها وعدم مساعدتها لتخطي ما عانت منه يزيد من الامها ويحملها اعباء نفسية كبيرة لذنب لم تقترفه.
وتبقى الاسرة ودور الام الاساس في حماية هؤلاء الفتيات فعدم الرعاية السليمة وغياب الحوار بين الام وافراد اسرتها وترك باب الحرية الكاملة لهن دون رقابة واعية من قبل الامهات والاباء يغيب ادوارهم الاساسية ويعرض الفتاة لسلوكيات عديدة قد تخجل من البوح بها بسبب الخوف وغياب الثقة المتبادلة بينها وبين والديها فينتهي المطاف بها الى الوقوع بعلاقات غير سوية او تعرضها لسلوكيات سلبية من قبل افراد الاسرة او الاقارب لتقضي حياتها مذنبة بعيون الاخرين والمجتمع وهي الضحية