قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات ان مسالة تطوير المناهج تأتي في اطار عملية مراجعة وتطوير شاملة للعملية التربوية بهدف الارتقاء بكافة عناصر النظام التربوي وتنفيذا لتوصيات مؤتمر التطوير التربوي الذي عقدته الوزارة العام الماضي.
واكد ان الكتب الجديدة هدفت إلى تطوير مهارات التفكير والتحليل لدى الطلبة والابتعاد ما أمكن عن حالة التلقين والحشو الزائد، وركزت على قيم الأمة وحضارتها ووسطيتها وثوابت عقيدتها الإسلامية وليس كما يزعم البعض أنها دخلت في معركة مع القيم الإسلامية وانسلخت عنها.
واعتبر وزير التربية والتعليم ان ما تتعرض له الوزارة من حملة غير راشدة لتضليل الرأي العام هدفها عرقلة مسيرة وزارة التربية والتعليم وجهودها المستمرة لتطوير العملية التعليمية.
وقال الدكتور الذنيبات خلال لقائه اليوم السبت، رؤساء تحرير الصحف اليومية وعدد من الكتاب بحضور وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني ان تاليف الكتب المدرسية يتم وفق ما تنص عليه فلسفة التربية واهدافها المنبثقة من الدستور الاردني والحضارة العربية والاسلامية ومبادئ الثورة العربية الكبرى والتجربة الوطنية الاردنية والاسس الفكرية القائمة على الايمان بالله تعالى والالتزام بالمثل العليا للامة العربية وان الاسلام نظام فكري سلوكي يحتوي الانسان ويعلي من مكانة العقل ويحض على العلم والعمل.
وحول المحتوى الاسلامي في المناهج الجديدة، اكد الدكتور الذنيبات، ان كتب اللغة العربية والتربية والاسلامية الجديدة تضمنت آيات قرانية واحاديث نبوية شريفة ودروسا عن سير الصحابة والسلف الصالح وعلى نحو يضمن تعزيز بناء شخصية الطالب وصقل فكره وذلك في اطار من التكامل بينها.
وقال ان الكتب الجديدة هي طبعة تجريبية وان وزارة التربية والتعليم تقبل الحوار وترحب باي نقد ورأي بناء من ذوي الخبرة والاختصاص واهل الرأي، مؤكدا ان ذلك سيكون موضع اهتمام الوزارة ولجان الاشراف على الكتب وهم نخبة من المتخصصين وممن يشهد لهم بالامانة العلمية والموضوعية والحيادية.
كما اكد وزير التربية والتعليم ان مضامين الكتب تشكل نقلة نوعية ولا يجوز باي حال الاجتزاء من المنهاج والنظر اليه نظرة جزئية، وانما يجب ان ينظر اليها بوصفها وحدة واحدة موزعة على صفوف ومراحل دراسية متكاملة.
من جهته، اكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، اننا في الاردن معنيين بالاصلاح الشامل والهادف في كافة المجالات وفق رؤية شمولية اسست لها قيادتنا الهاشمية.
وببين اننا معنيين في الاردن بتطوير مناهجنا ومنظومتنا التعليمية وبشكل متكامل.
بدوره، اكد نقيب الصحفيين الاردنيين الزميل طارق المومني، اهمية عقد هذا اللقاء والحوار مع رؤساء التحرير والكتاب لما لموضوع المناهج من اهمية واثر في المجتمع والوطن بشكل عام. واشاد المومني بالرؤية الاصلاحية الشاملة لوزارة التربية والتعليم وما تقوم به من دور وتتبناه من تطوير في اطار المشروع الاصلاحي الشامل الذي يقوده جلالة الملك.
واكدان اي مشروع اصلاحي يتم له مؤيدين وله معارضين ومتضررين منه وان التغيير عملية صعبة ومضنية، مبينا ان عملية الاصلاح يجب ان تتم في نهاية المطاف بحيث تنعكس اثارها على مصلحة الناس والبلد.
واكد ان الحملة التي تتعرض لها وزارة التربية والتعليم في معظمها هي حملة ظالمة ولها اجندات واضحة وان الغالبية العظمى من المنتقدين لم يطلعوا على التعديلات التي تمت في المناهج.
وقال المومني ان التغيير هو ظاهرة صحية وان الاصلاح كذلك ظاهرة طبيعية وان اي مناهج دراسية تحتاج دائما الى تطوير وبما يمكنها من التجاوب مع المتغيرات في العالم وما يشهده من تطور في كافة المجالات دون ان يؤثر هذا التطوير في ثوابتنا وقيمنا الاساسية.
واكد نقيب الصحفيين على اهمية الحوار بوصفه الاساس الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى نتائج ايجابية على مختلف المستويات.
وعرض رؤساء التحرير والكتاب للعديد من ملاحظاتهم حول الحملة التي تتعرض لها وزارة التربية والتعليم في الاونة الاخيرة فيما يخص موضوع المناهج، مؤكدين ان هناك من استغل موضوع المناهج وحول القضية عن مسارها.
واعتبروا ان ظاهرة حرق الكتب المدرسية والتحريض على هذا التصرف من قبل بعض الاشخاص امر مرفوض وغير مقبول اجتماعيا ويتنافى مع القيم التي تربينا عليها، ويرسخ سلوكات غير حضارية لدى ابنائنا الطلبة.
ودعوا الى تغليب المصلحة الوطنية العليا وتعميق لغة الحوار ما بين كافة الجهات المتخصصصة ووزارة التربية والتعليم وعدم الزج بالطلبة في هذه القضية لاسباب غير واقعية ودون علم او دراية.
كما اشادوا بالخطوات الاصلاحية الكبيرة لوزارة التربية والتعليم خلال السنوات القليلة الماضية وما اسهمت فيه هذه الخطوات من انعكاسات ايجابية مهمة على مخرجات ومدخلات العملية التعليمية في الاردن بوجه عام.