تروي صحافيّة كيف استفاقت بعد منتصف اللّيل على صوت رسالةٍ بريديّة إلكترونيّة غريبة مصدرها الحساب الشّخصيّ لوزيرٍ في الحكومة الحاليّة.
الرّسالة غير مألوفة، فالوزير يُخاطبها بطريقة مُستغربة، يُحدّثها بالفرنسيّة، وبلغةٍ شبه عاميّة، يسألها "كيف حالك؟"، ويتابع "أنا لستُ بخيرٍ. أين أنت في الوقت الرّاهن؟ أعتذرُ إن كنتُ أسبّب لك الازعاج، لكنّني بحاجةٍ ماسّةٍ لمساعدتك!".
ويكملُ الوزير في رسالته "تواصلي معي عبر البريد الالكتروني فقط، لانّني أريد أن يبقى حديثنا سريّاً"، ويختم "أنا بانتظار ردّك".
فكّرت الصحافيّة في قرارة نفسها عن الدّافع وراء هذه الرّسالة، وسألت نفسها مراراً هل تردّ على الوزير؟ أم تتجاهل الرّسالة؟ وقرّرت في النّهاية أن تتريّث قبل الاجابة.
لكن المفاجأة الاكبر ظهرت بعد أسابيعٍ قليلة، عندما تلقّت الرّسالة نفسها من حسابات إلكترونيّة لاشخاصٍ في الوسط السياسيّ والاعلاميّ. الفحوى ذاته، إنّما بتوقيعٍ مُختلفٍ، ليتبيّن أنّ هذه الرّسالة مصدرها "هاكر" يسرق حسابات شخصيّات معروفة، ويراسل العناوين في داخلها، في محاولةٍ على ما يبدو، للايقاع بعددٍ كبيرٍ من الضّحايا، طمعاً بالمال، أو حتى بالحصول على معلوماتٍ شخصيّة بهدف الابتزاز.
خيراً فعلت الصّحافية بعدم الردّ على الوزير، وعلى غيره، لكنّها لم تخفِ سؤالاً خطر على بالها أكثر من مرّة: من وقع في الفخّ؟