شغل الموت كثير من الناس، حتى علماء الدين انشغلوا به كثيرًا، البعض يري أن للموت والانتقال من عالم المحسوس إلى عالم الروح له بعض العلامات الفسيولوجية أو مراحل الموت الجسدي، بل أن هناك من عددها وأخذ يوصف طريق معرفة حالة الموت عند الإنسان.
وعرف العلماء الموت بعلامات جسدية يمكن التعرف عليها، وتلك العلامات تظهر في "شخوص العينين مع إغورارهما"، بحيث تدخل العينين دخولًا يسيرًا، فقد جاء في حديث عن أم سلمة- رضي الله عنها- قالت: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة، وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: (إن الروح إذ قبض تبعه البصر).
العلامة الجسدية الثانية تكون بـ"إعوجاج وميلان أرنبة الأنف إلى اليمين أو اليسار"، حيث يقول العلماء إن الأنف مشدود بعصب من اليمين أو اليسار فإذا مات الإنسان انحلّ العصب، بعض الناس يرجع ذلك الميل للخير أو الشر، لكنه ليس له علاقة بذلك، وفي بعض الحالات يكون الميلان خفيف وغير ملحوظ لمن لا يعرف ذلك، وفي بعض الحالات يكون الميلان واضحًا.
العلامة الثالثة "التفاف الساقين على بعضهما"، حيث قال تعالى " وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ" آية 29 سورة القيامة، تلتف الساقين بعضهما على بعض وقد يكون الإلتواء أسفل الساقين، ويري البعض أن التفاف الساقين يكون فوق بعض، وهذا ما أكد بعض العلماء على خطأه، حيث ذكروا أن ذلك الالتفاف يكون كل قدم لوحدها تميل إلى اليمين أو اليسار وكل حاله تختلف عن الأخرى.
وروي أنه كان قديمًا قد توفي رجل فحملة أهله وغسلوه وكفنوه وذهبوا ليدفنوه، فرآهم رجل كبير عالم ناداهم وقال لهم "أين تذهبون"، فقالوا "نريد أن ندفن فلانًا مات" قال "أحضروه"، فأتوا به إليه فقال "انزلوه"، فانزلوه وطلب عصا فأتوا بها، فضرب على رجل الميّت فجلس، فاستغرب أهله كيف عرفت أنه لم يمت قال الميّت إذا مات تلتف الساقين وهذا قدماه لم تلتفّ.
العلامة الرابعة للانتقال للعالم الآخر "وقوف القلب"، والخامسة "انخفاض الصدغين"، وهما عصبان في أسفل الذقن في الوجه، وبمجرد موت الإنسان ينحل العصب يسقط الفك السفلي وينفتح الفم.
أما العلامة السادسة فهي "إنحلال المفاصل"، وخاصة الكفّين واسترخاء الرجلين.
والسابعة "تمدد الجلد خاصة تحت الإبط".
وتعرف علامات الموت بالعلامة الثامنة أي "برودة الجسم".
ثم تأتي العلامة التاسعة "تصلّب الجسم وقسوته"، خاصة إذا كان الميّت مات منذ ساعات طويلة.
أما المرحلة العاشرة فهي رائحة الموت وفيها تتغيير رائحة الميّت، وقد حكي أحدهم فقال "روت أحد السيدات أنها شاهدت أري في مغسلة وكانت لها رائحة، فقالت أحدهما لها أن هذه السيدة لها رائحة الميّت، فما كان من تلك الفتاة إلا أن ضحكت على قولها "رائحة الميت"، وفسرت بأن لها نفس رائحة الميت، بعد يومين توفت تلك السيدة".