لطالما رأينا الطعام البلاستيكي في محال الخضار أو بين ألعاب الأطفال، لكن في اليابان فإن صناعة هذه القطع البلاستيكية تؤخذ على محمل الجد، وتعتبر فناً قائماً بحد ذاته.
في اليابان تقوم مطاعم.. بل مطاعم كثيرة باستخدام واجهات تحوي طعاماًبلاستيكيا.
في مقاطعة غوجو هناك مصنع صغير مسؤول عن تزويد المطاعم بحوالي نصف المأكولات البلاستيكية، بين السوشي والسرطان، والبيض والدجاج وغير ذلك.
"أجل كل هذا من البلاستيك"
ساتاواي كابوكي، مدير أحد المصانع للمأكولات البلاستيكية: يقول إن هذا المصنع يحوي ثلاثين فناناً يعملون بدوام كامل، لأن كل هذه المأكولات البلاستيكية مصنوعة باليد.
ويضيف "المنتجات التي تصنّعها الآلات تبدو وكأنها دمى، نحن نصنّع المنتجات بأيدينا لتبدو أكثر واقعية، وهذا أمر لا يمكن لأي آلة فعله".
ويقول الفنان تاكاهيرو إيشيغامي، "عملت هنا منذ ثلاثة وستين عاماً، نحن نصنع آلاف الأنواع من الأطعمة هنا".
ثم يعود مدير المصنع ليقول "إنه جزء من التراث والثقافة هنا، وهي موضة رائجة في اليابان".
وبدأت هذه الموضة بدأت منذ الثلاثينيات في اليابان لكنها بلغت أوجها في الخمسينيات، لكن هذا الطعام ليس رخيصاً على الإطلاق.
ويشير كابوكي، إلى أن "القطع الصغيرة تساوي ثلاثمئة ين أي حوالي ثلاثة دولارات، القطع الكبيرة تساوي بين خمسين ألف ين أي 450 دولاراً ومئة ألف ين أي حوالي ألف دولار".
ويذكر الفنان تاكاهيرو إيشيغامي، "تحتاج عاماً لتتعلم كيفية صنع القطع الصغيرة، فيما تحتاجا لقطع المعقدة أكثر إلى حوالي عامين أو ثلاثة من التدريب".
ومثال ذلك أحد أطباق معكرونة الرامين قد يستغرق صنعه بضع ساعات.. أما السمك فتلك قصة أخرى.
ويضيف تاكاهيرو، "عليك أن تكون متفانياً في هذه الوظيفة، ابحث دائماً عن طرق جديدة لتحسين مظهر القطع حتى تبدو أكثر واقعية.. شغفي هو صناعة الطعام البلاستيكي الواقعي".