أغلب النساء يعتبرن وضع الماكياج إختيارا شخصيا، إلا أن بعض أصحاب العمل يفرضون على الموظفات الظهور بمظهر مختلف يعتمد بالدرجة الأولى على الماكياج، إضافة الى ارتداء الحذاء ذو الكعب العالي، ما يخلق رفض عند بعض النساء اللواتي يعتبرن المهنية والإحترافية تكمن في التصرف وليس في المظهر الخارجي.
إن وضع الماكياج في مكان العمل تشوبه الكثير من التجاذبات نظرا لدقته، فيجب أن لا يزيد عن حده وفي نفس الوقت لا بد من وضع القليل من أجل الظهور بمظهر لائق ومحبب.
فعندما لا تضع المرأة أي من مساحيق التجميل على وجهها تسمع من زملاءها سواء نساء أو رجال، كلام مفاده أنها مريضة أو متعبة، ولا يهم إذا كانت في الواقع أكثر صحة وأكثر سعادة في اي وقت مضى.
و يعتبر كريم الأساس، الماسكرة، أحمر الخدود، وأحمر الشفاه من الأمور التي تظهر المرأة أكثر تألقا، يقول احد المستشارين المختص بالأمور النسائية أن بعض ردود الفعل الإيجابية التي يحصلن عليها النساء في العمل لها علاقة مباشرة مع الماكياج، خاصة عندما يقولون لها رؤساءها في العمل أنها ذكية وذات مظهر لائق بسبب الماكياج الذي تضعه.
وأثارت الممثلة نيكولا ثورب هذا الأسبوع قضية ارتداء ملابس مثيرة في مكان العمل، وأعطت مثال لفتاة تبلغ من العمر ٢٧ عاما تقدمت الى وظيفة موظفة استقبال، ولقد طلب منها وضع الماكياج وارتداء الكعب العالي، كما تم إعطائها لائحة بالوان طلاء الاظافر التي يجب ان تضعها في المكتب، وعندما ذهبت يوما ما الى العمل بحذاء مسطح أرسلت الى المنزل وتم اقتطاع هذا اليوم من راتبها، فلو ذهبت من دون ماكياج أيضا ماذا كان ليحصل بها؟ تقول ثورب: " إذا ما اشترط صاحب العمل على الموظفات أن يضعن الماكياج، هذا ليس مقبولا”، وتضيف: "تم تصميم المكياج لجعل المرأة تبدو أكثر جاذبية، وليس مهنية”.
إن وضع النساء للماكياج في العمل ليس قانون رسمي بل هو مرتبط بثقافة العمل، ومن النادر أن يكون وضع الماكياج في العمل جزء من وظيفة المرأة، لكن العديدات يشعرن بذلك، وهناك عدد من النساء تتراوح أعمارهن بين العشرينات والخمسينات يتذمرن من ضرورة وضع الماكياج في العمل، نظرا للوقت الذي يتطلبه، بدءاً من تنظيف حواجبهم، وارتداء الكعب العالي وصولا الى وضع الماكياج نفسه، في حين أن أقصى ما يمكن أن يقوم به الرجل هو حلق ذقنه وارتداء ربطة عنق.
وبطبيعة الحال إن وضع المرأة للماكياج ليس خطأ اذا ما كان يشعرها بمزيد من الراحة، لكن المشكلة تكمن عندما يرفضن وضع الماكياج، وبالمقابل توجه اليهن الملامة والضغط من قبل صاحب العمل من أجل فرض أمور متنوعة تتعلق بالمظهر الخارجي.
إذن لقد حان الوقت لكي ندرك أن الاحتراف لا علاقة له بالمظهر الخارجي، بل يتم تحديده على أساس تصرف المرأة الذي يدل في النهاية على مهنيتها واحترافيتها، بغض النظر عن كمية الماكياج التي تضعه، أو الكعب الذي ترتديه، أو طلاء الأظافر الذي يزين يدها.