في يوم ربيعي من سنة 2012، وجد حارس يعمل في مدينة Ningbo في الصين، طرداً غريباً في حديقة. واكتشف رضيعاً مع رسالة تقول " نرجوكم أن تنقذوا هذا الكائن الصغير ".
أكملت الرسالة شارحة أن الطفل الصغير أصم لا يسمع. تخلت عنه عائلته لأن قدراتها المادية لا تسمح لها بالعناية به وعلاجه.
نُقل الطفل فوراً إلى مأوى للأيتام. وبسبب إعاقته، وجد الصغير نفسه معزولاً عن باقي الأطفال.
لكن على بعد آلاف الكيلومترات، قفز قلب أم شابة من مكانه عندما رأت إحدى صوره. كانت مولي سانو وزوجها، في الولايات المتحدة، يرغبان في تبني طفل منذ وقت طويل. في 2 ت1/ اكتوبر، استقل الزوجان طائرة إلى الصين ليقابلا الصبي الصغير.
في لقائهما الأول في الميتم، أخذ الطفل يبكي، ولكن عندما حملته مولي بين ذراعيها، هدأ فوراً وابتسم لها. وكأنه أدرك أن هذه المرأة الغريبة قادمة للعناية به. تتذكر مولي " كان الأمر كضربة صاعقة ". تم الاتفاق على التبني وعاد الزوجان برفقة الطفل الذي اسمياه بينيت.
أصبح بينيت بين أيدي أمينة، مولي معلمة للغة الإشارات عند الصم وزوجها أيضاً أصم. وتعلقت ابنتهما الصغيرة ميلا بأخيها المتبنى. تقول مولي ضاحكة " من يراهما يعتقد أنهما توأمان ".
لكن تشخيصاً مرعباً وقع كالصاعقة على حياة العائلة الهادئة. بينيت مصاب بمرض Usher، وهذا يعني أنه بالإضافة إلى فقدانه السمع، سيصاب بالعمى بشكل تدريجي. سيصبح بينيت أعمى في عمر 20 سنة. وأرادت مولي أن تضمن أن ابنها لن يسمع فقط بأهله الحقيقيين ولكن أن يستطيع أن يراهم أيضاً ما دام لديه الوقت. لذلك في ك2/ يناير 2016، استقلت مولي وبينيت الطائرة إلى مدينة Ningbo ليقابلا أمه الحقيقية. عندما شاهدت ابنها، أخذت أم بينيت تبكي وتضحك بسعادة وحزن في نفس الوقت. مع أنها تخلت عنه، ولكنها كانت سعيدة وهي ترى حياته الحالية لأن هذا كل ما كانت تأمل به. قبل أن تغادر مولي مع الصغير، تشاركت مع الأم الثانية لحظة مؤثرة جداً : ضمتا بعضهما بكل القوة الموجودة في ذراعيهما.
قصة بينيت ليست للأسف فريدة من نوعها. في الصين، التخلي عن الأطفال ممنوع ولكن الكثيرين يفعلون هذا. كان حظ بينيت كبيراً بأن وجد عائلة محبة جداً مثل آل سانو ونتمنى له من آي فراشة كل التوفيق والسعادة في حياته.