مدربون يدخلون المستشفيات بسبب المباريات والإياب يدق ناقوس الخطر
انتهت 126 مباراة من دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم، ولم يتبق سوى 6 مباريات سيتحدد فيها البطل وكذلك الفريق الآخر الذي سيرافق الأصالة الى الدرجة الأولى، ما لم يحتج الأمر الى مباراة فاصلة على القمة ومباراة أخرى أو دوري مجزأ من مرحلة فيما يتعلق بالهبوط.
الجولات الأخيرة التي حظيت بندية وإثارة وغرابة غير مسبوقة، شهدت نقل مدربين اثنين في الجولة الماضية من الملعب إلى المستشفى لإجراء العلاجات اللازمة، بعد أن سقط المدربان أرضا من شدة التعب البدني والنفسي، وتأثرت حالاتهما الصحية بواقع المباريات المثير.
ويبدو أن ما جرى لمدرب الحسين إربد عيسى الترك ومدرب الأهلي ماهر البحري ومن بعدهما المدرب محمد اليماني، جعل المدربين الآخرين يشعرون بالخوف، لأن الأعصاب مشدودة وعدد كبير من الفرق إما تنافس على اللقب أو على مراكز متقدمة أو تخشى على نفسها من الهبوط، وبالتالي فإن الضغط النفسي والشد العصبي قد يسببان ارتفاعا بضغط الدم وبالتالي بمشاكل صحية على القلب، لذلك فإن المدربين مطالبون بالوقاية الصحية قبل أن يصبحوا ضحية لنتائج فرقهم في الدوري.
الجماهير هي الأخرى ليست ببعيدة عن التأثيرات السلبية للنتائج، فمع ارتفاع درجات حرارة الجو وارتفاع حرارة المنافسة في الدوري، ومع تقلبات النتائج وسوء أداء الفرق كان عدد من المتفرجين يتعرضون لحالات تعب وإغماء، ما استدعى نقلهم من الملعب الى المستشفيات للعلاج، ولذلك باتت الجماهير هي الأخرى بحاجة للانتباه لصحتها وأخذ الأدوية اللازمة قبل الذهاب الى الملعب أو متابعة المباريات عبر شاشة التلفزيون.
كشف المستور
لعل مطالعة رقمية لواقع الحال في مرحلتي الذهاب والإياب، تكشف حجم التراجع الذي أصاب فرقا عديدة مقارنة بأخرى أحرزت تقدما وكانت قادرة على المنافسة بشكل أفضل فيما لو حققت نتائج أفضل في وقت سابق.
بالأرقام.. الوحدات حقق الرقم الأعلى بين الفرق إيابا؛ حيث جمع 19 نقطة وأضاع 11 نقطة في 10 مباريات، وأضاع 9 نقاط في آخر 4 مباريات في حالة نادرة الحدوث، بينما جمع الوحدات 19 نقطة ذهابا بعد أن حل رابعا، لكنه اليوم يتصدر بفارق نقطتين عن أقرب مطارديه.
البقعة هو الآخر كان ثاني أفضل الفرق إيابا؛ حيث جمع 18 نقطة وفقد 12 أخرى في 10 مباريات، بينما لم يجمع سوى 7 نقاط في 11 مباراة ذهابا، وهنا تتضح الصورة؛ حيث إن نتائجه إيابا كانت كافية للمنافسة على اللقب وليس لتجنب الهبوط، فيما لو كان بحالة جيدة ذهابا.
هذا الأمر ينطبق على فريق ذات راس أيضا؛ حيث جمع 17 نقطة وفقد 13 أخرى في 10 مباريات إيابا، بينما لم يجمع سوى 8 نقاط في 11 مباراة ذهابا، بحيث بات ينافس على تجنب الهبوط بدلا من المراكز الأولى.
رابع الفرق هو الجزيرة الذي جمع 16 نقطة وفقد 14 أخرى في 10 مباريات إيابا، وجمع ذهابا 15 نقطة في 11 مباراة، وهذا التوازن مكنه من انتزاع المركز الرابع في الجولة الماضية.
الأهلي تراجع بعض الشيء، وها هو يعض أصابع الندم بعد أن شاهد نزيف النقاط الذي عانى منه فريقا الوحدات والفيصلي في الجولات الأربع الماضية، فجمع 15 نقطة وأضاع مثلها في 10 مباريات إيابا، بعد أن جمع 20 نقطة في 11 مباراة ذهابا.
الفيصلي الذي تصدر مرحلة الذهاب برصيد 23 نقطة وبفارق 3 نقاط عن شباب الأردن والأهلي و4 نقاط عن الوحدات، يتأخر بفارق نقطتين عن الوحدات قبل انطلاق الجولة الأخيرة، وخلال 10 مباريات إيابا لم يجمع سوى 13 نقطة وفقد 17 نقطة، وبالتالي قدم أسوأ ما لديه لاسيما في مبارياته الأربع الأخيرة والتي لم يحصل فيها كحال الوحدات إلا على 3 نقاط.
فريق الرمثا الذي استفاق متأخرا، جمع 15 نقطة في 11 مباراة ذهابا، وجمع 13 نقطة وفقد 17 أخرى في 10 مباريات إيابا وبات ينافس على المركزين الرابع والخامس.
التراجع أصاب أيضا فريق الحسين إربد، الذي لم يجمع سوى 12 نقطة وفقد 18 أخرى في 10 مباريات إيابا، بعد أن جمع 15 نقطة في 11 مباراة ذهابا، وكان بإمكانه المنافسة على مراكز متقدمة بدلا من إنقاذ نفسه من شبح الهبوط متأخرا.
بدوره، يحاول كفرسوم إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؛ حيث يحتل المركز قبل الأخير برصيد 24 نقطة، حصل على 13 منها في 11 مباراة ذهابا، بينما لم يحصل سوى على 11 نقطة وفقد 19 أخرى في 10 مباريات إيابا.
الصريح الذي دخل حسابات الهبوط متساويا مع فريقي البقعة وذات راس برصيد 25 نقطة، جمع 15 نقطة في 11 مباراة ذهابا، لكنه لم يجمع سوى 10 نقاط وفقد 20 أخرى في 10 مباريات إيابا.
بدوره، أضاع فريق شباب الأردن على نفسه فرصة تاريخية للحصول على اللقب مجددا، فقد تراجع الى المركز الخامس برصيد 30 نقطة؛ إذ لم يحصل في10 مباريات إيابا سوى على 10 نقاط وأضاع 20 أخرى، في حين حصل ذهابا على 20 نقطة في 11 مباراة.
ويبقى فريق الأصالة الأقل حصولا على النقاط ما جعله أول الهابطين؛ حيث حصل على 7 نقاط في 11 مباراة ذهابا، بينما لم يجمع سوى 5 نقاط وفقد 25 أخرى في 10 مباريات إيابا.
ناقوس الخطر
ربما يختلف البعض بشأن تقييم مستوى الدوري؛ حيث يراه البعض قويا ومثيرا بدلالة تقارب النقاط وغموض النتائج بل وسيرها بعكس التوقعات، ويراه آخرون بأنه دوري ضعيف بدنيا وفنيا، وبأن الفريقين اللذين يمثلان واجهة الكرة الأردنية منذ أربعة عقود تقريبا، يمران بظروف سيئة للغاية فتراجع مستواهما وأصبحا عرضة للخسارة أكثر من الفوز، وهذا ينعكس سلبا على المنتخبات الوطنية التي يشكلان عمادها.
الدوري الحالي يجب أن يتم استخلاص العبر والدروس منه، لأنه أفرز منتخبا وطنيا ضعيفا لم يستطع الوصول الى المرحلة التالية من تصفيات مونديال روسيا 2018، فانتقل المنتخب من وضعية اللاعب الى وضعية المتفرج بشكل مبكر، كما أصاب الفشل جميع المنتخبات الأخرى من الأولمبي الى الشباب وأخيرا الناشئين، وبات من الضروري أن يتم تقييم الحال بشكل عقلاني ومنطقي وشفاف.
الموسم المقبل يبدو هو الآخر "على صفيح ساخن"، ومع افتراض أن الموسم الحالي سينتهي يوم الجمعة 6 أيار (مايو) المقبل بنهائي كأس الأردن بين فريقي شباب الأردن والأهلي، لإفساح المجال أمام استضافة مونديال الشابات تحت 17 عاما اعتبارا من نهاية أيلول (سبتمبر) وحتى 21 تشرين الأول (اكتوبر) المقبلين، فإن موعد بدء الموسم الجديد يجب أن يكون في الحسبان بحيث لا يصيب الضرر الكرة الأردنية ويسهم في مزيد من التراجع.. وللحديث بقية.