بلغ حجم سوق التجزئة في دبي خلال العام 2015 نحو 130 مليار درهم، أي ما يعادل حوالي 35.4 مليار دولار، حيث سجل نشاط تجارة التجزئة نمواً متزايداً منذ عام 2010 بنسب تراوحت بين 3.5% – 7.5% سنوياً.
وبحسب تحليل لغرفة دبي حول تطورات وآفاق سوق التجزئة في دبي، فإن نشاط التجزئة سيشهد توسعاً بنسبة تقدر بـ7.7% في 2016، إلى جانب حفاظٍ على النمو في الأعوام المقبلة حتى 2020 بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 8.1%، حيث يتوقع عندها أن تتجاوز مبيعات التجزئة 191 مليار درهم ( 52 مليار دولار).
وشكلت تجارة التجزئة عبر المحلات ما نسبته 98% من القيمة الإجمالية لتجارة التجزئة في 2015، وتفوق نموها بهامش كبير على النمو في فئة تجارة التجزئة خارج المحلات منذ 2010.
محال البقالة:
وتنقسم تجارة التجزئة بمنافذ البيع في دبي إلى فئتين ثانويتين: تجارة التجزئة خارج محلات البقالة والتي بلغت قيمتها 82 مليار درهم في 2015 وتجارة التجزئة عبر محلات البقالة وبلغت قيمتها نحو 40 مليار درهم.
ويمكن أن تعزى قوة معدل النمو السنوي التراكمي لمبيعات التجزئة خارج محلات البقالة والذي بلغ 7.1% خلال الفترة 2010-2015 إلى تنامي الطلب بدعم من ارتفاع دخل الفرد والسكان الشباب المواكبين لأحدث اتجاهات الموضة في فئات منتجات التجزئة مثل الملابس والأحذية ومنتجات الصحة والجمال، بالإضافة إلى المنتجات الفاخرة. وهو ما شجع تجار التجزئة على طرح منتجات جديدة والتوسع في تواجد محلاتهم خلال الأعوام الأخيرة وبالتالي أدى ذلك إلى ارتفاع نمو القيمة.
وأكد التحليل أن تجارة التجزئة عبر محال البقالة شهدت معدل نمو سنوي تراكمي في المبيعات قدره 6.8% خلال الفترة من 2010 إلى 2015، وذلك بفضل قوة الطلب على أشكال التسوق المريح مثل المتاجر الصغيرة ومحال السوبرماركت، وحظي هذا النمو أيضاً بدعم من النشاط العقاري القوي في الإمارة، حيث برز أخيراً اتجاه ناشئ في دبي تمثل في قيام عدد متزايد من مباني المكاتب الجديدة بأن يكون لها متاجرها الصغيرة الخاصة بها، حيث يعتبر ذلك ميزة إضافية جاذبة للشركات المحتملة عند تفكيرها في الانتقال إلى مكاتب جديدة.
وأشار إلى أن هناك عدداً متزايداً من المشروعات السكنية التي يتم تسليمها في أطراف دبي وتقع بعيدة نسبياً من مراكز التسوق الموجودة، وقد جذب ذلك محال السوبرماركت الرئيسة لفتح منافذ صغيرة لها في هذه المناطق الجديدة، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على التسوق المريح. وسجلت قنوات التجزئة خارج المحال نمواً مطرداً على مدى الأعوام الخمسة الماضية، وذلك بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 21% لكامل الفئة، مع قيام تجارة التجزئة عبر الإنترنت بدفع النمو حتى بلغ معدله السنوي التراكمي 23%.
مستقبل واعد:
وتشير بيانات "يورومونيتر” التي اعتمد عليها تحليل غرفة دبي، إلى احتمالات بقاء المستويات المرتفعة لإنفاق المستهلك على فئتي تجارة التجزئة النمط السائد على المدى المتوسط، وذلك على ضوء الآفاق الإيجابية لاقتصاد دبي والنمو المستمر في عدد المقيمين الأجانب ودخلهم.
وسوف تستفيد المحلات المتخصصة غير البقالة، على وجه التحديد، من الطفرة الإضافية في الطلب الناشئ من التدفق المتوقع للسياح مع اقتراب "إكسبو 2020″، بالإضافة إلى ارتفاع دخل المقيمين الأجانب في دبي.
كما ومن المتوقع أن تحقق قنوات البيع بالتجزئة خارج المحلات نمواً مطرداً على المدى المتوسط وذلك بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 19% مع قيادة تجارة التجزئة عبر الإنترنت والهواتف النقالة، تحديداً، المبيعات وذلك بنسبة نمو سنوي قدرها 34%.
من جانب آخر، تقود تجارة التجزئة عبر الإنترنت لقنوات البيع بالتجزئة خارج المحلات من حيث النمو، إلا أن هذه القناة تظل في مراحلها المبكرة من التطور خاصة عندما نجدها تشكل أقل من 2% من قيمة مبيعات التجزئة، وهي نسبة منخفضة مقارنة بالأسواق العالمية.
وعلى خلفية زيادة استخدام الأفراد للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، بالإضافة إلى بطاقات الائتمان والمسبقة الدفع، فإن التجار عبر المحلات يتمتعون بميزة جوهرية لاستكشاف هذه القناة الواعدة مع الحفاظ على مبيعاتهم داخل المحلات بمثابة العمل الرئيسي.