تركيا تتوعد سورية بالرد على هجوم أنقرة وتحذر روسيا

حملت تركيا أمس الاكراد على اراضيها وابرز فصيل كردي سوري مسؤولية تفجير بالسيارة المفخخة استهدف قافلة عسكرية موقعا 28 قتيلا في انقرة، في تطور من شأنه ان يزيد حدة التوتر في سورية المجاورة.
وأشارت الى مسؤولية الرئيس السوري بشار الاسد، مؤكدة أنها "تحتفظ بحق اتخاذ اي اجراء ضد النظام السوري"، محذرة بالوقت ذاته روسيا حليفة دمشق.
واكد الرئيس رجب طيب اردوغان ورئيس الحكومة احمد داود اوغلو أمس ان حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سورية يقفان وراء الهجوم.
وصرح داود اوغلو "هذا الهجوم الارهابي نفذته عناصر من المنظمة الارهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سورية"، مضيفا ان "للهجوم صلة مباشرة بوحدات حماية الشعب الكردية".
لكن صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، قال "ننفي اي ضلوع في هذا الهجوم"، مضيفا ان "هذه الاتهامات مرتبطة بشكل واضح بمحاولة التدخل في سورية". ونفى المسؤول في حزب العمال الكردستاني جميل بايك بدوره ضلوع حزبه في التفجير.
لكن اردوغان رد على هذا النفي. وقال للصحفيين "رغم انهم يقولون ان لا صلة لهم بهذا الهجوم، فإن معلومات وزارة الداخلية واجهزة الاستخبارات تظهر انهم المسؤولون".
واستهدف التفجير القوي خمس حافلات تنقل عسكريين اثناء توقفها عند اشارة المرور في وسط العاصمة مساء أول من أمس. واصيب 81 شخصا بجروح وفق اخر حصيلة لوزارة الصحة لا يزال 22 منهم في المستشفى بينهم سبعة في العناية المركزة.
ومنذ السبت، تقصف المدفعية التركية بوتيرة يومية مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في مناطق قريبة من الحدود التركية. وكان المقاتلون الاكراد احرزوا تقدما في هذه المنطقة بعد معارك مع فصائل مقاتلة معارضة للنظام، ويحاولون التقدم نحو مدينة اعزاز القريبة من الحدود التركية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء أول من أمس ان ما لا يقل عن 500 مقاتل سوري معارض عبروا الحدود التركية الى اعزاز.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان عبور المقاتلين تم "بإشراف من السلطات التركية".
وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" "منظمتين ارهابيتين" على ارتباط بمتمردي حزب العمال الكردستاني.
وتصنف الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني "منظمة ارهابية"، لكنها تتعاون مع وحدات حماية الشعب في اطار الحملة ضد تنظيم داعش في سورية.
وكتب نائب رئيس الوزراء يالتشين اكدوغان على تويتر ان "نفاق من يرسلون اسلحة الى المنظمات الارهابية ويوجهون الينا رسائل تعزية يجب ان يتوقف".
وتمت أمس "دعوة" سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا الى وزارة الخارجية التركية لابلاغهم بتفاصيل التحقيق، وفق ما افاد مسؤول في الخارجية لفرانس برس، وخصوصا ضلوع الاكراد في الهجوم.
واوضح داود اوغلو ان "اسم منفذ الاعتداء صالح نصار وقد ولد في عام 1992 في مدينة عامودا بشمال سورية".
واوردت صحيفتا يني شفق (المؤيدة للحكومة) وشوجو (المعارضة) ان الشرطة الجنائية حددت هوية الانتحاري المفترض الذي تمزق اشلاء في الانفجار من خلال بصماته المسجلة لدى مصلحة الهجرة عند دخوله مؤخرا الى تركيا بصفته لاجئ.
واعلن اردوغان ان الشرطة التركية اوقفت 14 شخصا خلال التحقيق.
واضاف "هذه العمليات متواصلة لانه تبين لدينا ان منفذي الجريمة لديهم روابط في الداخل وفي الخارج".
واشار داود اوغلو الى "مسؤولية" الرئيس السوري بشار الاسد. وقال "نحتفظ بحق اتخاذ اي اجراء ضد النظام السوري".
كذلك، حذر رئيس الوزراء روسيا حليفة دمشق، قائلا "اذا استمرت هذه الاعمال الارهابية فستحمل (موسكو) المسؤولية".
الى ذلك، قتل ستة جنود اتراك على الاقل واصيب عدد من الاشخاص بجروح أمس في هجوم على قافلتهم في جنوب شرق تركيا، نسبته مصادر امنية الى المتمردين الاكراد كذلك. وتخوض تركيا منذ عقود مواجهات دامية مع حزب العمال الكردستاني.-(وكالات)