يسعى الروسي فاليري سبيريدونوف، الذي يعاني من مرضٍ جيني يسبّب الضمور العضلي، لأنّ يصبح "فأر التجارب" البشري الأوّل لزراعة رأسه في جسدٍ جديد. وفي سبيل ذلك يقوم ببيع العديد من المنتجات مثل الأكواب والقمصان التذكارية المرسوم عليها شعار "الرغبة في الحياة"، إضافة إلى صورةٍ تمثل رأسه فوق جسد معافى، لجمع 20 مليون دولار مطلوبة للقيام بالعملية، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
تحدث فاليري عن رحلته لتمويل هذه الجراحة الخطرة، والتي يرجو أن تنتهي بحلول العام المقبل. كما انتقد مهاجمي الأبحاث الجديدة في الصين وكوريا الجنوبية والتي تضمنت زراعة رأس قرد، جرذ وفئران، والتي يؤمن بأهميتها في رحلته للحصول على جسد جديد.
ينوي سبيريدونوف الإستسلام لمشرط الجراح الإيطالي سيرجيو كانيفيرو كفأر تجارب، ويعتقد أنّ اليد التي ستفصل رأسه، ستستطيع إعادة زرعه في جسدٍ سليم معافى. وأكّد فاليري أنّ عائدات بيع التذكارات في متجره الإلكتروني سيتمّ تخصيصها بالكامل للأبحاث المطلوبة للتحضير للجراحة الرئيسية.
وكان سبيريدونوف قد عانى من الإعاقة الجسدية منذ الطفولة بسبب إصابته بمرض ضمور العضلات الشوكي، ما دفعه لخوض هذه التجربة والعمل على جمع التمويل اللازم للأبحاث والجراحة، أيّ ما يقارب 20 مليون دولار، حيث أطلق متجره الإلكتروني في روسيا فقط حتى الآن، ولكنه ينوي التوسّع وتقديم نسخة إنجليزية قريباً.
يقول فاليري وجراحه إنّ الجراحة ستُجرى في روسيا على الأرجح إذا تمّ الحصول على الإذن القانوني، وبمساعدة فريق من المسعفين ذوي الخبرة. ومن المتوقع أن تُجرى الجراحة في نهاية العام المقبل.
ويعترف فاليري: "لست متعجّلًا، لا أصرخ تعال وأنقذني الآن، نعم ، لدي مرض عادة ما يؤدي للوفاة، إلّا أنّ دوري الأساسي هنا ليس دور المريض، فأنا عالمٌ في البداية، ومهندس، كما إني شديد الإهتمام بأن أقنع هؤلاء الأطباء المتخصصين بضرورة هذه الجراحة. لست مجنوناً ولا متعجلاً لقطع رأسي، وهذه الجراحة لن تتم إلّا إن وصل احتمال نجاحها إلى 99٪".
رين زيوبنج، أحد الجراحين من جامعة هاربين الطبية في الصين، يعمل مع كانيفيرو للقيام بالتجربة المثيرة للجدل بعد "النجاح" في زراعة رأس قرد في جسد قرد آخر. ورغم عدم ظهور أيّ مقالات علمية عن هذه التجربة، إلا أنّ كانيفيرو ادّعى أن القرد نجا بشكل ممتاز ودون إصابات، لكن تمّ تأجيل الأمر لأسباب أخلاقية. كما يدعي أنصار كانيفيرو أنّ التجارب الأولى على الجثث قد بدأت في الصين وسيتمّ التوسّع فيها قريباً.
قال آرثر كابلان، المختص بأخلاقيات الطب بكلية الطب بجامعة نيويورك، إنّه سيهتم بالأمر حين يتمّ نشره في مجلة علمية مرموقة، أمّا حتى ذلك الحين فالأمر مجرد هراء. ونصح كانيفيرو بالعمل على زيادة مهارته ومحاولة مساعدة مصابي النخاع الشوكي أولاً.
لكن فاليري قال إنّ هذه التجارب شديدة الأهمية لحلّ اللغز المتعلق بالنخاع الشوكي، كما أشار إلى أنّ العديد من التجارب قد تمّت في الصين في الفترة الأخيرة، إلّا أنّ نتائجها ما زالت سريّة إذ إنها لم تنشر في مجلات علمية بعد. كما أشار إلى امتلاكنا اليوم للتقنية الحديثة التي تسمح بهذه التجارب. وأضاف فاليري إنّ "الأشخاص الذين يثقون بكانيفيرو سيتناقصون يومياً، وإنّ العديد من الجراحين المتميّزين في روسيا يساندون كانيفيرو، لكن ليس في العلن حتى الآن".
"إن مشكلتنا الوحيدة الآن هي نقص التمويل، هذا هو العائق أمام الأبحاث في روسيا"، أكد فاليري. التقنية التي يخطط لها الجراح الإيطالي تبدأ بتجميد الرأس والجسم، فصل رأس المريض، ثمّ استخدام البولي إيثيلين جليكول لوصل الرأس بجسم المتبرع ونخاعه الشوكي.
"سيتم فصل رأس فاليري عن جسده، وزراعته في جسد آخر في ثواني قليلة، وسيستعيد المخُّ دورته الدموية خلال 15 دقيقة"، بحسب ما وعد كانيفيرو، الذي اعترف بعدم امتلاكه للتمويل اللازم للقيام بالجراحة وبالمخاطر المحتملة.
"أنا لا أملك مليماً واحداً".. قال كانيفيرو، كما أضاف إنه قد رفض عدة عروض تلقاها من أشخاص مجهولين: "يجب ألا يكون هناك غموض أو سوء فهم في هذا الأمر، أنا بانتظار شخص يظهر علناً قائلاً: هذا الشيك، قم بالجراحة. هل أستطيع ضمان سير كلّ شيء بشكل ممتاز؟ لقد وصل جاجارين للفضاء في العام 1961، ومازالت الصواريخ تنفجر حتى بعد مرور نصف قرن. ربما يسير أمرٌ ما على عكس ما أردنا، ولكنني متفائل".
أما فاليري فقد قال: "لو استطعت استبدال جسدي، وسارت الأمور بشكل جيد، فسأتحرر من العديد من التحديات التي أواجهها الآن".