تستخدم مدينة مصدر ومقرها أبو ظبي، تقنية جديدة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية التي تولدها السيارات، من خلال سيارات كهربائية بالكامل تستمد طاقتها من الشمس.
وتعمل في المدينة 9 سيارات على نظام "النقل الشخصي السريع" تسير مسافة 1.8 كم، إذ جاءت فكرة السيارات من دون سائق، تطبيقا لمعايير مدينة مصدر للاستدامة والتخفيف من الانبعاثات الكربونية، خصوصا أن 70% من الانبعاثات الكربونية في العالم تخرج من المدن، وجزء كبير منها ناتج من وسائل النقل والمواصلات.
مدير إدارة الاستدامة في مدينة مصدر، الدكتورة نوال الحوسني، تقول، إن هذه التقنية كانت من أوائل الأمور التي تم التفكير بها في المدينة، بهدف الفصل بين المنشآت ووسائل المواصلات، وبالتالي تكون بيئة هذه المنشآت صحية، وتراعي البيئة بمختلف تفاصيلها.
وتضيف الحوسني على هامش فعاليات "أسبوع أبو ظبي للاستدامة"، أن هذا النظام تحت التجربة خلال الوقت الحالي، إذ إن تطبيقه على نطاق أوسع يحتاج بعض التعديلات المركبة نفسها، فتصميمها الحالي، يجعلها غير قادرة على تحمل عوامل المناخ الخارجية، والآن نحن في مرحلة الدراسة التي تنفذها الشركة المصممة للمركبة، لاستعمالها على نطاق واسع، مشيرة إلى أن التطور في هذه التقنية سيساعد على تسريع تطبيقها على نطاق أوسع.
وجمع نظام النقل الشخصي السريع "PRT" بين مزايا المركبات الخاصّة ووسائل النقل المشترك، ويسمح النظام بالقيام برحلة بالسيارة من دون سائق ومن غير التسبب بانبعاثات مضرة بالبيئة.
وأهم مزايا هذا النظام أن المركبات تنقل الشخص إلى وجهته بسرعة مع مراعاة معايير الراحة والسلامة، كما يمكن الانطلاق دون القلق بشأن الاختناقات المرورية أو إيجاد موقف أو إصدار المركبة لانبعاثات مضرّة بالبيئة.
وتعتمد مركبات "PRT" القادرة على الانطلاق بسرعة 40 كيلومتراً في الساعة، على شبكة قطع مغناطيسيّة مثبّتة على الطرقات لتحديد مسارها والانتقال من نقطة إلى أخرى، ويقوم الحاسوب المركزي عند بدء الرحلة بالبحث عن أسرع طريق يؤدي إلى الوجهة النهائية ويزود المركبة بالتعليمات اللازمة.
ويعدّ نظام النقل الشخصيّ السريع آمن تماماً، فتم تصميم المركبات وتنفيذها وفقاً لأعلى معايير السلامة العالمية، وهي مجهّزة بمجموعة من مجسات الاستشعار المتطورة القادرة على منع حصول أيّ حوادث تصادم، وتتمّ مراقبة شبكة الـPRTعلى الدوام لتأمين تشغيل مستمرّ وآمن، وتستمد المركبات الطاقة من بطاريات قابلة لإعادة الشحن ويجري شحنها بواسطة الطاقة المتجددة التي يتم توليدها في مدينة مصدر.
ويعد نظام "PRT" صديقا للبيئة، باعتباره نظام نقل لا يصدر أي انبعاثات كربونية مضرة بالبيئة، سواء كان من المركبة أو من الشبكة، وبما أن النظام يغني عن الحاجة لاستخدام المركبة الخاصّة، فهو لا يخلّف أي أثر كربوني على الإطلاق.
وتعمل السيارات على الطاقة الكهربائية، وتأتي هذه الطاقة من توليد الطاقة الشمسية التي تنتجها المدينة بقدرة 10 ميغا واط، وبالتالي فهي طاقة نظيفة، وتبدأ السيارة بالشحن عدما تتوقف، وتسير على شوارع أسفلتية تحتوي على أحجار مغناطيسية توجه المركبة لمسارها الصحيح.
وتحتاج السيارة إلى شحن من 4-5 ساعات، وتسير بها على مدى 150 كم، في حين أن ميزة بطارية السيارات أنها قابلة للتدوير.