آخر الأخبار
  النشامى يتخطى السعودية ويضرب موعداً مع المغرب في نهائي كأس العرب   الشوط الثاني: الأردن (1-0) السعودية .. تحديث مستمر   ثلاثة ملايين دولار وملفات سرية… رواية روسية تكشف تفكك الدائرة الضيقة حول الأسد   الصفدي لـ فيليب لازاريني: غزة ما تزال تواجه كارثة إنسانية نتيجة الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي   إتصال يجمع الوزير أيمن الصفدي بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان .. وهذا ما دار بينهما   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة: زخات ثلجية خلال ساعات فجر وصباح الأربعاء   النائب رائد رباع يطالب بالسماح لسيارات الإسعاف والدفاع المدني باستخدام مسرب الباص السريع   الأردن يسير قافلة مساعدات جديدة إلى سوريا   الأردن يعزي المغرب بضحايا الفيضانات   دراسة: الفرد في الأردن يهدر 81.3 كيلوغرام غذاء سنويا   الملك ووزير الخارجية الصيني يبحثان توطيد الشراكة بين البلدين   التعليم العالي: بدء تقديم طلبات القبول الموحد للطلبة الوافدين   التنمية: صرف معونة الشتاء مع مخصصات كانون الأول الحالي   الزعبي تؤكد أهمية الثقافة المؤسسية لتحقيق التميز واستدامة الأداء   المؤسسة الاستهلاكية المدنية تعلن عن عروض ترويجية واسعة   القبض على عصابة إقليمية لتهريب مخدرات و22 تاجرًا وضبط كميات كبيرة   كما ورد من النواب .. مالية الأعيان تقر مشروع قانون الموازنة   الدقيقة 11 .. رسالة وفاء من المدرجات الأردنية لـ يزن النعيمات   حسّان يستقبل مودي في المطار   الجيش يدعو مواليد 2007 لمتابعة منصة خدمة العلم تفادياً للمساءلة

للعطلة فنون وللفراغ جنون

{clean_title}

أقبلت عطلة الشتاء حاملةً معها الخير والأمطار مُرتديةً ثوباً طرّزهُ الثلج بالبياض وكأنها تستعد للاحتفال بموسم الراحة والاستجمام بعد الجهد والعناء وكدّ الامتحانات، يفرح بها الصغار قبل الكبار، فلا حصص ولا دوام وسهرٌ وسَمرٌ ومتعةٌ حتى المنام، وبعد أيام يتسلل الضجر والملل إلى نفوس الصغار من برامج التلفاز التي تفتقر للأهداف ومن تكرار الألعاب ذاتها في كل الأوقات، فالبرد قارص والمطر نازل ولا ساحات مغطاة لممارسة النشاطات، ولدى الطلبة طاقات لا بد من استغلالها في اكتساب المتعة والفائدة على حد سواء ، حتى لا تنشب المشاجرات بين الكبار والصغار ، والأهل والجيران ، هكذا كانت الحال وما زالت في عطلة الشتاء فأين الملاذ ؟!
تتزامن عطلة المدارس والجامعات تقريباً في الأوقات ذاتها فلماذا لا تُستثمر طاقات ومواهب طلبة الجامعات في إنشاء نوادٍ شتوية يشاركون فيها طلبة المدارس المتعة والفائدة في ممارسة النشاطات اللامنهجية داخل مرافق المدارس. ويشرف عليهم إداريو المدارس أو معلموها أو متطوعون من أولياء الأمور أو المعنيون من المجتمع المحلي وبالتناوب ، وتُحسب لطلبة الجامعات ساعات عمل تطوعية تحددها الجامعة – لخدمة المجتمع – كشرط أو متطلب أساسي للتخرج ، وهكذا ندمج طلبة الجامعات بالعمل الميداني ونُكسبهم خبرة وتَحملاً للمسؤولية وقد تُفتح لهم أبواب عمل مستقبلية . وفي المقابل نقلل من ضجر طلبة المدارس في عطلة الشتاء بإشراكهم في أنشطة لامنهجية تصقل شخصياتهم ، وتُنمي مواهبهم ،وتُعزز لديهم مهارات التواصل والاتصال ، وتغرس فيهم روح التعاون واحترام الآخرين ، وتتيح لهم حرية الحوار والنقاش، والتعبير عما يجول في خواطرهم من أفكار وآراء.

ما المقصود بالأنشطة اللامنهجية ؟
مجموعة من الفعاليات غير الصفية التي يقوم بها الطلبة داخل المدرسة وأحياناً خارجها على شكل أنشطة تعليمية تحقق أهدافاً تربوية لا تقتصر في اهتمامها على الجانب العقلي فقط بل وتهتم بالجانب النفسي والحركي أيضاً.

مبادئ الأنشطة اللامنهجية
إن التخطيط للأنشطة اللامنهجية يقوم على عدد من المبادئ منها :
1- ضرورة إتاحة الفرصة للطلبة لمعرفة أنواع الانشطة ، واختيار ما يتماشى منها مع ميولهم ويلائم استعداداتهم دون أن يُفرض عليهم لون معين .
2- عدم الاقتصار في ممارسة الأنشطة على الوصول بالطلبة إلى المعرفة المجردة . وإنما بتحفيزهم إلى المجالات التطبيقية التي تجعلهم يفكرون ويعملون بأيديهم ويلمسون نتائج جهدهم بأنفسهم فتزداد قدرتهم على الأداء، ورغبتهم في الانطلاق .
3- ضرورة اعتبار الأنشطة امتداداً للبرامج التربوية التي يأخذها الطالب ، بحيث تكون ممارسة الهواية أو النشاط مشّبعة بالقيم السلوكية الحميدة، وبروح الهواية المقرونة بالمتعة والترويح والإنتاج.
4- مراعاة طاقات الطلبة وقدراتهم في العمل والنشاط والإنتاج باعتدال ، لكي لا يترتب على الإفراط في نشاطهم وهواياتهم واهتماماتهم إرهاقاً لعقولهم وأجسامهم.
5- توفير المعدات والأدوات التي تتطلبها الأنشطة وإرشاد الطلبة إلى إمكانات بيئتهم وخاماتها وسبل استخدامها والانتفاع بها.
6- اعتماد الطلبة ركيزة أساسية في كل نشاط بحيث يسهمون إسهاماً حياً في مراحلها المختلفة في التخطيط والتنفيذ والتقويم.
7- الاهتمام بأسلوب العمل وطريقته من حيث تقسيمه بين الطلبة ، واختيار كل طالب للعمل الذي يناسبه حسب ميوله واهتماماته واتجاهاته، ومن ثم نُحمّل الطالب المسؤولية الناتجة عن هذا الاختيار.
8- الحرص على الأسلوب الديمقراطي السليم ، والاحترام المتبادل في التعامل بين الطلبة والمشرف على النشاط والطلبة أنفسهم .
9- العمل في مختلف الأنشطة بروح الفريق، بحيث يتدرب الطلبة على توزيع العمل بينهم والتعاون في إنجاز العمل بشكل متكامل يدعم فيه بعضهم بعضاً.
10- ارتباط الأنشطة اللامنهجية بفلسفة المجتمع ، وأهدافه ومشكلاته وحاجاته.

أنواع الأنشطة اللامنهجية
1- النشاطات الاجتماعية وتشتمل على تنظيم الحفلات والمهرجانات ، وتنظيم الرحلات المتعددة الأغراض ، عقد صلات التعارف والصداقة مع الآخرين ، وإحياء المناسبات الوطنية والدينية والقومية، ومساعدة الفقراء... إلخ.
2- النشاطات الثقافية وتشتمل على المطالعة وكتابة القصص والمقالات وإقامة الندوات والحفلات والأمسيات وجمع النصوص الشعرية والنثرية، والمسابقات الثقافية والأدبية... إلخ .
3- النشاطات الفنية وتشتمل على رسم لوحات فنية متعددة الأنواع ، عمل أشغال فنية مختلفة، التدرب على أنواع الخطوط ، التدرب على الأناشيد الوطنية ، العزف على الآلات الموسيقية ، التمثيل والمسرح المدرسي ،التدرب على الفنون الشعبية وعرضها في الحفلات الموسيقية المدرسية.
4- النشاطات الرياضية وتشتمل على التدرب على الألعاب المختلفة وإشاعة الروح الرياضية بين الطلبة ، نشر الأخبار الرياضية ،تنظيم مباريات داخلية ، تنظيم مباريات وّدية .
5- نشاط الكشافة والمرشدات ويتم في هذا النشاط : إقامة المخيمات والمعسكرات، القيام بالرحلات والزيارات ، والقيام بأعمال الخدمة العامة ودهان الأرصفة وتجميل المدن ، وعقد دورات الدفاع المدني والإسعافات الأولية، جمع المساعدات وتوزيعها على المحتاجين ... إلخ.
6- النشاطات العلمية وتشتمل :عمل أبحاث علمية ، صنع الأجهزة العلمية البسيطة ، إصلاح بعض الأجهزة التي يمكن أن تتعرض للخلل ، جمع العينات النباتية والحيوانية ، تحنيط الطيور، عمل تلخيص لبرامج علمية ... إلخ.
7- النشاطات المهنية والحرفية وتشمل هذه النشاطات ، قيام الطلبة ببعض الأشغال اليدوية مثل :
أ- أعمال الخشب وتشمل عمل رفوف للكتب ،نقالات الورق ، أقفاص العصافير .. إلخ.
ب- أعمال الخزف والنحت وتشمل عمل تشكيلات فنية للأواني والأطباق والمزهريات .. إلخ.
ج- أعمال المعادن وتشمل على علاقة ملابس، طفاية سجائر... إلخ.
د- أعمال التجليد وتشمل تجليد الكتب وعمل ألبوم صور .. إلخ .
ه- أعمال تجارية ، وتشمل التدريب على تنظيم الملفات ، أعمال البنوك ، الطباعة ..إلخ.
وبعد؛
لم يعد عمل المدرسة مقتصراً على حشو أذهان الطلبة بالمعلومات ، وإنما تطورت وظيفتها، فأصبحت مجتمعاً صغيراً يعيش فيها الطلبة، ويعملون بروح التعاون والتعاضد ، ويتدرب الطالب على التوفيق بين نفسه كفرد وبين المجتمع الذي يعيش فيه، فيتمتع بالخير الذي يكفله له المجتمع ويؤدي في الوقت ذاته للمجتمع ما استطاع إليه سبيلاً