تتأثر الجزر اليونانية ومناطق وسط البحر الأبيض المتوسط بمنخفض جوي عميق مُرفق بكتلة هوائية قطبية المنشأ وشديدة البرودة وذلك خلال اليومين القادمين، لكن للأسف لا تزال الخرائط الجوية قريبة ومتوسطة المدى لدى "طقس العرب" تُشير إلى تحرّك هذه المنظومة الجوية بالاتجاه الشمالي الشرقي أي بعيداً عن المملكة.
وكثيراً ما تعيش المملكة خاصة في مرتفعاتها الجنوبية وأحياناً الوسطى أجواءً مُغبرة وعاصفة في مُقدّمة منخفضات جوية توصف بـ"القوية"، في حين تهطل الأمطار بغزارة في شمالها مُمهدّة لانتشارها جنوباً في ذات اليوم، لكننا سنعيش واقعاً مُغايراً هذا الاثنين.
حيث ستنخفض درجات الحرارة بصورة كبيرة وملموسة مُقارنة بالأحد وتقارب في هذا الانخفاض مقدار الـ6-8 درجات مئوية، وتهب رياح جنوبية غربية نشطة السرعة بدءاً من ساعات الصباح الباكر والتي سُرعان ما ستكتسب قوّة إضافية لتصبح الأجواء مُغبرة مع تدني في مدى الرؤية الأفقية بشكل متفاوت في عموم المناطق.
وكما تحدثنا لن يقتصر الغبار هذه المرة على مدن الجنوب، حيث سيطال كذلك عروس الشمال إربد، في ظل غياب للأمطار وتحرّك السُحب الماطرة بعد مشيئة الله بعيداً عن المملكة باتجاه غرب سورية ولبنان وأقصى شمال فلسطين بفعل الرياح الجنوبية الغربية في طبقات الغلاف الجوي كافة.
وتمتاز الأجواء يوم الاثنين عدا عن أنها مُغبرة، بأنها باردة بشكل لافت في الجبال وذلك بفعل الرياح الجنوبية الغربية والتي ستزيد الاحساس الزائد بالبرودة بفضل قوتها حيث ستزيد سرعتها عن حاجز الـ40كم/ساعة كمُعدّل وتتجاوز الهبات الـ80كم/ساعة لا سيّما في المرتفعات الجبلية العالية.
وستظهر صباحاً وقبل الظهر بعض السُحب على ارتفاعات مُختلفة والتي ربما تؤدي إلى هطول زخات خفيفة محليّة من المطر في مناطق عشوائية، لكن سُرعان ما ستتناقص هذه السُحب نهاراً.
وستستمر الأجواء ليلة الاثنين/الثلاثاء عما كانت عليه نهاراً: باردة بشكل لافت وعاصفة ومُغبرة بإذن الله.
في حين ترتفع الفرص عصر ومساء الثلاثاء لانتشار الأمطار إلى شمال المملكة وربما وسطها في ظل بدء تغيّر الرياح إلى الاتجاه الغربي لكن عندها، سيكون المنخفض الجوي قد فقد كثيراً من قوته وبرودته، بحيث ستكون الأمطار متوسطة الشدة في أحسن الأحوال بمشيئة الله، وربما تكون على شكل ثلوج خفيفة ليلاً في قمم جبال عجلون وجرش.
ولا تزال الاشارات المُستمّدة من الخرائط الجوية بعيدة المدى مُبّشرة بارتفاع الضغط الجوي في مناطق عديدة وهامة في أوروبا وتوقع اندفاع سلسلة من الكتل الهوائية الباردة الجديدة حول هذا المرتفع واحتمالية وصولها إلى المملكة بدءاً من 23 الشهر الجاري بمشيئة الله.