خبراء: نجاح صندوق الاستثمار مرهون باختيار إدارة غير تقليدية
أكد خبراء أن نجاح فكرة إنشاء صندوق استثماري أردني على أرض الواقع مرهون بكيفية إدارته بعيدا عن البيروقراطية الحكومية.
وبين هؤلاء أن من شأن إنشاء الصندوق استقطاب استثمارات عديدة، الأمر الذي يتطلب إدارته بطريقة مثلى.
ولفت هؤلاء إلى أن إدارة الصندوق بالطريقة نفسها التي تدار فيها الصناديق الاستثمارية الأخرى؛ كصندوق استثمار المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، وصندوق تنمية المحافظات، ستعيق نجاح الصندوق الاستثماري المقترح في خطاب العرش السامي.
وجاء تعليق الخبراء على الصندوق الاستثماري الأردني، في وقت رجح فيه مصدر حكومي لـ"الغد" أن تباشر الحكومة الخطوات الإجرائية لتنفيذ توجيهات الملك عبدالله الثاني بخصوص إنشاء صندوق استثمار أردني في جلسة مجلس الوزراء المقبل.
ورجح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن تتخذ الحكومة الإجراءات لتنفيذ توجيهات الملك حول الصندوق في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، وأن يعهد لفريق وزاري متكامل لتنفيذ التوجيه.
وبين المصدر أن الفريق الوزاري سيتعين عليه تقديم تصور كامل لترجمة توجيهات جلالة الملك على أرض الواقع.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني، أكد في خطاب العرش بافتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس النواب السابع عشر "الوقت قد حان للحكومة لتقديم مشروع قانون لمجلسكم الكريم، لإنشاء صندوق استثماري أردني، يستقطب استثمارات البنوك والصناديق السيادية العربية ومؤسسات القطاع الخاص والأفراد، في مشاريع وطنية تنموية وريادية، تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وعلى المساهمين في هذا الصندوق". وقال الخبير المالي مفلح عقل "إنشاء صندوق للاستثمار الأردني كما نادى به الملك من شأنه أن يجلب الاستثمارات الكبيرة والتي لا تمولها البنوك رغم دورها في التنمية الاقتصادية".
وبين عقل أن الصندوق لابد أن يدار بشكل يختلف عن إدارة الصناديق التي أثبتت عدم جدواها؛ كصندوق استثمار المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، بعيدا عن البيروقراطية التي حدت من الدور الإيجابي لمثل تلك الصناديق.
الخبير الاقتصادي محمد البشير؛ أكد أهمية إيجاد صندوق للاستثمار الأردني بعيدا عن أشكال الصناديق الاستثمارية الأخرى التي فشلت في تحقيق الغاية منها كصندوق تنمية المحافظات.
وشدد البشير على أهمية وجود فريق اقتصادي بالتزامن مع إنشاء صندوق للاستثمار الأردني، ليكون قادرا على إدارته بطيقة مثلى لاستقطاب استثمارات ذات جدوى اقتصادية كبيرة.
غير أن البشير قال "إذا ظل الوضع كما هو عليه بدون إيجاد فريق اقتصادي قادر على إدارة الأزمات، فإن ذلك سيصطدم مع رؤية الملك عبدالله الثاني في دعم الاستثمار".
بدوره؛ أكد أستاذ الاقتصاد د.قاسم الحموري، أهمية تشكيل صندوق للاستثمار باعتباره محركا للتنمية الاقتصادية وخافضا لمعدلات الفقر والبطالة.
وبين الحموري، أن نجاح الصندوق في تحقيق أهدافه مرهون بوجود إدارة سليمة بعيدة عن الإجراءات البيروقراطية والروتينية حتى لا يكتب لفكرة الصندوق الاندثار كما كان حال صندوق تنمية المحافظات وصندوق الإسكان.