بعد اندلاع الثورة السورية في آذار عام 2011 انقسمت الأسر السورية بين مؤيدة لها وأخرى منحازة لما يقوم فيه النظام السوري من قمع للشعب السوري: ولا شك أن عائلات الفنانين السوريين كان لها نصيبها أيضا من هذه الخلافات التي وصلت في بعضها إلى حد القطيعة:
رحل الفنان الابن عامر السبيعي قبل الفنان الأب رفيق السبيعي"أبو صياح"،ورغم أن الابن حمل اسم ابيه إذ كان يناديه الجميع"أبو رفيق"..إلا أن آخر سنوات حياته شهدت قطيعة بينهما بسبب موقف"شيخ الشباب أبو رفيق"الداعم للثورة السورية.
وفي حديث للراحل عامر مع محطة"أورينت"السورية قال:"للأسف لا يوجد تواصل مع والدي ولا أخي سيف ولكني أتواصل مع الفنانين الذين وقفوا مع الثورة السورية. وسوف ننتصر في النهاية.. وأنا حزين جدا للقطيعة مع عائلتي ولكن يبدو أن القدر أوصلنا إلى مكان لم نكن نريده وأنا مشتاق لأهلي ولأحبابي. وفي نفس الوقت راض أنني واقف مع الشعب المظلوم والمقهور كنت في طريقي للنجومية ولكني اخترت أن أقول كلمة حق".
ما إن اعلنت الفنانة السورة أصالة نصري موقفها الداعم لثورة شعبها حتى اشتعلت النيران مع اختها ريم التي ردت في تصريحات على شقيقتها بالقول إنه لا يوجد في سوريا ثورة ولا ثوار بل مجموعة من المخربين. وبحسب جريدة"الأخبار"اللبنانية:"فإننا كسوريين نستطيع أن نحكم على الأمر برمته من داخل سوريا، ما نحتاج إليه هو المزيد من الإصلاحات، والإصلاح يحتاج إلى حوار لا إلى ثورة".
أما الرد الثاني على أصالة فكان من شقيقها الإعلامي أيهم نصري الذي قال في اتصال هاتفي مع قناة"الدنيا"االسورية إنه غير متأكد من تصريحات شقيقته بشأن الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا وفيما لو تأكد من صدقيتها فإنه مصّر على تبرؤه منها.
منذ اندلاع الثورة السورية لم يقف الفنان محمد آل رشي موقف المتفرج بل شارك مع ابناء شعبه وبعض الفنانين في المظاهرات التي خرجت في ريف دمشق دعما للثورة السورية، وهو ما خالفه فيه والده الفنان الراحل عبد الرحمن آل رشي إذ لم يؤيد الثورة السورية ولا تصرفات ابنه، لوكن خرجت بعض الأخبار عن تبرئه من ابنه بسبب موقفه من الثورة وهو ما نفاه تماما في حديث صحفي.
في بداية الثورة السورية شن بعض النشطاء هجوما على المخرج هشام شربتجي بسبب موقفه من الثورة السورية.وطالب هؤلاء الفنانين المخرج هشام بالاقتداء بمواقف ابنته المخرجة رشا شربتجي التي وقعت على بيان"الحليب لأجل أطفال مدينة درعا"الذي وقع عليه العديد من الفنانين منها يارا صبري ومنى واصف.. ويعرف عن رشا مواقف الرافضة للحل الأمني الذي يمارسه النظام السوري، بينما لا يعترف المخرج هشام بوجود ثورة ويطالب باستخدام الحل العسكري لإنهائها.
في الوقت الذي يتردد الفنان عارف الطويل على جبهات القتال في مدينة داريا بريف دمشق لدعم قوات جيش النظام، يعمل ابن عمه الفنان جلال الطويل مع اللاجئين السوريين في تركيا وذلك بعد خروجه من سوريا بسبب مضايقات الأجهزة الأمنية له بسبب مشاركته بالمظاهرات إلى جانب فارس الحلو ومحمد آل رشي ومحمد أوسو، فضلا عن اعتقاله والاعتداء بالضرب عليه.
وذكرت تغريدات غير مؤكدة على تويتر أن عارف الطويل كان سببا بظهور جلال الطويل على القناة الرسمية السورية لنفي اعتقاله والاعتداء بالضرب عليه.
من المعروف عن الفنانة أمية ملص أنها مؤيدة بشدة للمارسات النظام السوري في قمع الثورة السوري لدرجة أنها خلال الانتخابات الرئاسية السورية الأخيرة بصمت بالدم لصالح الرئيس بشار الأسد، وهو ما دفع عائلتها للتبرأ منها، مع العلم أن والدها المخرج الشهير محمد ملص وأقربائها التوأم ملص قد تم اعتقالهم من قبل الامن السوري لمواقفهم الصريحة ضد النظام السوري. وقد حاز والده جوائز عديدة عالميا من نتاجه السينمائي.