آخر الأخبار
  سلامي: تواجد المنتخب في المجموعة العاشرة جيد   مديرية الأمن العام تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة   "النشامى" والأرجنتين والنمسا والجزائر في دوري المجموعات بكأس العالم 2026   وزارة الزراعة: لم تُسجل حالات غش داخل مهرجان الزيتون الوطني   الغذاء والدواء: لا تشتروا المنتجات إلا من منشآت مرخصة تخضع للرقابة   هذا ما ستشهده حالة الطقس في المملكة خلال الساعات القادمة   العثور على جثة شخص مقتول داخل منزل في لواء الأزرق   تسرب غاز يودي بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة آخر   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة على الواجهة الجنوبية   الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية تستضيفها عمّان الشهر المقبل   النقل البري: رقابة مشددة على التطبيقات غير المرخصة وتسعيرة تنافسية قريباً   إدارة الأزمات تحذر: اضطرابات جوية خلال 48 ساعة وسيول محتملة في عدة مناطق بالاردن   منخفض البحر الأحمر يؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزخات رعدية من الأمطار مساء السبت   يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته   بيان صادر عن "ميليشيا ياسر ابو شباب" حول مقتله؛ لا صحة للأنباء حول استشهاده على يد الحركة بل قُتل أثناء فضه لنزاع عشائري   وزير المياه: قطاع المياه بالأردن "ليس له مثيل عالميًا" .. و"لا يوجد أي دولة توفر خدمة المياه لمواطنيها أسبوعيًا“   بني مصطفى: التزام وطني راسخ بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة… وجمعية رعاية الطفل الخيرية نموذج تطوعي متميز في مجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة   حارس النشامى: الجماهير جعلت اللاعبين يشعرون وكأنهم في عمان   من "إدارة التنفيذ القضائي" للأردنيين .. تفاصيل   العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد بالشفاء للخلايلة والطراونة

مدينة الجن .. لغز حيَّر العلماء!

{clean_title}
هي من عجائب الدنيا، وواحدة من أهم وأعظم المواقع الأثرية في العالم، كيف لا وهي التي شبهها العديد من علماء الآثار بأنها مدينة غاية في التعقيد، يضاهي تعقيدها وإتقانها تعقيد وإتقان الأهرامات الفرعونية.

إنها "مدينة ديرينكويو تحت الأرض" Derinkuyu Underground City، وهي مدينة أثرية عملاقة تحت الأرض في تركيا، عثر عليها بالصدفة في عام 1963 أثناء أعمال التجديد لأحد المنازل في مقاطعة ديرنكويو التابعة لمحافظة نوشهر في وسط تركيا، عندما تم العثور على بوابة وتم فتحها لتقود إلى اكتشاف هذه المدينة العملاقة المهجورة تحت الأرض، وهي تثير الحيرة في ضخامتها ووجودها بالأسفل بهذه الطريقة، ما دعا السكان المحليين إطلاق اسم مدينة الجن عليها، اعتقادا منهم بأن الجن هو من بناها في بادئ الأمر.

تتكون جغرافيا منطقة ديرينكويو من صخور بركانية لينة ذات صلابة متوسطة، لعل هذا من أهم الأسباب التي شجعت من بنى هذه المدينة الغريبة تحت الأرض على اختيار هذا المكان بالتحديد لحفر وبناء هذه المدينة.

وقد شكلت عوامل التعرية (الرياح والمياه) أشكالاً غريبة في صخورها ومعالمها التضاريسية على السطح.

تتكون هذه المدينة الأثرية العملاقة من 11 طابقاً تحت الأرض، وبعمق يصل إلى 85 متراً، وهي كبيرة جدا لدرجة أنها تتسع لما بين 35 إلى 50 ألف شخص.

ليس هذا فقط، ذلك أن هذه المدينة العجيبة تحتوي على كل ما يلزم من وسائل الراحة، من معاصر للزيتون وإسطبلات وأقبية وغرف للتخزين، فضلا عن حجرات للطعام ومصليات، والمميز هنا هو وجود معبد واسع المساحة في الدور الثاني من المدينة الأرضية.

ولتأمين التهوئة اللازمة للحياة، يمتد عمود تهوية يبلغ طوله ما يقارب الـ 55 مترا. ويستخدم في الوقت عينه كبئر للماء لتزويد القرية الواقعة على سطح الأرض، وأيضا المدينة الواقعة تحت سطح الأرض بالمياه! هذا بالإضافة إلى ما يزيد على 15 ألف فتحة تهوئة صغيرة موزعة في أنحاء المدينة.

فتحت مدينة ديرينكويو تحت الأرض للسياح في عام 1969، أي بعد 6 سنوات من اكتشافها.

يتم الدخول إلى هذه المدينة المعقدة عبر عدة بوابات حجرية ثقيلة (تبلغ أطوالها من 1 إلى 1.5 متر وعرض كل منها من 30 إلى 50 سم وأوزانها من 200 إلى 500 كلغ) وكل هذه البوابات تغلق من الداخل فقط وليس من الخارج في طريقة ميكانيكية مبتكرة تجعل من فتحها وإقفالها مهمة سهلة وممكنه لشخص واحد فقط، بواسطة دعامة خشبية في الثقب الموجود على وسط البوابة.

ومن بناها؟

تشير كل من تكهنات المؤرخين والدراسات التاريخية التي أجريت على المكان، طوال السنوات الماضية، إلى أن هذه المدينة تحت الأرض بنيت على مراحل، وقد اختير هذا المكان بالذات بسبب طبيعة الصخور البركانية اللينة التي تتكون منها الطبقات الأرضية، وهذا ما يجعل من مهمة الحفر مهمة أقل صعوبة من أماكن أخرى.

ويعتقد الباحثون أن أول مراحل بناء هذه المدينة كانت ما بين القرنين السابع والثامن قبل الميلاد بواسطة شعوب الـ "بهريغيانس"، Phrygians وهم أحد الشعوب الهندوأوروبية والتي سكنت تلك المنطقة منذ القدم، ومن ثم قاموا بتوسعة هذه المدينة في العهد البيزنطي الفارسي من قبل المملكة الأخمينيونية.

ويعتقد أن المدينة كانت تستخدم كمستوطنة للاجئين، حيث إن هناك إشارة وذكر في المراجع الـ (مجوسية – الزراداشتية) في الجزء الثاني من كتاب (الأفيست Vendidad (وهو أحد أهم المراجع للزراداشتية – المجوسية لمستوطنة لاجئين تحت الأرض، بنيت في عهد الإمبراطور جمشيد.

لذا يعتقد الكثير من المؤرخين والباحثين أن هذه المدينة وسعت وتضخمت في أثناء الحكم الفارسي للمنطقة، حيث إن بعض القطع الأثرية المكتشفة في المكان تعود للفترة البيزنطية المتوسطة والتي يعود تاريخها لما بين القرنين الخامس والعاشر قبل الميلاد.

ويجمع العلماء أن هذه المستوطنة كانت ملجأ لإيواء الهاربين، لكن السبب الأكيد ومن ومتى؟ تظل الإجابات عبارة عن توقعات لا أكثر.

ما يثير الاستغراب هو اتصال هذه المدينة الغريبة بمجمعات أخرى حفرت تحت الأرض في المنطقة، ومن أهمها مجمع "كايماكلي" Kaymaklı الديني والذي تصل بينه وبين مدينة ديرينكويو مجموعة أنفاق تحت الأرض يصل طولها إلى 8 كيلومترات!