وزير الأوقاف :الأردن قد يلجأ إلى ما هو أكثر من استدعاٍء لسفيرنا في اسرائيل
قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية هايل داوود إنه لا توجد أية تفاهمات أردنية إسرائيلية للاتفاق على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وأن الاتصالات المتواصلة بين الأردن وإسرائيل هي لمنع ذلك، فيما أشار إلى أن استدعاء السفير الأردني من اسرائيل قد يكون من ضمن الخيارات الأردنية المقبلة، وقد يكون أكثر من ذلك.
وجاءت تصريحات داؤود لمجموعة من وسائل الإعلام الثلاثاء على هامش إفتتاح المؤتمر الدولي السابع عشر للسياحة الدينية في عمّان، بمشاركة وزير الاوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية يوسف إدريس.
وتتزامن تصريحات وزير الأوقاف مع تصريحات نقلت على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو الاثنين، بأن الأردن واسرائيل 'في خندق واحد'، فيما أكد الملك عبد الله الثاني مؤخرا، أن بيد الأردن أوراقا دبلوماسية وقانونية في حال واصلت إسرائيل تعدياتها على المسجد الأقصى.
وقال داؤود بشأن تسريبات صحفية حول استدعاء وشيك للسفير الأردني في تل أبيب ' إن الأردن سابقا استدعى السفير الأردني من اسرائيل عنما وجد الحاجة لذلك وأن هذا الاستدعاء يمكن أن يحقق مصلحة، إذا وجد الأردن مصلحة في هذا الموضوع يمكن أن يلجأ إلى هذا الاجراء وإلى أكثر من هذه الاجراء،' بحسب تعبيره.
وجدد داؤود موقف الأردن حيال التعديات الاسرائيلية قائلا: 'الأردن نفذ صبره وأن الملك ووزير الخارجية والمتحدث باسم الحكومة الأردنية أعلنوا عن خيارات دبلوماسية وقانونية يمكن اللجوء لها.'
وأضاف: 'كنا نتحدث في السابق عن خيارات دبلوماسية وقانونية واليوم الأردن يتحدث عن خيارات سياسية، الاردن كما أشير أكثر من مرة نفذ صبره على هذه التصرفات الاسرائيلية بالتالي صحيح أنه لم يعلن ما هي الخطوات الدبلوماسية والقانونية التي يمكن أن نلجأ إليها لكن هذه المسألة تعود إلى تقدير الواقع وإلى أي درجة يمكن أن تحدث الأثر المطلوب.'
وبين داوود أن حراس المسجد الاقصى البالغ عددهم 250 حارسا تعينهم وزارة الاوقاف الاردنية بموجب الوصاية على المقدسات في القدس، ليس من مهمتهم التصدي للقوات الاسرائيلية في حال اقتحام الاقصى، مشددا على أن حماية الاقصى في هذه الحالة هي من مسؤولية الدول العربية وكل المسلمين.
أما بشأن ما تتناقلته تقارير صحفية إسرائيلية عن التوصل إلى تفاهمات أردنية إسرائيلية للتوافق على تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، نفى داوود ذلك بشدة قائلا: 'ماذا يمكن أن تتوقع من المحتل سوى أن يثير الشائعات ويثير الاقاويل التي يمكن أن توهن العزيمة بالتأكيد هناك اتصالات بين الحكومة الاردنية والحكومة الاسرائيلية ولكن ليس لتفاهمات حول التقسيم الزماني والمكاني بل لمنع هذا التقسيم ولإيصال رسالة واضحة أن الأردن لا يقبل بأي حال من الأحوال التقسيم الزماني ولا المكاني.. الحديث عن تفاهمات أمر مختلق وغير صحيح.'
وحذر داوود من استمرار تصاعد الأوضاع الأمنية في القدس، معتبرا أن إقدام شبان فلسطينيين على عمليات طعن للجنود الاسرائيليين ما هي 'إلا نتيجة العنف الاسرائيلي غير المبرر حتى في القانون الدولي.'
وقال: 'ما يجري في القدس اليوم وفي الاراضي الفلسطينية أمر خطير على المنطقة وحالة الاستقرار التي يمكن أن تسود في المنطقة والسلطات الاسرائيلية لا تراعي هذه المسألة ولا تدرك خطورة ما تقدم عليه أعلنا مرارا أن الحالات التي تشهدها الارض الفلسطينية والقدس بشكل خاص من عمليات طعن وأيضا إنما هي رد على حالة التصعيد الاسرائيلية الكبيرة وحالة الاستفزاز الكبيرة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية.'
وحمّل داوود من جانبه ما وصفه بالسلطات القائمة بالاحتلال حوادث الطعن، قائلا إنه لا يجوز أن تتدخل في الأماكن المقدسة في الاراضي المحتلة، وأضاف: 'قتل بعمليات الطعن اثنين أو ثلاثة فقط من الاسرائيليين بينما حتى أمس سقط 27 شهيدا فلسطينيا نتيجة العنف غير المبرر ورد الفعل العنيف غير المقبول حتى في القانون الدولي'.
من جانبه، نقل وزير الاوقاف الفلسطيني يوسف إدريس مباركته لما أسماه الهبة الفلسطينية الجماهيرية دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك، فيما أكد أن وظيفة حراس المسجد الاقصى لا تؤهلهم لحمايته من الاقتحامات لأن الجنود الاسرائيليين يدخلون بعتادهم وأسلحتهم باحات الاقصى.
ودعا إدريس إلى فتح باب السياحة الدينية إلى القدس للتضامن ودعم المقدسيين والفلسطينيين في وقفتهم أمام الاحتلال، وللرد بحسب، تعبيره على مزاعم الاحتلال بأن قضية الاقصى هي خاصة بالفلسطينيين، بل التأكيد بأنها قضية عربية إسلامية.
يشار إلى أن العاهل الأردني شدد في لقاء سابق مع النواب الفلسطينيين في الكنيست الاسرائيلي بعمان في 20 أيلول المنصرم، وفق تقارير صحفية، بتمسكه بالدفاع عن الاقصى والمقدسات.