آخر الأخبار
  أحمد الشرع يثمن استضافة الأردن للاجئين السوريين واحتضانه لهم   الملك للأردنيين: على العهد دومًا معكم   وفاة وإصابة 14 آخرين بحادث بين حافلة وقلاب على شارع الـ100 بإربد   تدخين المرأة سبب ارتفاع "السرطان" في الأردن   النائب بيان المحسيري تطالب "الحكومة" بالعودة إلى تطبيق التوقيت الشتوي والصيفي   إعلان هام حول دوام "المؤسسة الاستهلاكية المدنية" ليومي الأربعاء والجمعة   الحكومة الاردنية تصرح حول أسعار المحروقات "عالمياً"   "أمانة عمان" تعفي المواطنين من غرامات (المسقفات) في هذه الحالة!   تنفيذ 3478 عقوبة بديلة خلال 11 شهرا   الصفدي يكشف عن الملفات التي ناقشها مع الشرع في دمشق   نواب يطالبون باجراءات للافراج عن طبيب اردني اعتقله الاحتلال في غزة   طهبوب : 15 ألف أسرة فقيرة جديدة في الأردن   العرموطي: ساعة يد ثمنها 15 ألف يورو ضمن مسروقات سفارتنا في باريس   الأردن يكشف عن الفئات المسموح لها بالمغادرة والدخول عبر معبر جابر   حسان: الحكومة منفتحة على النَّقد البنَّاء   انفجار (طنجرة ضغط) في عربة فول بإربد   رئيس لجنة الحريات النيابية: "سنعمل على إعداد مشروع قانون عفو عام لتبييض السجون"   شمول السيارات الكهربائية المخزنة في العقبة بقرار تخفيض الضريبة   تطبيق تعرفة الكهرباء المرتبطة بالزمن على المستشفيات والفنادق بداية 2025   التربية تكشف مستوى اسئلة امتحان التكميلي 2024

قصة شاب أنقذ فتاتين من الغرق ومات

{clean_title}

رحلة قصيرة قام بها إلى أحد الشواطئ بصحبة زوجته وطفلتيه هرباً من حرارة الجو القاتلة، بعدما ارتفعت معدلاتها كثيراً، فقرر اللجوء إلى البحر علَّ أمواجه ترحمه من الحر الشديد، لكنها كانت أشد وطأة منه حين رسمت نهاية حزينة للجميع.


سالم، شاب في العقد الرابع من عمره، يمتلك ورشة لصناعة الأثاث في مدينة دمياط شمالي مصر، معروف عنه الشهامة وحسن الطباع، لذا لم يكن غريباً عليه أن يقدم حياته لأمواج البحر المتلاطمة فداءً لفتاتين كانتا على وشك الغرق.

بداية الرحلة
تزوج سالم منذ عشر سنوات، ورزق بطفلتين كانتا ملء الحياة بالنسبة اليه، لذا لم يكن يتردد في اتخاذ أي قرار يُدخل السعادة إلى قلبيهما، وكذلك زوجته التي كثيراً ما كان يردد أنها هدية السماء له.
استغل سالم عطلته الأسبوعية وقرر أن يقضي على هذا الجو الحار بين الأمواج بصحبة أسرته الصغيرة، فحمل متعلقاته واصطحب زوجته وابنتيه إلى البحر، حيث النسمات العليلة وسط أجواء من السخونة ولّدتها درجات الحرارة المرتفعة.
تناول الرجل فطوره مع أسرته على الشاطئ وهم سعداء يتبادلون الضحكات من هذه الرحلة المفاجئة، متمنين جميعاً أن تتكرر، وغير عابئين بما يخفيه القدر من قسوة. حمل الرجل طفلتيه ونزلوا جميعاً إلى البحر يلقون بأجسادهم وسط الأمواج المتلاطمة والابتسامة لا تفارق وجوههم، في وقت جلست زوجته على الشاطئ بقلب خائف من أن يصيب الصغيرتين مكروه، خاصة أن طفلتيها لا تجيدان السباحة.
حاولت المسكينة أن تطمئن قلبها على صغيرتيها وتطرد خوفها غير المبرر بأن زوجها ماهر في السباحة، ومن المؤكد أن وجوده معهما سيجعلهما في أمان، من دون أن تدرك أن الخطر يقترب من زوجها نفسه.
أكثر من أربع ساعات قضاها الرجل بصحبة الصغيرتين في المياه هرباً من حرارة الجو، بينما تترقبهم الزوجة على الشاطئ بحذر شديد.

قبل الغرق
ظل سالم في المياه حتى أبلغته الصغيرتان برغبتهما في تناول الطعام، بعدما شعرتا بالجوع، فاتخذ قراره بالخروج والتوجه لمجالسة زوجته بعض الوقت، فيريح جسده من ناحية ويتناولون جميعاً طعام الغداء من ناحية أخرى، خاصة وقد شعر بالإنهاك.
بدأت الزوجة في إطعام الصغيرتين، وأمسك سالم بسندوتش أعدّته له زوجته للتو، لكنه لم يفرغ منه بعد حتى رماه جانباً وهرع مسرعاً إلى البحر يصارع الأمواج.
كان الرجل قد شاهد فتاتين على وشك الغرق، بعدما نجحت الأمواج في جذبهما إلى الداخل وهما لا تجيدان السباحة، في وقت لم يتنبه المحيطون بهما للأمر، وكادت كلمة النهاية أن تكتب لهما.
نجح سالم في الوصول إلى الفتاتين وجذبهما نحو الشاطئ، فتدارك الموجودون الأمر، ليساعدوه في انتشال واحدة ويحمل هو الثانية الى منطقة الأمان.
انشغل الجميع بالفتاتين والاطمئنان إليهما، وسط تقديم عبارات الشكر والثناء لهذا الرجل الذي أرسله القدر ليُكتب لهما عمر جديد، بعدما كانتا على وشك الغرق بالفعل.
وقبل أن يلتفتوا إليه موجهين الشكر، خرجت صرخات زوجة سالم لتجبر الجميع على الصمت، وهي تلطم وجهها ودموع صغيرتيها تنهار من دون أن تستوعبا ما يحدث.
كان سالم وسط الأمواج يصارع الموت، بعدما أصيب بإجهاد شديد عقب إنقاذ الفتاتين، وفشل في مواصلة السباحة من دون أن يلتفت اليه أحد، بعد أن انشغل الجميع بأمر الناجيتين.

الشهامة القاتلة
قبل أن يهمّ أحدهم بإنقاذه، اختفى الرجل عن الأعين تماماً، لتبدأ محاولات البحث عنه علّه لا يزال على قيد الحياة لكن بلا جدوى، وسط صدمة الجميع غير مصدقين أن تتسبب شهامة الرجل في وفاته.
في الصباح الباكر، كانت الأمواج قد ألقت بسالم جثة هامدة على الشاطئ، ليودّعه الجميع وهم في حالة ذهول غير مصدقين ما حدث.
فارق سالم الحياة، لكن ذكرياته السعيدة في الرحلة الأخيرة، التي سرعان ما تحولت الى رحلة الموت، لم تغب عن ذهن صغيرتيه وزوجته المكلومة، وهي لا تدرك هل تتباهى بشهامة زوجها أم تلعن هذه الشهامة التي حرمتها منه الى لأبد؟