آخر الأخبار
  المعايطة: أعياد الميلاد المجيدة تمثّل صورة حضارية مشرقة للتعايش والوئام الديني وتبرز الاردن كوجهة روحية عالمية   نقيب الألبسة: استعدادات كبيرة لموسم كأس العالم عبر تصميمات مبتكرة لمنتخب النشامى   33328 طالبا يبدأون أول امتحانات تكميلية التوجيهي السبت   أمطار غزيرة وثلوج كثيفة في عدد من الدول العربية نهاية الأسبوع .. تىفاصيل   ابو علي: مباشرة صرف الرديات الاحد واستكمال صرف الـ 60% المتبقية خلال الاشهر الاولى من 2026   تنويه هام من التنفيذ القضائي الى جميع المواطنين   وفاة 3 أطباء أردنيين .. اسماء   وزير الداخلية يتفقد الأعمال الإنشائية في جسر الملك حسين   الخارجية: استلام جثمان المواطن عبدالمطلب القيسي وتسليمه لذويه   العدل: تنفيذ 2143 عقوبة بديلة عن الحبس منذ بداية العام الحالي   تعرف على تطورات المنخفض الجوي القادم إلى المملكة   البدور يقوم بزيارة ليلية مفاجئة لطوارئ مستشفى السلط   إحالة 16 شخصا أثاروا النعرات الدينية والطائفية لمحافظ العاصمة   القوات المسلحة تُحّيد عدد من تجار الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للمملكة   الملك : كل عام وأنتم بألف خير وأردن الوئام ومهد السلام   وزير الصحة : 40 مليون دينار لسداد مديونية مستشفى الملك المؤسس خلال 6 أشهر   لا تسعيرة بعد .. وزير المياه يحسم الجدل حول سعر مياه الناقل الوطني   المصري مستغربًا: لماذا يتبع ديوان المحاسبة إلى الحكومة؟   الهميسات للنواب: مناقشة تقرير ديوان المحاسبة لا تسمن ولا تغني من جوع   النعيمات: كيف لرئيس ديوان المحاسبة مراقبة رئيس وزراء عينه دون مقابلة؟

الملك في نيويورك.. نشاط مكثف ومبادر لحث قادة العالم للتحرك أمام التحديات

{clean_title}
تنوعت أجندة الحراك الملكي، الذي تضمنته زيارة العمل التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى مدينة نيويورك الامريكية، حيث ترأس جلالته الوفد الأردني المشارك في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة الأمم المتحدة، والتي حملت محاور متعددة على مختلف الصعد منها ما كان يعنى بالشأن الوطني والاوضاع في المنطقة والاقليم وما يتوجب على العالم القيام بها تجاه تلك الاوضاع وانعكاساتها على الانسانية جمعاء في محور آخر.
وعلى مدار سبعة ايام تقريبا، أجرى جلالة الملك زهاء (32) لقاء ومشاركة في اجتماعات وقمم، قدم من خلالها جلالة الملك الرؤية الاردنية تجاه ما يجري في المنطقة والعالم، وخصوصا الملف المتعلق بالتطرف والارهاب وعصاباته في العالم.
وعكس الحراك الملكي، حرص جلالة الملك على توثيق العلاقات الاردنية مع باقي الدول في مختلف المجالات وتقديم الفرص التي يوفرها الاردن كواحة امن واستقرار في المنطقة بمختلف المجالات، الى جانب وضع العالم في صورة الدور الذي يقوم به الاردن، ضمن الجهود الدولية لتحقيق السلم والامن الدولي، وما تفرضه تلك الجهود من تحديات تقتضي من دول العالم والمنظمات الدولية دعم الاردن.
وتكمن الاهمية الدولية للحراك الملكي بالنظرة الواضحة والشاملة التي تتضمنها رؤية جلالة الملك إزاء مختلف القضايا سواء من حيث التشخيص والوقوف على الاسباب والحلول المنطقية القائمة انهاء حالات ونقاط الصراع، وهي رؤية ثبت للعالم نجاعتها واهميتها.
والمتتبع للحراك الملكي، خلال الجولة الاخيرة الى مدينة نيويورك، فإن محاوره، تمثلت في تعزيز الحضور الاردني على الخريطة الدولية، من خلال التأكيد في جميع لقاءات جلالة الملك مع قادة الدول والمنظمات الدولية على ضرورة تعزيز التعاون وتوثيقها في مختلف المجالات، وتحديدا الاقتصادية.
الى جانب توجيه انظار العالم على الاعباء والتحديات التي تفرضها الاوضاع غير المستقرة في المنطقة وتحديدا الازمة السورية على الاردن، واهمية دعم الدور الاردني في مختلف الجوانب، ليتمكن من الاستمرار به، خصوصا فيما يتعلق باللجوء السوري، إذ بات اللاجئون السوريون يشكلون ما نسبته (20%) من سكان المملكة.
وسلط جلالة الملك خلال لقاءاته وخطاباته الضوء على حجم الأعباء المتزايدة التي يتحملها الأردن جراء استضافة اللاجئين السوريين، وضرورة قيام المنظمات الدولية والدول المانحة بتقديم المزيد من الدعم لتمكين الأردن من توفير الخدمات الإنسانية لهم.
الى جانب محور المتعلق بمحاربة التطرف والارهاب، الذي بات يهدد الانسانية جمعاء، وليس مقتصرا تهديده على منطقة او اقليم بعينة، ضمن رؤية اردنية عميقة، اضافة الى الاهتمام الاردني الدائم بالقضية الفلسطينية، والتي توصف بأنها أم القضايا، وان ايجاد حل عادل وشامل لها، سيكون له تداعيات ايجابية على كثير من القضايا التي يتحجج كثير من الخوارج والمتطرفين من بقاء ملف القضية الفلسطينية مفتوحا، مبررا لكثير من اعمالهم الارهابية وتصرفاتهم الانسانية، وهو ما حذر منهم الاردن دائما.
الرؤية الملكية لمحاربة الارهاب والتطرف، تقوم بالتأكيد على انه لا بديل عن إيجاد نهج شمولي وإدامة التنسيق الحثيث بين جميع الدول والشركاء، بأسلوب يأخذ بعين الاعتبار التهديد الذي تمثله مجموعات إرهابية متعددة على امتداد المنطقة. ونأمل بأن يؤدي هذا إلى تنسيق البرامج والجهود الموجهة لمحاربة التطرف، وتقديم الدعم الأمني ضمن استراتيجية موحّدة.
مع التذكير بانه ايضا «لا يمكننا التعامل مع هذا الخطر بمعزل عمّا يدور حولنا»، مشيرا جلالته الى انه «السماح للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالابتعاد أكثر فأكثر عن حل الدولتين يغذي قدرة المتطرفين على التجنيد. وعلى العالم بأسره آلا يصمت على انتهاكات حرمة المسجد الأقصى، والتي تؤدي بالضرورة إلى تقوية من يسعون لإشعال فتيل الصراعات الدينية».
وحملت الرؤية الملكية مضامين فكرية وعميقة لتحقيق الانتصار في معركة، حيث أكد جلالة الملك ان كسب العقول والقلوب هو التحدي الأكبر، لأنه يتطلب التعامل مع قضايا أساسية مرتبطة بمسائل الحكم الرشيد والفقر والشباب وإيجاد فرص العمل والتعليم على المدى القصير والمتوسط ومن خلال تحقيق الاستقرار في المنطقة بأسرها، ومنح الناس الأمل بدلا من الخوف والدمار.
وحملت الرؤية الاردنية تقديما واضحا لحقيقة الاسلام وترسيخ حقيقة ديننا الحنيف وحمايته، وهو ما يقتضي ان تكون المعركة ضد الارهاب والتطرف هي معركة الامة الاسلامية جمعاء، مع تأكيد جلالته انه رغم أن هذه الحرب تدور رحاها في ميادين القتال، إلا أنها لن تحسم إلا في ميادين الفكر.
كما حضرت على اجندة الحراك الملكي الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الحرم القدسي الشريف، والتي حذر جلالته من انه سيكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، والتأكيد على مواصلة جهود إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين والقرارات الدولية، وبما يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وباستعراض للقاءات الملكية، فإن جلالة الملك التقى ملك اسبانيا فيليب السادس و رئيسة كوسوفو عاطفة يحيى آغا، ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو والرئيس النمساوي هاينز فيشر ورئيس وزراء ألبانيا إيدي راما و رئيس الغابون، علي بونغو أونديمبا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي و رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام والرئيس الأوغندي، يوري موسفني والرئيس البولندي أندري دودا و الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد والرئيس السنغالي ماكي سال والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس المالي، إبراهيم أبو بكر كيتا.
كما التقى جلالة الملك رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الأثيوبي هيلا مريم ديسالين و رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي و العاهل الهولندي الملك وليام اليكساندر ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ووزير الخارجية الأميركي جون كيري و رئيس البوسنة دراغان كوفيتش والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي و رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.
وبالاضافة الى الخطاب الشامل ، الذي القاه جلالة الملك في الجلسة العامة لاجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي قدم خلاله جلالة الملك رؤية اردنية هاشمية لحالة عدم الاستقرار التي يشهدها العالم، والتي جاءت ضمن خطة تحمل سبعة مقترحات.
كما شارك جلالة الملك عبدالله الثاني مع قادة الدول ووزراء الخارجية، في قمة لبحث جهود التحالف الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب وعصاباته في العالم يستضيفها الرئيس الأميركي باراك أوباما .
كما شارك جلالة الملك عبدالله الثاني، بحضور الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون و قيادات اعمال امريكية ودولية، في اجتماع ضمن مبادرة كلينتون العالمية، خصص لبحث دعم الأردن في مواجهة أعباء استضافة اللاجئين السوريين، حيث استعرض جلالته تداعيات اللجوء السوري على الدول المستضيفة، في قطاعات التعليم والصحة والمياه والبنية التحتية والخدمات البلدية والطاقة في الأردن، الذي يستضيف اليوم أكثر من 4ر1 مليون لاجئ سوري.
وبالمقابل، تناول جلالته أهمية جذب الاستثمارات للمملكة فيما يتعلق بمشكلة اللاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة، لتمكينها من مواجهة التحديات الاقتصادية، وللتخفيف من عبء اللجوء السوري، وهو ما اشار اليه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بالتأكيد أن الأردن يقوم بدور مهم نيابة عن المجتمع الدولي في تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين، داعيا لمساعدة المملكة في هذه الجهود، وضمان عدم تأثيرها على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين الأردنيين.
كما التقى جلالة الملك القائمين على مصنع شركة وست ويرد للأدوية المملوكة لشركة أدوية الحكمة الأردنية في شيري هيل، بولاية نيوجيرسي، حيث تناول الاجتماع فرص تعزيز قدرات هذا القطاع الحيوي في الأردن، والذي تعمل فيه عدد من الشركات الرائدة، بكفاءات أردنية، ما مكنها من حصد مكانة إقليمية وعالمية مرموقة في صناعة الدواء.
وركز الخطابان الذي القاهما جلالة الملك في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، وفي قمة لبحث جهود التحالف الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب وعصاباته في العالم، على تشخيص الحالة والتحذير من تبعات عدم عدم النجاح، ضمن رؤية اردنية هاشمية شاملة وجامعة.
وأكد جلالة الملك ضرورة ان يكون هنالك نهج شمولي بنظرة أوسع وخطة عملية للقضاء على هذا التهديد بشكل نهائي، بالإضافة إلى الحاجة إلى حلول سياسية جامعة تشمل كل المكونات لمعالجة التحديات التي نواجهها(...) والتصدي بشكل أكثر فاعلية لمسألة استمرار تدفق المقاتلين الأجانب، وإغلاق قنوات الدعم لعصابة داعش الإرهابية عبر بعض المناطق الحدودية».
وحمل خطاب جلالة الملك في الجلسة العامة للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة رسالة اردنية هاشمية للعالم لتقويض قوى الظلام ، رسالة مرتكزة على تشخيص لتفاصيل الواقع العالمي ضمن رؤية استشرافية حملت في مضامينها حلول واقعية مستندة الى المسببات الحقيقة لحالة الخطر الذي يتهدد العالم والانسانية.
فسبعة مقترحات، تضمنها الخطاب الملكي، تحمل في ثناياها تشخيص لواقع الازمة العالمية، من جهة الاسباب والمسببات وتقديم صورة واضحة لفكر «الخوارج» والمتطرفين، واليات مواجهة هذا الفكر والقضاء على اصحابة، بما يضمن سلامة الانسانية على مختلف الاديان، والتي تعظم فيها الجوامع على الفوارق، بما تحمله من قيم مشتركة، من محبة وسلام وعدل وتراحم.
ودق جلالة الملك ناقوس الخطر إزاء تهديد المتطرفين في جميع انحاء العالم ودوافع ما وصفهم جلالته بـ»الخوارج»، والذي يتطلب مواجهته، ليس جهدا فرديا او من قبل مؤسسات، بل يتطلب تضافر جهود الانسانية جمعاء، خصوصا ان جزءا رئيسيا من هذه الحرب العالمية الثالثة تدور رحاها في ميادين الفكر، ما يتطلب ان «نوحد الصفوف كمجتمع إنساني في هذه الحرب»، كما جاء التاكيد الملكي.في الخطاب.
الخطاب الملكي جاء شاملا ومفصلا، ليس فقط من جهة تشخيص الواقع والمخاطر المحدقة، وتلك التي ينذر فيها واقع الحال، إنما الخطر الذي يواجه المستقبل، بل تضمن الخطاب حلولا واقعية قابلة للتنفيذ، شريطة توفر الارادة الدولية والادراك العميق للخطر، والذي عبر عنه خطاب جلالته.
التوصيف الملكي لما يجري بانها حرب عالمية «ليست بين الشعوب أو المجتمعات أو الأديان، بل هي حرب تجمع كل المعتدلين، من جميع الأديان والمعتقدات، ضد كل المتطرفين من جميع الأديان والمعتقدات»، هي رسالة بان المسؤولية جماعية، وان الحل يتمثل في إكتمال حلقات المشهد الانساني القادر على رسم مستقبل يسوده السلام والرحمة والمحبة.
الحراك الملكي، خلال الايام الماضية، تجسدت محاوره في ابعاد متنوعة منها ما يتعلق بمسيرة الوطن التنموية وتقديمها للعالم، من خلال تقديم الانجازات والفرص المتاحة وهو ما تضمنه محاور اللقاءات والمشاركات التي قام بها جلالة الملك مع رؤساء الدول والقادة وفي القمم التي شارك بها جلالته، الى جانب تقديم الرؤية الاردنية إزاء تحقيق حالة الاستقرار والامن في المنطقة والاقليم والعالم.