قصة فيلا في الزمالك تسكنها الأشباح: قُتل فيها «شيكوريل» وعاش بها عزت أبوعوف مع العفاريت
يعرف سكان ومريدي وسط البلد محلات شيكوريل، كأحد العلامات التاريخية التي مرّ على تأسيسها حوالي 138 عامًا، حيث اسستها عائلة شيكوريل عام 1887 ورأس مجلس إدارتها «مورنيو شيكوريل» عميد العائلة، وكان رأسمال الشركة 500ألف جنيه، وعمل بها 485 موظفاً اجنبيًا، و142 موظفاً مصرياً
انتقلت الإدارة بالوراثة إلى الأبناء، كانوا ثلاثة، كبيرهم يدعى سلامون شيكوريل، الذي قتل بعد أن اقتحم لصوص بيته وشرعوا في تخدير زوجته، وعندما حاولوا تخديره قاوم، فقاموا بقتله. كان ذلك عام 1927، تحديدا في صباح يوم 4 مارس، حسب رواية مجلة المصور، التي أشارت إلى أن «أربعة أشقياء قاموا باقتحام منزله، فوثبوا على زوجته، وأوثقوها بعد أن وضعوا على فمها مادة مخدرة، ثم هجموا على الزوج، فقتلوه، وسرقوا المجوهرات من الدرج، وفروا هاربين».
وتضيف المجلة في روايتها أن «الخدم أخطروا البوليس بالأمر، الذي تعقب الجناة، وحامت الشبهة حول سائق سيارة الخواجة شيكوريل، فقبض عليه وفي صبيحة اليوم التالي كان الجناة كلهم –وهم أربعة- في قبضة البوليس، وقد اعترف المجرمون بجرمهم، وعثر المحققون على المجوهرات التي كان السائق قد أخفاها في منزله».
ثلاثون عامًا مروا بعد واقعة القتل، ليحل عام1957، وتسكن الفيلا عائلة أبوعوف، بعد أن اشترى الأب العقار من ملاكه وقتها، ليكونوا على موعد مع أحداث غريبة شاهدوها بأعينهم تدور داخل جدران الفيلا، لمتكن في الحسبان، وربما ظنوا وقتها أنها محض أوهام، وخيالات عادية تمر أمام أعينهم، لأنهم لميكونوا بعد قد اعتادوا المكان بأجوائه المختلفة، إلا أنتكرار المشهد مع كل أفراد العائلة، وحتى الزوار من الخارج، دفعهم للتأكد أن ثمة شيء مريب يحدث داخل الفيلا، وأن شخصا ما يشاركهم المكان بشكل أو بآخر.
كان سن عزت أبوعوف -الابن الأكبر- وقتها 8 سنوات، بحسب روايته التي قالها للمذيعة شافكي المنيري في إحدى لقاءاتهما في برنامج القاهرة اليوم، عندما سألته: «أنت كنت ساكن في بيت فيه عفاريت زمان؟»، فأجابها بثقة: «أه»، مؤكدة أنها ظنت الرواية خيالية، بعد أن حكت لها الممثلة يسرا عن واقعة شاهدتها بنفسها في ليلة قضتها داخل فيلا صديقة عمرها مها أبو عوف.
تقول يسرا: «بعد أن تناولنا العشاء، وامتدت بنا السهرة، أصرت مها على أن أكمل الليلة معها، وبالفعل ارتديت التريننج سوت، ودخلنا معًا إلى حجرة نوم مها، وهات يا حكايات، حتى شعرنا بالرغبة فى النوم وكانت الساعة قد تجاوزت الثالثة فجرًا. أطفأنا الأنوار وتأهبت للنوم على سريري، وتوقف الحوار بيننا تمامًا، ولم يعد في المكان كله سوى صوت الصمت، الذي ملأ أركان الحجرة والفيلا، وفجأة بدأت أسمع صوت خطوات خارج الحجرة. أرهفت السمع، وتأكدت من أن صوت الخطوات واضح، بل كان واضحًا أن الصوت يقترب من حجرتنا بشدة. انتابني إحساس رهيب بالخوف لأنني كنت أعلم أنه لا أحد في الفيلا سوى أنا ومها، وحينها مددت يدى إلى سرير مها وظللت أوقظها وأنا أرتعد، حتى استيقظت وسألتها: الظاهر حد دخل الفيلا سامعة الصوت اللى أنا سامعاه؟ّ فردت مها بهدوء شديد: أيوه سامعة، بس ما تخافيش، نامي وبعدين بكره أحكيلك».
يضيف أبوعوف على حكاية يسرا: «أنا فاكر اليوم ده، وعايز أقولك إن يسرا نطت من الشباك، والله ما بهزر، وكانت بالبيجامة، وجريت لحد بيت خالتها في الشارع اللي جمبنا، أه والله».
يسرد عزت أبو عوف الرواية كاملة، قائلا: «لم نكن نعلم وقت شراء الفيلا، أنا شيكوريل قتل فيها، لكن بعد أن رأينا أشياءً تتحرك فيها، واتفقنا جميعا، حتى زوار المكان، على أن هناك شيء مريب يحدث داخلها، سألنا، وعرفنا بقصة مقتل شيكوريل».
لم يظهر على عزت أي علامات خوف أثناء روايته القصة أمام شافكي، مشيرًا إلى أنهم ظلوا مقيمين في الفيلا التي تقع في شارع سريلانكا بالزمالك، أكثر من 50 عامًا «لأن الشبح كان غير مؤذي بالمرة»، هكذا قال، مضيفًا: «كان راجل عنده حوالي حاجة وستين سنة، بيعدي أدامنا جوه الفيلا، بس عمر عينه ما جت في عين حد مننا».
تضطرب شافكي قليلا، وتبدأ في إظهار علامات التعجب: «يعني بيعدي من الطرقة وأنتم قاعدين!»، ليحكي لها عزت عن إحدى الوقائع التي مرت عليهم داخل الفيلا، على سبيل تأكيد معلوماته، ساردًا: «كنت أنا وأختي منى أبوعوف، كنا صغيرين، وفي الكونسرفتوار، وقاعدين بنلعب على البيانو سوا، وبنعمل نفس المقطوعة مع بعض في نفس الوقت. وكان البيانو بتاعنا محطوط في الصالون، ومضلمين الدنيا، وفي لمبة محطوطة فوق النوتة علشان نقرأ مع بعض، وفجأة وإحنا منهمكين، شيلنا إيدينا سوا، ولفينا بنبص على الباب اللي ورانا، لقينا في شخص واقف، وبيبص للبيانو، راحت أختى اتخضت، وجريت بشكل تلقائي ناحية الباب علشان تخرج، وشوفتها بعيني وهي بتحاول تبعده عن طريقها بإيدها، لكنها عدت من جواه، واتخبطت في الباب باندفاعها».
تكمل شافكي تساؤلاتها مندهشة: «كنت بتشوف بقى الببان اللي بترزّع، والنجفة اللي بتتحرك؟!»، فيجيبها عزت بكل هدوء، وبابتسامة: «لأ، لكن كنت ممكن أشوف برواز مايل، أعدله، أصحى ألاقيه تاني يوم مايل، ده غير إن أبويا لما كان يزعل أمي، تقع عليه دلفة دولاب، أو على رجله زهرية، بمجرد ما يزعلها».
سألته شافكي بتعجب مرة أخرى: «وفضلتوا عايشين جوه الفيلا دي؟! أنت بتتكلم عن القصة وكأنها حاجة لطيفة يعني!»، فأجابها: «في الأول كانت حاجة مرعبة، وكنا كلنا بجد بنخاف، ووالدتي وجدتي كانوا بيتخضوا خاصة ان اخواتي كانوا صغيرين وقتها، لكن بعد كده اتعودنا، خاصة إنه مكانش مؤذي بالمرة».