اقتناء الكلاب" في الأردن حاجة أم موضة؟
لم يعد "اقتناء الكلاب" في الأردن، مقتصراً على أغراض الحراسة، والتدريب العسكري، كما هو الحال في الأعوام الماضية، إذ بدأت مؤخراً، عائلات ثرية في إنفاق أموالها من أجل الحصول على "كلب مُدّرب"، تتجاوز مهمته الجلوس في المنزل.
جميل الشوحة (18 عاماً) واحد من أولئك الذين قرروا اقتناء كلب أطلق عليه اسم "أوريو"، يقول إنه وصل إلى درجة لا يستطيع العيش بدونه.
ويضيف للأناضول: "أعتبر وجوده ضرورة في حياتي، وليس موضة".
وينفذ "أوريو" أوامر صاحبه بسهولة، فيقفز على الفور، ويجلس ويلعب، وهو ما دفع أحدهم، لعرض مبلغ 2500 دينار (3500 دولار أمريكي) لشرائه، الأمر الذي رفضه الشوحة.
واستدرك بالقول: "سأرفض أي مبلغ (ثمناً له)، فهو صديقي الذي لا أستغني عنه".
وحول موقف ذويه من الاحتفاظ بكلبه، قال الشوحة إن أهله رفضوه في البداية، لكنهم سرعان ما تعودوا على وجوده، وصمموا له بيتاً خاصاً في حديقة المنزل.
وفي الأحياء الغنية شرقي الأردن، بدا لافتاً ازدياد ظاهرة "اقتناء الكلاب"، لدى الكثير من العائلات الثرية التي قال بعض أفرادها للأناضول، إن من وراء خطوتهم تلك، تعليم أبنائهم "الرفق بالحيوان".
وعلى نحو بالغ من الاهتمام، تقوم العائلات باصطحاب الكلاب في جولاتها، وتقديم الطعام والشراب الفاخر لها.
وفي حديقة منزله يحتفظ الشاب رامي الطاني، بكلبه الناصع البياض (صن وي)، مشيراً إلى أنه يحب وجوده، ويطعمه كل ما يشتهيه.
ويقول الطاني (18 عاماً)، وهو يلقي لكلبه كرة يلهو بها بحركات مدروسة، إن جيرانه لا يشكون من وجوده، مستدركاً: "جميعهم لديهم كلاب".
أبو بكر، صاحب الكلب "لوك"، يقول إن كلبه تلقى أفضل أنواع التدريب منذ أن كان جرواً، وبات بإمكانه القيام بحركات استعراضية، والتقاط الكثير من الأشياء بمهارة.
ويحظى "لوك" بمعاملة خاصة من صاحبه، إذ يأكل دجاجة مشوية كل يوم، إضافة إلى لحم العجل المطبوخ، ويرافقه في كافة جولاته.
ولأجل "لوك" يغير صاحبه أثاث البيت الذي يتعرض لتلف، مضيفاً: "لا مشكلة لدي، المهم أن يأخذ هو راحته".
وفي أحد المراكز المتخصصة برعاية الكلاب والحيوانات الأليفة، تقول الطالبة الجامعية، نور الكيالي: "لا أرى أية موضة بالاعتناء بهذه الحيوانات التي لا تؤذي، وهي ضرورية لحراسة البيت، كما أن الرفق بالحيوان مهم جداً".
ويقول علاء شحادة، الطبيب البيطري، صاحب مركز متخصص في رعاية الكلاب والحيوانات الأليفة، للأناضول: "اقتناء الكلاب ضرورة كبيرة جداً، فهي تساعد في تهذيب سلوك الأطفال في البيت، وربما الحديث على أنها موضة كان يمكن قوله في السبعينيات عندما كان ذلك حكراً على الأثرياء، أما الآن فهي ليست كذلك فالفقير يشعر بحاجتها قبل الغني".
وبحسب شحادة، فإن عدد المراجعين لمركزه في اليوم الواحد يصل إلى سبعين شخصاً ممن يأتون لعلاج حيواناتهم وتنظيفها، وشراء حاجياتها الأساسية.
من جهته، يوضح منذر الرفاعي، مساعد أمين عام وزارة الزراعة للثروة الحيوانية، أن هناك ثلاثة أنواع من الكلاب في البلاد، من حيث نمط التربية، وأولها الحيوانات المدللة لطبقة معينة من المجتمع كهواية، والثانية لحراسة الأغنام والبيوت لمربي الثروة الحيوانية، والأخيرة الكلاب "الضالة".
ويُبين للأناضول أن دور الوزارة يكمن من ناحية الصحة الحيوانية، عبر تأمين المطاعيم والعلاجات.
ويتابع: "الكلاب التي يجري شحنها من دول أخرى تدخل البلاد بموجب شهادات صحية، وجوازات وكل ما يحتاج من متطلبات عالمية لنقل الحيوانات الأليفة بين الدول".
وعن متابعة الكلاب المرخصة والشكاوى، ذكرت شتورة العدوان، مديرة دائرة رعاية الحيوان في أمانة عمان الكبرى، أن مديريتها "تلقت خلال عام 2014 نحو 732 شكوى إزعاج، و419 شكوى مماثلة منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية يوليو/تموز الماضي".
واعتبرت العدوان للأناضول أن قانون الترخيص للكلاب غير ملزم، وأن عدد المرخصين عام 2014 هو 94، فيما بلغ عددهم 61 منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية يوليو/ تموز الماضي. /