آخر الأخبار
  بلدية الزرقاء تتحرك قانونياً ضد المتورطين بسرقة المناهل   وزير المياه: الموسم المطري أفضل من العام السابق   تخريج دفعة جديدة من كتائب الشرطة المستجدين   "ديوان المحاسبة" 2024: 609 ملايين دينار كلفة الإعفاءات الجمركية   التربية: تدفئة 1249 قاعة امتحانية استعدادا للتوجيهي في الأجواء الباردة   مذكرة نيابية تطالب بدعم "النشامى" من مخصصات الترويج السياحي   استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية الخميس والجمعة   الصبيحي: 52 ألف موظف حكومي أحيلوا للتقاعد المبكر منذ 2020   دوام الضريبة السبت لتمكين المكلفين من التسديد قبل نهاية العام   ارتفاع الصادرات الأردنية لسوريا إلى 203 ملايين دينار   النواب يحيل تقرير ديوان المحاسبة إلى اللجنة المالية   إنخفاض فاتورة الأردن النفطية إلى 2.173 مليار دينار خلال 10 أشهر   نمو الصادرات الوطنية بنسبة 7.6% خلال 10 أشهر   حسان في مطرانية اللاتين: بهذا الحِمى الطاهر تجتمعُ القلوبُ على المحبةِ والإيمان   الأردنيون تحدثوا 7.3 مليار دقيقة هاتفية في 3 أشهر   القاضي يوجّه كتاباً لـ حسان بخصوص إحالة موظفي الأمانة للتقاعد المبكر   سوريا تلقي القبض على مهرّب مخدرات إلى الأردن   محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية   ما حقيقة شطب نصف قيمة مخالفات السير؟   بالفيديو امام وزير الداخلية ضرورة ملحة للتدخل في جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان

أطفال يذهبون ضحايا استهتار آباء ودعوات للتشدد بقضايا الإهمال

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

بعد نحو شهرين من إنقاذ شقيقين من موت محتم بعد أن ترك والداهما لهما في السيارة لعدة ساعات في إربد، لقي طفل يبلغ من العمر 4 أعوام حتفه ظهر أمس بعد أن 'تركه والده في السيارة وحده في منطقة الأغوار'.
وقال مصدر أمني إن 'طفلا يبلغ من العمر 4 أعوام لقي حتفه اختناقا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، بعد أن تركه والده في سيارة مغلقة'.
وقال المصدر إنه 'لم يتم توقيف الأب، خصوصا أنه لا وجود لشبهة جنائية في الواقعة'، مرجحا أن 'يتم استدعاؤه لاحقا من قبل المدعي العام'.
وحذر الأهالي من 'خطورة ترك أطفالهم وحدهم في المركبات ولو لفترة قصيرة لا تتجاوز الدقائق'، موضحا أن 'ترك الأطفال قد يتسبب بنتائج كارثية، كتعريضهم لضربات الشمس، وارتفاع درجات الحرارة وفقدان الوعي فضلا عن خطر الموت'.
وبين أنه 'غالبا ما يعتقد الأهل أنهم يستطيعون قضاء احتياجاتهم وترك أطفالهم لمدة قصيرة في المركبة، لكنهم في الواقع يمضون وقتا أطول بعيدا عن الأطفال، فضلا عن إمكانية تعرض الأطفال لمخاطر عدة أثناء غياب الأهل'.
ودعا المصدر المواطنين إلى ضرورة تبليغ الجهات الأمنية على وجه السرعة في حال ملاحظتهم وجود أطفال محتجزين في المركبات، خصوصا في ظل ضعف القدرة البدنية لديهم على تحمل ارتفاع درجات الحرارة في المركبات.
وحول عدد الحالات التي يتم تسجيلها سنويا للأطفال الذين يتم تركهم في المركبات، قال المصدر: 'لا توجد أرقام دقيقة في هذا الصدد، لكن يتم تسجيل عدة حالات مماثلة سنويا، غالبا ما يتم إنقاذهم من قبل المارة الذين يلجأون إلى كسر نوافذ المركبة أو تبليغ الجهات الأمنية'. 
وتعرض في نيسان (أبريل) الماضي طفلان يبلغان من العمر عاما ونصفا، وعامين ونصفا لغيبوبة وارتفاع في درجات الحرارة، بعد أن تركهما ذووهما لمدة 3 ساعات للتسوق، حيث أقدم المارة في الشارع على كسر زجاج السيارة بعد أن لاحظ أحدهم علامات إعياء على ملامح الطفلين، وتم تحويلهما إلى أحد المستشفيات، ولاحقا تم تسليمهما إلى ذويهما الذين تعهدوا بعدم تركهم مجددا.
وفي العام الماضي، تعرضت سيارة مواطن سعودي للسرقة كان داخلها طفل، فيما كانت الأسرة تتسوق داخل أحد المحال التجارية، غير أن السارق وبعد إدراكه لوجود طفل في المركبة، أوقفها وترك الطفل على قارعة الطريق.
كما توفي طفل (4 أعوام) حرقا في العام 2013، بعد أن تركه والداه في السيارة مع شقيقه التوأم لمراجعة المركز الصحي في مدينة الرمثا، فيما أصيب الأخ الآخر بحروق بالغة. 
وفي هذا الصدد يقول الاختصاصي النفسي باسل الحمد إن 'غالبية حالات ترك الأطفال وحدهم في المركبات يمكن تفسيرها على أنها إهمال وعدم إدراك لمخاطر هذا السلوك'، مبينا أن 'نسيان الطفل يكون في حالات نادرة جدا، لكن يتم استخدام هذا المبرر كوسيلة لتخفيف الشعور بالذنب أو الإفلات من العقاب'.
وتابع الحمد أن 'النسيان في حال ثبت فإنه غالبا ما يدل على اختلال نفسي واختلال في العلاقة بين الأهل والطفل، كأن يكون هناك شعور بالتعب والملل من تحمل المسؤولية لدى الأهل، أو عدم القدرة على توفير الرعاية الكاملة للأطفال'.
من ناحيته، يبين مستشار الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان أن 'ترك الأطفال في السيارة إنما هو شكل من أشكال الإهمال الرائجة'. 
وتابع جهشان أن 'ترك الطفل لوحده في مركبة دون مرافق ولو لبضع دقائق يتضمن مجازفة تهدد حياته بالموت بسبب ارتفاع الحرارة داخل المركبة، أو تعرضه لمخاطر تتراوح ما بين الاختناق بسبب التقيؤ، إلى خطفه أو سرقة المركبة وهو في داخلها، وتشكل كل واحدة من هذه المخاطر المحتملة شكلا من أشكال 'إهمال الأطفال'.
وتعاقب المادة 289 من قانون العقوبات' كل من ترك قاصراً لم يكمل الخامسة عشرة من عمره دون سبب مشروع أو معقول ويؤدي الى تعريض حياته للخطر، أو على وجه يحتمل أن يسبب ضررا مستديماً لصحته، يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة، وتكون العقوبة الحبس من سنة إلى ثلاث سنوات إذا كان القاصر لم يكمل الثانية عشرة من عمره'.
ورأى جهشان أنه 'إذا أدى ترك الطفل في المركبة إلى وفاته فإن هذا الحدث يشكل الأركان الكاملة لجريمة (القتل من غير قصد)، والتي يعاقب عليها قانون العقوبات الأردني بالمادة (343) بنص واضح وجلي لا مجال لتجاوزه: 'من سبب موت أحد عن إهمال او قلة احتراز او عن عدم مراعاة القوانين والأنظمة، عوقب بالحبس من ستة أشهر الى ثلاث سنوات'. 
وبين أن 'هذه المادة واجبة التطبيق، وكون المتسبب هو أحد والدي الطفل أو أحد أقاربه فلا يبرر ذلك عدم تطبيقها، وقد تخفف العقوبة بإسقاط الحق الشخصي كون الجاني والمجني عليه من أسرة واحدة، إلا أن الحفاظ على حقوق الطفل يتطلب أيضا إجراء تعديل تشريعي يمنع إسقاط الحق الشخصي داخل الأسرة حتى وإن كان التسبب بالقتل من غير قصد'. 
وزاد 'على الرغم من تكرار وفيات الأطفال هذه، الا أن هناك غموضا في دقة الإجراءات القانونية في التعامل معها، بسبب التعاطف مع الأسرة بفقدان طفلها، وقد تدرج هذا الوفيات تحت تصنيف 'الوفيات العرضية' أو 'الوفيات الطبيعية'، ويتم تجاوز كونها حقيقةً 'قتلا من غير قصد'.
لكن جهشان رأى ان هذا التعاطف 'يشكل انتهاكا صارخا لحق الطفل بالحياة كما في اتفاقية حقوق الطفل، وأن التراخي في التعامل مع هذا الحدث كونه 'جريمة قتل من غير قصد' سيفقد القانون قوة ردعه، لأن تطبيق هذه المادة الواردة في قانون العقوبات يشكل ردعا عاما يوصل رسالة لعامة المواطنين تحذر من مثل هذه الأفعال التي تهدد حياة الأطفال، تحت طائلة المساءلة القانونية'.
وفي وقت تغيب فيه أي معلومات حول عدد الأطفال ضحايا الوفاة داخل المركبات، تبين دراسة أميركية أنه في الولايات المتحدة فقط يتوفى 38 طفلا سنويا إثر سكتات قلبية أو ارتفاع درجات الحرارة عند تركهم لوحدهم في السيارات، وغالبية هؤلاء الأطفال دون سن الخامسة.
وبحسب الدراسة، فإن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لهذه الحوادث، لأن حرارة أجسامهم قد ترتفع بسرعة أكبر بخمس مرات من حرارة جسم البالغين، إذ إنه عندما ترتفع حرارة جسم الطفل إلى 40 درجة مئوية، تتوقف بعض أعضائه الرئيسية عن العمل، وقد يؤدي الارتفاع إلى 41.7 درجة إلى وفاة الطفل.