آخر الأخبار
  “الأمانة” تنذر موظفين بالفصل - (أسماء)   غرامة من (5 إلى 15) دينارًا للمدخن في حرم الجامعات الأردنية - تفاصيل   كلية التدريب المهني المتقدم في الأردن تحتفل بتخريج المشاركين والمشاركات في مشروع "القبس (2)" في العقبة   خط جديد للباص السريع يربط الزرقاء بعمان   وزير الدولة لتطوير القطاع العام:"الحكومة لن تستغني عن أي موظف"   عمان الأهلية تنظم فعالية توعوية " كونوا بخير" ضد السرطان   قرار خفض الفائدة في الأردن يدخل حيز التنفيذ   تصادم وتعطل مركبات ومناطق تشهد تشكلاً للضباب   تقارير : تجميد أموال الاسد في روسيا وأسماء تطلب الطلاق   قرارات مجلس الوزراء   الفصائل الفلسطينية تبشر بخصوص وقف إطلاق النار في قطاع غزة   الجيش يحبط محاولة تسلل طائرة مسيرة من الواجهة الغربية   لم يكلف نفسه عناء تحذير أقاربه أو اشقائه .. تفاصيل جديدة حول هروب "المخلوع" بشار الاسد من سوريا   تفاصيل حالة الطقس حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة للأردنيين   حسان دون موكب أو حرس داخل ناديه الرياضي (الجيم)   إعلان هام لمستخدمي "الباص السريع" حول ساعات عمله   هل أصيب أي أردني بحادثة الدهس بسوق عيد الميلاد شرقي ألمانيا؟ بيان صادر عن "وزارة الخارجية" يجيب ..   إعلان هام للسوريين المتواجدين في الاردن الراغبين بالعودة الى سوريا   وزارة الصحة الاردنية: هذا الخبر عارٍ عن الصحة   الحكومة: توسيع شبكة الغاز لتشمل المدن الصناعية كافة قريبا

الملك عبدالله يروي أسرار اليوم الأخير في حياة الملك حسين.. السرطان انتشر في كل جسمه والقلب لم يتوقف عن النبض

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

روى جلالة الملك عبدالله في كتابه “فرصتنا الأخيرة” عن يوم وفاة المرحوم الملك الحسين بن طلال وعن مراسم جنازته “جنازة القرن”.. وتالياً ما رواه الملك:

في المستشفى أمضينا الليل بطوله نتداور الوقبة بجانب سريره. لم يكن هناك سوى عائلته المباشرة: نور، والدتي، زوجتي، اخوتي وأخواتي، وبعض ابناء عمي.

في ساعة متأخرة من الليلة التالية، والعائلة كانت لا تزال مجتمعة حوله، طلب أحد الاطباء أن يكلمني على حدة. قال لي إن السرطان انتشر في كل أنحاء جسمه بأسرع مما كان أحد يتوقع، ولم يعد هناك ما يستطيع الطب أن يفعله، غلبني الحزن ومررت لبضع ثوان فيما يشبه الانهيار، ثم عدتُ إلى غرفته وأخبرت العائلة بما قيل لي. ومعاً ودعنا رجلاً شجاعاً يعجز الكلام عن وصف قوة ارادته، رجلا أحببناه، أحببناه كثيراً.

قال الاطباء انهم يتوقعون أن ينتقل إلى رحمته تعالى تلك الليلة ولكنه بقي على قيد الحياة حتى وقت متأخر من صباح اليوم التالي.

طالما عُرف عن والدي قوة قلبه. وظل هذا القلب الكبير ينبض لم يتوقف إلا بعد أن استسلمت بقية أعضاء جسمه.

حُدد يوم الجنازة في اليوم التالي، الثامن من شباط/ فبراير من العام 1999. كان يوما غائما وقد بدأ الرذاذ يتساقط خفيفا، قال بعض الأردنيين انه “حتى السماء تبكي الملك الحسين”.

لم يعرف اكثر الأردنيين ملكا غير الحسين، ومِن هنا كانت وفاته حزنا وأسى شخصيين للمواطنين الذين شعر كل منهم بأنه فقد فردا من أفراد عائلته لا فقط رأس الدولة.

مئات آلاف المشيعين الذين اذهلهم غيابه غصت بهم شوارع العاصمة فيما كانت سيارة مدرعة تحمل الجثمان المجلل بالعلم الاردني والمحاط بأكاليل الزهر، إلى قصر رغدان حيث مثواه الأخير.

كان المشيعون على طول الطريق، ما أن يرون الجثمان يقترب منهم حتى يندفع نحوه منتحبين ومولولين، ومحاولين التقاط لمحة من النعش او لمسه.

وراء النعش كان يسير حرس الشرف ورجل يقود وراءه حصان والدي الأبيض، المفضل لديه من بين احصنته. واحتراما لذكرى والدي فإن احدا لم يركب الحصان (واسمه عمرو) بعد وفاته.

في باحة القصر كان جمعا استثنائي من قادة العالم ينتظر لتقديم التعازي والتعبير عن الاحترام والتقدير. لقد جمعت الجنازة، التي اطلق عليها احدهم “جنازة القرن”، خليطا من القادة العالميين الذين لا يجمع بينهم جامع، والذين لم يحدث أن التقوا معهم من قبل في أي مناسبة عالمية.

بعض القادة المعزين كانوا يخوضون حربا الواحد ضد الاخر، ومنهم من حاول قتل خصمه. لكن تقديرهم واحترامهم لوالدي جمعناهم في جنازته.

حضر مراسم التشيع الرئيس المصري حسني مبارك، ولي العهد السعودين آنذاك، الأمير عبدالله بن عبد العزيز، الرئيس السوري حافظ الاسد، ولي العهد المغربي، آنذاك، الامير محمد، الرئيس ياسر عرفات، وسيف الاسلام القذافي ابن القائد الليبي معمر القذافي.

كان هناك ايضا الرئيس الأمريكي كلينتون مصحوبا بالرؤساء السابقين جورج بوش الأب وجيمي كارتر وجرالد فورد، والرئيس الروسي بوريس يلتسن، والامير شارلز، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.

وكان هناك أيضا رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وخالد مشعل، الذي حاول نتنياهو اغتياله قبل ئذ بأكثر من عام.

في المجموع جاء إلى عمان لتقديم التعازي بوالدي والتعبير عن احترام بلادهم وتقديرها له، قائدا ورجل سلام، ممثلو خمس وسبعين دولة من نواحي الأرض الاربع.

داخل القصر كان جثمان والدي مُسجّى يحيط به الحرس الملكي. وقف إلى جانب الجثمان حرس الشرف من الشراكسة، الشعب المسلم الذي هاجر قسم منه إلى الاردن من القوقاز في القرن التاسع عشر. أخلص هؤلاء لوالدي على مدى عقود من الزمن، وهاهم الأن يحرسون جثمانه في رحلته الأخيرة.