آخر الأخبار
  بلدية الزرقاء تتحرك قانونياً ضد المتورطين بسرقة المناهل   وزير المياه: الموسم المطري أفضل من العام السابق   تخريج دفعة جديدة من كتائب الشرطة المستجدين   "ديوان المحاسبة" 2024: 609 ملايين دينار كلفة الإعفاءات الجمركية   التربية: تدفئة 1249 قاعة امتحانية استعدادا للتوجيهي في الأجواء الباردة   مذكرة نيابية تطالب بدعم "النشامى" من مخصصات الترويج السياحي   استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية الخميس والجمعة   الصبيحي: 52 ألف موظف حكومي أحيلوا للتقاعد المبكر منذ 2020   دوام الضريبة السبت لتمكين المكلفين من التسديد قبل نهاية العام   ارتفاع الصادرات الأردنية لسوريا إلى 203 ملايين دينار   النواب يحيل تقرير ديوان المحاسبة إلى اللجنة المالية   إنخفاض فاتورة الأردن النفطية إلى 2.173 مليار دينار خلال 10 أشهر   نمو الصادرات الوطنية بنسبة 7.6% خلال 10 أشهر   حسان في مطرانية اللاتين: بهذا الحِمى الطاهر تجتمعُ القلوبُ على المحبةِ والإيمان   الأردنيون تحدثوا 7.3 مليار دقيقة هاتفية في 3 أشهر   القاضي يوجّه كتاباً لـ حسان بخصوص إحالة موظفي الأمانة للتقاعد المبكر   سوريا تلقي القبض على مهرّب مخدرات إلى الأردن   محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية   ما حقيقة شطب نصف قيمة مخالفات السير؟   بالفيديو امام وزير الداخلية ضرورة ملحة للتدخل في جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان

خبر سيـــئ للأردنييــــــن .. وعمان تستعد لأسوأ الاحتمالات

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

حالة الاستنفار التي دخلت فيها قوات «جبهة النصرة» بمحيط مدينة درعا السورية فرضت خلال الساعات القليلة الماضية إيقاعا أمنيا متحفزا على واجهة الحدود الشمالية الأردنية استعدادا للهواجس التي تنقلها الأنباء والأخبار عن استعداد قوات تنظيم «الدولة الاسلامية» المعروف اعلاميا بـ»داعش» للعبور إلى السويداء. 

نقطة السويداء كانت تحت الرقابة الأردنية طوال الأسابيع الأربعة الماضية لأن أطرافها الجنوبية مشتبكة مع شمال درعا التي تتواجد فيها قوات للمعارضة السورية أما مصنفة بأنها «ليست عدوا» كـ»جبهة النصرة» أو مصنفة بالصداقة كالكثير من فصائل الجيش الحر.

في المستويات العميقة في الدولة الأردنية ينظر للسويداء تحديدا باعتبارها الفاصل الجغرافي الأهم بين درعا وقوات «تنظيم الدولة» بالتالي هي فاصل أول عن حدود درعا الملاصقة للأردن.

وبالنتيجة تصادق الهواجس والسيناريوهات الأمنية على اقتراب قوات «داعش» من مسافة الأمان باتجاه الأردن جنوب سوريا، خصوصا ان القوات نفسها باتت أقرب لصحراء تدمر وبالنتيجة يمكنها الاقتراب من درعا في محورين، وهو وضع استراتيجي تكتيكي عسكري يفرض مؤشرات الاستنفار بالنسبة لـ»جبهة النصرة» و»الجيش الحر» ويتطلب من الأردنيين بدورهم التهيؤ لكل السيناريوهات.

قياسا بما يحصل في الأنبار والرمادي باتت قوات «داعش» على مسافة كيلومترات من حدود الأردن الشمالية، وعبورها للسويداء التي لا يوجد فيها بالواقع قوة عسكرية نظامية سورية يمكنها التصدي لتكون قوات «داعش» وجها لوجه ولأول مرة في أقرب مسافة من درعا وبالتالي من الأردن.

السويداء بهذا المعنى مفصل مهم للأردنيين لا يختلف عن مفصل مدينة الرمادي في الأنبار، وهو وضع أمني وعسكري سبق ان حذرت منه العشرات من تقديرات الخبراء والمحللين.

إعلاميا وسياسيا تجنبت الحكومة الأردنية الخوض بالتفاصيل وبدا ان الأمر تختص به المؤسسات السيادية الأمنية فالتعزيزات العسكرية لحرس الحدود جنوب سوريا وغرب العراق متكاملة أصلا منذ أسابيع.

والوضع الأمني ينذر بالانفجار والمؤسسة الأردنية تعلن العداء أصلا لقوات «داعش» ولا تتوفر بين يديها مؤشرات قوية توحي بأن «داعش» سيتجنب الصدام مع الأردن أو العكس. بسبب حساسية المسالة يترك الملف للجهات المختصة في الأردن والقرار السيادي اتخذ باستمرار استراتيجية الدفاع بالعمق التي تحدث عنها الملك عبد الله الثاني علنا وعدة مرت. 

والفلسفة الاحتياطية الأردنية عبر عنها أيضا وعدة مرات الناطق الرسمي وزير الاتصال الدكتور محمد المومني عندما شدد على ان القوات الأردنية جاهزة للتصدي لأي محاولة لإيذاء الأردن أو اقتراب جماعات إرهابية من حدوده.

المومني في الوقت نفسه أشار إلى ان سياسة عمان لا زالت حصر المشكلات السورية داخل الحدود والأراضي السورية، لكن أوساطا مقربة من التيارات السلفية والجهادية تؤكد ان قيادة «داعش» في منطقة الرقة تحديدا والتي تعرضت لقصف الطائرات الأردنية عدة مرات يمثلها في الواقع قياديون أردنيون من الذين انضموا إلى «داعش».

على أساس الفلسفة الأردنية تراكمت القطيعة على مدار أسابيع بين الحكومة الأردنية والنظام السوري الذي حرص دوما على تحميل الأردن مسؤولية ما يحصل في درعا، خصوصا ان الحدود الأردنية السورية بأكملها مع فصائل المعارضة، ولا يوجد فيها تمثيل لأي من رموز الدولة السورية.

من هنا يحاول الأردن رسميا التفاعل مع معطيات الواقع المشتبك رافعا شعار منع عبور أي مسلح من سوريا أو العراق للحدود وفرض رقابة الكترونية شرسة، خصوصا في ظل التوقعات التي تقول ان عبور قوات «داعش» لمدينة السويداء يعني ترقب الاشتباك في محيط درعا الشمالي بين هذه القوات و»جبهة النصرة» ويعني بالمقابل خبرا سيئا للسلطات الأردنية.

مصدر مطلع هنا يبلغ «القدس العربي» بأن إمارة الرقة بين يدي مواطن أردني في الواقع، وبالتالي تتوفر عوامل نفسية وسياسية توحي بأن التمثيل الأردني في «داعش» قد يكون بصدد المزاودة على الجميع واتخاذ مبادرات أما صدامية أو تهيئ للصدام، هنا تحديدا يكمن التعقيد في المشهد.