جراءة نيوز - اخبار الاردن -
بدأت فعاليات "حوار الهاشمية" الثقافي الذي تنظمه عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الهاشمية بمحاضرة قيمة للأستاذ الدكتور مروان عبيدات أستاذ الدراسات الأمريكية بالجامعة الهاشمية/نائب رئيس الجامعة حول "المفاهيم المُلثّمة وخطاب العولمة"، بحضور الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة، وعدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وجمهور من طلبة الجامعة، وأدار المحاضرة الدكتور يوسف عليمات عميد شؤون الطلبة.
وبدأ الدكتور عبيدات محاضرته بالتعبير عن توقه الشديد للجلوس أستاذا ومحاضرا وباحثا وناقدا في شؤون الثقافة والعلم والمعرفة بعد أن أمضى زمناً حاملا عبء الشؤون الإدارية وهمومها، كما عبر عن شغفه بالبحث العلمي الذي يبقى ملازما للأستاذ الجامعي طيلة حياته.
وعَدَّ الدكتور عبيدات إن خطاب العولمة، خطاب هيمنة وسيطرة المركز الأمريكي-الغربي على ثقافات الشعوب الأخرى ولغتها وخصوصيتها، وأضاف أنه تم العبث بمفاهيم أساسية وراسخة في الوعي محاولة منها لتغيير دلالاتها بما يتفق وتوجهات المجموعة المُسيطرة من القوى السياسية والاقتصادية، وأحيانا يتم تداول المصطلحات والمسميات الأمريكية-الغربية كما ترد في وسائل الإعلام والثقافة دون أي تمحيص في معانيها فتصبح الوسائل الإعلامية مساهمة في تقبل الهيمنة ولو بشكل غير مقصود، وبيّن المحاضر خطورة المزج غير الواعي بين اللغة العربية-الانجليزية بدون
إتقان لأي منهما.
وأورد الدكتور عبيدات أمثلة عديدة تظهر تغلغل خطاب العولمة بالإعلام العربي الذي وقع فريسة للمصطلحات الجاهزة التي تدين بعض الشعوب وتصفها بأوصاف متوحشة وهمجية من وجهة نظر المركز المهيمن بحيث يصبح ضمن مفاهيمها أن المدافع عن حرية وطنه وسيادته متخلفا، مقابل الليبرالي المتحرر المستنير واسع الأفق القابل بخطابها كمسلمة حضارية لا يمكن نقدها أو المروج لها باعتبارها الحل الأنسب أو النموذج الأفضل آو الصورة الأكثر تقدما لمسيرة البشرية. مطالبا بتفكيك خطاب العولمة وإعادة اكتشافه وتفسيره والبحث في مراميه وتأثيراته.
وذكر في محاضرته عددا من المفاهيم المترادفة أو المختلفة للعولمة كالعالمية، والكوكبة، والأممية، وأوضح أن العولمة في المجمل أدت إلى السيطرة الأُحادية، وحوّلت العالم إلى سوقا استهلاكية كبرى للمنتجات الأمريكية الثقافية والمادية في: السينما، والإعلام، والموسيقى، والفن، والوجبات السريعة، والأدوات، والآلات، والأجهزة وفي كثير من الميادين والحقول.
وحذر الدكتور عبيدات من الانجرار خلف خطاب العولمة الذي يحمل الكثير من الوعود بالحرية، والديمقراطية، والعدالة، وضمان حقوق الإنسان، والمفردات المتعلقة به كالليبرالية والتعددية، تدعو بالظاهر للكثير من الاطمئنان والتعاون الحضاري والتواصل مع الآخر بغض النظر عن أية اختلافات عرقية أو دينية أو لغوية ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الدلالات السلبية غير الظاهرة. إضافة إلى سيطرة منطق القوة والاستغلال وإلغاء الآخر الرافض لشروط العولمة بحيث يصبح الرافض "وحشاً" من وجهة نظرها.
الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة شارك في الندوة بمداخلة أكد فيها على أهمية إقامة حوار تفاعلي مع الطلبة حيث أن هذه المحاضرة تعلن عن بدء حوار الهاشمية الحوار الثقافي العلمي التفاعلي، مبينا أن الجامعة أطلقت "حوار الهاشمية" الذي يعقد كل يوم اثنين، كما قدم ملاحظات حول الدور المطلوب من الأمة العربية والإسلامية في مواجهة العولمة والتقليل من آثارها السلبية، ودورها في سياق الحضاري الإنساني.
وقدم الدكتور يوسف عليمات أستاذ النقد في الجامعة الهاشمية/عميد شؤون الطلبة المحاضر قائلا إن الدكتور عبيدات مثقف أكاديمي، متخصص بالدراسات الأمريكية، وعمل أستاذا في عدة جامعات منها اليرموك، والهاشمية، والطفيلة التقنية، وجامعة الإمارات العربية، وجامعة قطر، وتقلد عدة مناصب أكاديمية منها عميدا لكلية الآداب، وعميدا لشؤون الطلبة، ومستشارا لرئيس الجامعة الهاشمية ثم نائبا له، ومشاركا في مؤتمرات عديدة، ومحرراً في عدة مجلات علمية محكمة، وبيَّنَ أن هذه المحاضرة تندرج في باب النقد الثقافي.