آخر الأخبار
  البدور يقوم بزيارة ليلية مفاجئة لطوارئ مستشفى السلط   إحالة 16 شخصا أثاروا النعرات الدينية والطائفية لمحافظ العاصمة   القوات المسلحة تُحّيد عدد من تجار الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للمملكة   الملك : كل عام وأنتم بألف خير وأردن الوئام ومهد السلام   وزير الصحة : 40 مليون دينار لسداد مديونية مستشفى الملك المؤسس خلال 6 أشهر   لا تسعيرة بعد .. وزير المياه يحسم الجدل حول سعر مياه الناقل الوطني   المصري مستغربًا: لماذا يتبع ديوان المحاسبة إلى الحكومة؟   الهميسات للنواب: مناقشة تقرير ديوان المحاسبة لا تسمن ولا تغني من جوع   النعيمات: كيف لرئيس ديوان المحاسبة مراقبة رئيس وزراء عينه دون مقابلة؟   المعايطة: انضمام المملكة في برنامج الدخول العالمي للولايات المتحدة سيكون له أبعاد سياحية إيجابية كبيرة للأردن   إيعاز صادر عن "رئيس الوزراء" .. وضريبة الدخل ستبدأ التنفيذ إعتباراً من صباح الاحد   بدء صرف 25 مليون دينار رديات ضريبية عن عام 2024 الأحد   بعد اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن .. الخارجية الاردنية تصدر بياناً   مساعدات اوروبية جديدة للأردن بقيمة 500 مليون يورو   بلدية الزرقاء تتحرك قانونياً ضد المتورطين بسرقة المناهل   وزير المياه: الموسم المطري أفضل من العام السابق   تخريج دفعة جديدة من كتائب الشرطة المستجدين   "ديوان المحاسبة" 2024: 609 ملايين دينار كلفة الإعفاءات الجمركية   التربية: تدفئة 1249 قاعة امتحانية استعدادا للتوجيهي في الأجواء الباردة   مذكرة نيابية تطالب بدعم "النشامى" من مخصصات الترويج السياحي

ما الذي أبكى طاهر المصري ؟

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

يستذكر رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري مسيرة حياته الاجتماعية والسياسية في مقابلة نشرتها يومية الرأي، نقتبس منها هذه القصة التي وصفها بالمؤلمة وأبكته :


القصة طويلة ولكنها كانت مؤلمة، ووقائعها ما تزال ماثلة امام عيني؛ بعد اقالة حكومة النابلسي في نيسان عام 1957 واعلان الأحكام العرفية، وحل البرلمان الذي كان يرأسه حكمت المصري، وُضع عمي حكمت قيد الإقامة الجبرية في منزله، وكذلك والدي وذات يوم لجأ مواطن إلى والدي طلباً للحماية فقبل، لكن رجل الامن المكلف على حراسة والدي في منزلنا احتجز ذلك المواطن، فانزعج والدي من ذلك التصرف، وعنف ذلك الشرطي الذي قدم شكوى بحق والدي، مفادها بانه شتم الملك، فتم على اثرها ايداعه السجن لمدة ثلاثة اشهر بحكم قضائي عسكري.


وخلال إقامة والدي في السجن، كنت أُحضر له طعام الإفطار بشكل يومي إلى داخل السجن، وكان عمري آنذاك 16 عاماً، ثم أعود أدراجي إلى مدرستي، فتحمّلت المسؤولية كوني كنت أكبر الأبناء سناً، ومضى الحال كذلك الى أن ذهبت يوماً كعادتي لإرسال الإفطار لوالدي، فلم اجده في السجن ولا حتى رفاقه المساجين، بحثنا وسألنا إلى أن عرفنا بأن تم ترحيله إلى سجن الجفر، وبعد ثلاثة أسابيع وبمناسبة الإعلان عن الاتحاد الهاشمي أطلق سراحه بعفو ملكي.


لم يمضي سوى يومين بعد عودته من الجفر حتى يتم استدعاءه مرة أخرى ، بحجة أنه لم يكمل مدة محكوميته الإولى وان العفو الملكي لم يشمله ، وبالفعل ذهب مخفوراً إلى السجن. وكنت في كل هذا أقف بجانبه وأعرف ما يدور في ذهـــن والدي ومضى للسجن ، وحين اخبرت والدتي لكي تعد له حقيبة الملابس بكت وتألمت لما حدث ، وشعرت بالظلم والقهر و دخلت إلى الحمام حتى لا تراني الوالدة وانا في هذا الوضع.



هل كانت المرة الوحيدة التي بكيت فيها؟


بالطبع لا؛ فقد بكيت بحرقة عندما تنحى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فكان التنحي صدمة بالنسبة لي وشعرت بأن عملاقاً قد هوى وان ما كنا نؤمن به ونسعى إليه قد إنهزم فجأة وبسرعة ، وآمنت أن مستقبل الامة العربية الى المجهول ، وبكيت ايضاً على وفاة اخي صفوت الذي قتل على يد صديق له بالخطأ عام 66، وبكيت كذلك عندما استشهد عمي ظافر في نابلس وهو رئيساً للبلدية. وبكيت بحرقة عندما توفي الملك حسين – رحمه الله.

هل يعني هذا أنك تعرضت لهزات ونكسات فوق قدرة احتمالك؟

المصري: لقد تعرض جيلنا لأحداث جسام، ومواقف مأساوية، وظروف قاسية، فالنكسات والنكبات وتشريد اللاجئين وتدفقهم بمئات الألوف بظروف قاسية ولجوءهم إلى المساجد والمدارس، وكذلك فقدان أعزاء سواء من الأهل أو من غيرهم، إنعكس على تفكيرنا وإسلوب حياتنا ومواقفنا. وكان البكاء رد فعل طبيعي على هذه الأحداث الفاصلة في حياتنا.