آخر الأخبار
  تحقيق: جنرالات الأسد يخططون لتمرد سينفذه 168 ألف مقاتل   "الأرصاد" : طقس بارد ومنخفض جوي يؤثر على الأردن السبت   تقرير المحاسبة: جرافة "الكرك" تسافر للصيانة وتعود بعد 4 سنوات "معطلة" في واقعة غريبة   منخفض جوي ماطر وطويل التأثير يبدأ السبت ويشتد الأحد والاثنين   تحديد موعدي شهري شعبان ورمضان فلكيا   حاويات ونقاط جمع نفايات لوقف الإلقاء العشوائي في المحافظات   ورقة سياسات: 3 سيناريوهات لتطور مشروع مدينة عمرة   الأردن استورد نحو 300 ألف برميل نفط من العراق الشهر الماضي   "وزارة التربية" تصدر تعليمات حاسمة لطلبة التكميلي وتحدد آليات الدخول للامتحانات   المعايطة: أعياد الميلاد المجيدة تمثّل صورة حضارية مشرقة للتعايش والوئام الديني وتبرز الاردن كوجهة روحية عالمية   نقيب الألبسة: استعدادات كبيرة لموسم كأس العالم عبر تصميمات مبتكرة لمنتخب النشامى   33328 طالبا يبدأون أول امتحانات تكميلية التوجيهي السبت   أمطار غزيرة وثلوج كثيفة في عدد من الدول العربية نهاية الأسبوع .. تىفاصيل   ابو علي: مباشرة صرف الرديات الاحد واستكمال صرف الـ 60% المتبقية خلال الاشهر الاولى من 2026   تنويه هام من التنفيذ القضائي الى جميع المواطنين   وفاة 3 أطباء أردنيين .. اسماء   وزير الداخلية يتفقد الأعمال الإنشائية في جسر الملك حسين   الخارجية: استلام جثمان المواطن عبدالمطلب القيسي وتسليمه لذويه   العدل: تنفيذ 2143 عقوبة بديلة عن الحبس منذ بداية العام الحالي   تعرف على تطورات المنخفض الجوي القادم إلى المملكة

بـيـن الـمـلـك والأمـيـر

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

كتب: أسامة الرنتيسي

   

أن يترك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بلاده في أوج الاحتفالات بالعيد الوطني والتحرير ويزور الاردن، فهذا يكشف عن عمق العلاقة بينه وبين جلالة الملك الذي أسرّ للصحافيين الاردنيين ــ بعد إلقاء كلمة الأردن في القمّة العربية في الكويت العام الماضي، وحضوره مباشرة من قمة دولية في سويسرا التي كان يحضرها أكثر من 50 زعيما ــ ان سبب حضوره السريع، هو التقدير العالي الذي يُكنّه لأمير الكويت.

  

قد تكون العلاقات الأردنية الكويتية من أكثر العلاقات العربية العربية حميمية، والعلاقة الشخصية بين جلالة الملك وأمير الكويت نموذجية إلى درجة لا يمكن للسياسيين تفسيرها، مثلما يرى ذلك السفير الكويتي في عمّان، الدكتور حمد الدعيج.

  

اليوم؛ تستقبل عمّان أمير الكويت، رئيس القمة العربية، القائد الانساني الذي توجته منظمة اﻷمم المتحدة قائدا للإنسانية، نظير دوره الانساني والتنموي الذي قدمه إلى شعوب العالم، في المؤتمرات الدولية التي احتضنتها الكويت، وفي الوصول الكويتي إلى مناطق في العالم تحتاج إلى معونة ومساعدة.

 

التنسيق الأردني الكويتي يأتي انسجاما مع شعار القمة العربية في الكويت "قمة للتضامن من أجل مستقبل أفضل"، بعد سنوات من الفوضى مزّقت الجسد العربي، وارتبطت معظمها بتداعيات الربيع العربي، الذي يروق للمشككين ان يصنفوه خريفا، وانه مؤامرة جديدة على العرب، يريد تمزيق دولهم أكثر ممّا هي ممزقة.

  

تعرف الكويت جيدا ان الشعوب العربية فقدت الثقة بالنظام الرسمي العربي، بعد العطب الشديد الذي اصاب بنيانه، لكن الدبلوماسية الكويتية، التي تعتمد على التوازن وممارسة الحياد الايجابي من الصراعات العربية عموما، والخليجية خصوصا، تأمل ان تحقق هذه السياسة شيئا من التضامن حتى تضمن مستقبلا افضل للاجيال القادمة، ولهذا؛ فانها تضع كامل ثقلها من اجل إحداث نوع من المصالحة الحقيقية بين الدول المتنازعة، كالأزمة المصرية القَطَرية، وازمة دول الخليج.

  

بإمكان الكويت الاستعانة بالدور الاردني الذي حافظ أيضا على توازنات مهمة، وعلاقات مستمرة مع الدول العربية جميعها، من دون تدخل في الخلافات العربية العربية، إلّا في ما يوفّر تحسينا لهذه العلاقات، وبالضغط الكويتي الاردني، من الممكن ان يتم تجاوز بعض الخلافات، للوصول إلى قواسم مشتركة أكثر بين الدول العربية مجتمعة.

  

في الملفين السوري واللبناني؛ بامكان الاردن والكويت تكريس الحل السياسي، وفي الملف العراقي تلعب الدبلوماسية الاردنية والكويتية دورا ايجابيا في انهاء سياسة الاقصاء والطائفية التي أضرّت بالعراق كثيرا، وفي القضية اليمنية، لا توجد أبواب لا للحوثيين، ولا للشرعية إلّا التوجه للاردن والكويت التي ساهمت في السنوات الماضية بتحسين الاحوال الاقتصادية في اليمن من خلال الاستثمارات الكويتية والدعم المتواصل للجامعات والتعليم، بصيغة مختلفة عن الدعم الخليجي عموما، وهذا ما يُقدِّره اليمنيون عاليا.

  

قد لا تمتلك الكويت والاردن عصا سحرية لتجاوز الخلافات العربية، التي خرجت عن إطار الخلاف في الرأي السياسي، إلى خلافات عميقة وصلت إلى المقاطعة، والمشاركة في إثارة الفتن والصراعات بين الدول، لكن بامكانهما الوصول الى الحدود الدنيا من لملمة الشمل العربي، بوقف المعارك الاعلامية المستعرة على شاشات فضائيات الدول المؤثرة، أي، بمعنى تخفيف لغة الخلاف، خاصة في الخلافات بين دول الخليج، والضغط على قَطر لترشيد إعلامها.

  

الكويت، من أنشط الدول العربية في العمل البرلماني وأعرقها، لكن فيها سيل من الاشاعات، وفيضان من التغريدات الموجهة والخبيثة، كما فيها أصابع تتحرك بايعازات خارجية، لكن القلقون على الكويت وتجربتها، يعرفون الحكمة المتزنة والدبلوماسية الهادئة التي يتمتع بها "العود"، كما يُعرِّفون شخصية رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، الهادئة والحازمة، والمحسوبة على التيار التوحيدي، الذي يرفض الصراعات على السلطة، ويرفض الدخول في اصطفافات مراهقة.