جراءة نيوز - اخبار الاردن
شهد العام 2014 تقلبات حادة في الأسعار لم يألفها من قبل، لتعيد الى الاذهان على نحو ما حقبة السبعينيات من القرن الماضي حين تضاعفت الأسعار بشكل دراماتيكي لم تشهد له أسواق النفط مثيلاً.
ويمكن تقسيم العام المنصرم إلى نصفين الأول أمتد من مطلع كانون الثاني (يناير) ولغاية اواخر تموز (يوليو)؛ حيث وصل متوسط خامات اوبك عند عتبة الـ 100 دولار للبرميل، إلا ان الصورة اختلفت بشكل جذري منذ شهر آب (أغسطس) مع تراجع حاد في الأسعار لينهي العام عند أقل من 60 دولاراً للبرميل.
وكان لتضافر عاملين رئيسيين دور كبير في ذلك؛ هما الانكماش في الطلب العالمي نظراً لتراجع النمو في الناتج المحلي الاجمالي – المحرك الرئيسي للطلب – يقابله وفرة في المعروض نظراً لما شهدته الولايات المتحدة من زيادة كبيرة في الانتاج جراء ما اصطلح عليه بـ "ثورة الوقود الصخري".
ولوضع حد "للاستنزاف" الحاد في الأسعار توجهت الانظار صوب اوبك، وما ستتخذه من اجراءات؛ حيث ارتأت ان تبقي على سقف انتاجها دون تغيير عند 30 مليون برميل يومياً تحسباً لان يؤدي ذلك الى خسارة حصتها في الاسواق لاسيما الاسواق الناشئة في آسيا ما لم يتم التنسيق مع الدول النفطية الاعضاء خارج اوبك (روسيا والمكسيك والنرويج والبرازيل).
وتشير أغلب التقديرات والاسقاطات المستبقلية إلى أن العام 2015 سيشهد تعافي الأسعار من جديد عند مستويات تقترب من الـ 70 دولاراً للبرميل مع مؤشرات بأن الاقتصاد الصيني – المستهلك الأكبر للطاقة في العالم – عاد اليه زخم النمو الصناعي، كما ان مؤشرات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة المستهلك الأول للنفط في العالم – لاسيما بيانات البطالة تنبئ بتحقيق نمو اقتصادي جيد مع تحسن نسبي في منطقة اليورو.
العائدات النفطية لدول اوبك.. وقفة تأمل
تشير أحدث الارقام الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية EIA (الذراع الاحصائي لوزارة الطاقة فيها) إلى أن اجمالي العائدات النفطية للدول الاعضاء في اوبك تجاوزت 982 مليار دولار أميركي في العام 2012 بزيادة قدرها 5 % مقارنة بمستوياتها للعام 2011 وهي الأعلى لها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وكان للمملكة العربية السعودية النصيب الاوفر من حيث حجم العائدات والتي وصلت إلى 311 مليار دولار او ما يعادل 32 % من الاجمالي. وجاءت في المرتبة الثانية من حيث الأهمية الإمارات العربية المتحدة عند 100 مليار دولار.
الجدير بالملاحظة أن الاجمالي استبعد إيران لصعوبة الوقوف على الرقم الفعلي المتحقق لصادراتها والتي ما تزال تخضع للعقوبات الاقتصادية رغم الانفراج في علاقتها مع الغرب، مجموعة (5+1) بعد الاتفاق الأولي لحل مشكلة المفاعل النووي المثير للجدل.
سلة خامات أوبك
حافظ متوسط سلة خامات اوبك للعام 2013 على معدلاته المرتفعة متجاوزاً عتبة لـ 100 دولار للبرميل عند 105.8 دولار وللسنة الثالثة على التوالي مدفوعاً بعوامل لا ترتبط مباشرة بآليات السوق من عرض وطلب بل تحكمت فيها الظروف والعوامل الجيوسياسية في العديد من الدول النفطية (القلاقل في العراق وليبيا والصراعات القبلية في نيجيريا) ما يهدد بتوقف الامدادات لولا الفائض المتوفر في الدول الخليجية المنتجة والتي تلعب ما يعرف بـ المنتج المتمم. Swing Producer لتلبية أي نقص محتمل في الاسواق العالمية.
ملاحظة: تضم سلة أوبك الجديدة التي استحدثت في حزيران (يونيو) 2005 خامات تضم 12 نوعاً تمثل خامات الدول الـ 12 عضواً في المنظمة بعد تعليق عضوية اندونيسيا فيها، وهي: العربي الخفيف السعودي، ومزيج الصحراء الجزائري، والبصرة الخفيف العراقي، والسدرة الليبي، وموربان الإماراتي، وقطر البحري، والخام الكويتي، والإيراني الثقيل،، وخام أوريانتي الإكوادوري، وبوني الخفيف النيجيري، وبي سي أف 17 ( فنزويلا )، الذي أستبدل بالخام Merey اعتبارا من يناير 2009، بالإضافة إلى خام غيراسول الأنغولي.
دول الخليج
في صدارة المنتجين العالميين
حافظت المملكة العربية السعودية على قصب السبق من حيث حجم الاحتياطيات النفظية المؤكدة، وذلك وفقاً للتقرير الاحصائي السنوي لشركة BP الصادر في حزيران (يونيو) 2013 BP Statistical Review of World Energy.
ولدى السعودية احتياطيات مؤكدة تزيد عن 267 مليار برميل او ما يعادل 15.9 % من الاحتياط العالمي (رغم ان تقرير BP يضع فنزويلا في المرتبة الأولى لما تتمع به من احتياطيات نفطية غير تقليدية (النفط القاري).
واحتلت كل من الكويت والإمارات المرتبة السادسة والسابعة على التوالي.
أسعار النفط العالمية:
تراوحت الأسعار المرجعية للنفط الخام بين 108 دولارات للبرميل لمزيج خام برنت (الخام المرجعي الأكثر شيوعاً في أوروبا والعديد من دول العالم)، في حين وصل متوسط خام غرب تكساس (السعر المرجعي الأميركي) إلى أكثر من 39 دولارا للبرميل.
أولاً: التطورات الخليجية: السعودية تعتزم إطلاق مشروعات جديدة لإنتاج الكهرباء
ستنفذ المملكة العربية السعودية خلال العام المقبل مشروعات لتوليد الكهرباء بتكلفة 100 مليار ريال (26.6 مليار دولار) لمواجهة الطلب على الطاقة الكهربائية الذي ينمو بمعدل 9 % سنوياً. وأعلنت الشركة "السعودية للكهرباء" عن توجه تقني لخفض استهلاكها من الوقود بنحو 30 مليون برميل من النفط المكافئ بحلول العام 2022.
وتحتاج السعودية إلى استثمارات ضخمة في قطاع الكهرباء. وتشير خطة التوسع للشركة الى أن إجمالي أحمال الذروة سيبلغ "90 ألف ميغاوات" في العام 2022.
وأوضحت الخطة أن المملكة في حاجة لاستثمارات بقيمة 500 مليار ريال خلال السنوات العشر المقبلة، يتوقع أن يسهم القطاع الخاص بمقدار 150 مليار ريال أي بما نسبته 30 % من حجم تلك الاستثمارات.
وكشفت تقارير في قطاع الطاقة عن دخول السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، مرحلة الاكتفاء في إنتاج وقود الديزل، وهو الوقود الأهم في تشغيل محطات الكهرباء وتحلية المياه في السعودية؛ حيث يستخدم في محطات كوقود أساسي، وفي أخرى كبديل عن الغاز في بعض فترات العام.
وعزا خبراء في المجال النفطي قرار شركة أرامكو السعودية إيقاف استيراد شحنات الديزل من الأسواق الآسيوية، إلى عاملين رئيسيين؛ الأول: هو فصل الشتاء الذي يقلّ فيه الطلب على الطاقة محليا؛ حيث الديزل الوقود الثاني بعد الغاز لتشغيل محطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه، التي تعد المستهلك الأكبر للوقود في السعودية.
والعامل الثاني: هو دخول المصافي الجديدة مرحلة الإنتاج، ففي أيلول (سبتمبر) من العام الماضي بدأت مصفاة الجبيل مرحلة الإنتاج، ما عزز القدرات السعودية من إنتاج الديزل، وبالتالي دخولها مرحلة الاكتفاء الذاتي، تمهيدا لمرحلة التصدير من المصافي المشتركة.
ثانياً: التطورات الاقليمية
1 - استمرار اضطراب إنتاج النفط في ليبيا رغم بعض الانفراج
قالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، إن ليبيا استأنفت الإنتاج من حقل الشرارة في جنوب البلاد بطاقة مبدئية 60 ألف برميل يوميا بعد أن أنهى محتجون حصارهم للحقل. ولكن في مؤشر على مشكلة جديدة، أغلق محتجون خط أنابيب نفط في غرب ليبيا مما يزيد من العقبات التي قلصت إنتاج النفط الليبي إلى 250 ألف برميل يوميا من 1.4 مليون برميل يوميا.
وما تزال ليبيا تموج بالاضطرابات؛ إذ تكافح الحكومة للسيطرة على عشرات الميليشيات التي ساهمت في الإطاحة بمعمر القذافي العام 2011 ولكنها احتفظت بأسلحتها للضغط من أجل تحقيق مطالب سياسية ومالية.
2 - العراق: مستويات إنتاج النفط الخام العراقي للعام الحالي ستصل إلى 8.3 مليون برميل يوميا
صرح مسؤول بقطاع النفط العراقي أن مستويات إنتاج النفط الخام في العراق للعام الحالي 2014 ستبلغ 8.3 مليون برميل يوميا منها ثلالة ملايين لأغراض التصدير والباقي لتغطية الطلب المحلي للمصافي ومحطات إنتاج الطاقة الكهربائية.
الى ذلك أعلنت شركة تسويق النفط (سومو) أن الصادرات النفطية للعام الماضي 2013 بلغت أكثر من 872 مليون برميل وبإيرادات تجاوزت الـ89 مليار دولار، مشيرة الى أن 31 شركة عالمية اشترت النفط الخام العراقي.
ثالثاً: التطورات العالمية
1 - الصين: أسرع زيادة في الطلب على النفط
حافظت الصين على نموٍّ مبهر عكس متانة اقتصادها خلال العقود الثلاثة الماضية؛ إذ سجَّلت في المتوسط معدَّل نمو بلغ 10 % كل عام، من دون أن تتأثر في هذه الفترة بالأزمة المالية الآسيوية في العام 1997، أو بالأزمة المالية العالمية في العام 2008.
واحتلت الصين في العام 2011، مكان الولايات المتحدة كأكبر مستهلك للطاقة في العالم، وتتوقع "بي بي" BP أن يتضاعف هذا الحجم بحلول 2040.
وخلال الأعوام الثلاثين المنصرمة حتى العام 2012، ازداد استهلاك النفط في الصين من 1.7 مليون برميل في اليوم إلى 10.2 مليون برميل في اليوم، في حين ازداد استهلاك الغاز الطبيعي من 380 مليار قدم مكعب في العام إلى 5.2 تريليونات قدم مكعب في العام، وازداد استهلاك الفحم من 727 مليون طنّ قصير في العام إلى 4 تريليونات طن قصير في العام.
2 - الولايات المتحدة ترفع إنتاجها النفطي لأعلى مستوى في 2015
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها سترفع انتاجها النفطي لأعلى مستوياته في العام 2015.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير توقعاتها الشهرية للطاقة في المدى القصير: إن "إنتاج الولايات المتحدة من النفط سيبلغ أعلى مستوى في 43 عاما في 2015 بفضل زيادة الإنتاج من حقول النفط الصخري Shale Oil".
وأضافت إدارة معلومات الطاقة: إن "الإنتاج سيكون 9.3 مليون برميل يومياً في العام المقبل ارتفاعاً من توقعات بإنتاج 8.5 مليون برميل يوميا في العام الحالي".