ام ترفض تخفيف عقوبة "زوجها" قاتل ابنته باسم "الشرف" في الأردن

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

تقول أم آلاء في إشارة إلى زوجها الذي قتل ابنته ذات العشرين عامًا قبل سنتين، بسبب رغبتها في الزواج رغم رفضه والذي يقضي حكمًا بالسجن مع الأشغال الشاقة لعشرين عامًا بعد تجريمه بجناية القتل القصد، الحكم الذي لم يشفِ غليل أم ٍ فقدت ابنتها '' حبيبتي انظلمت، وحسبي الله في المجرم، لو سألوني شو بتحبي الحكم يكون، قسمًا بالله ثلاث إعدامات مو إعدام واحد ،اليوم لسا مروحة من المقبرة الله يرحمها ، والله عمره دمها ما بيضيع ولا بسامح بنتفة صغيرة هلقد. والله ما بضيع حقها''.

إصرار على العقوبة رغم ضغوط العائلة

آلاء هي الأخت الصغرى لخمسة من الأطفال الذكور في إحدى محافظات الوسط ، قبل إتمامها عامها الثاني سافر والدها للعمل في أحدى الدول الأجنبية تاركًا خلفه أسرته لمدة 15 عامًا، ليعود من بعدها ويجد رضيعته أصبحت شابة في السابعة عشرة من عمرها.

في غضون أشهر من عودته وافق والدها على تزويجها بشاب تقدم لخطبتها تصفه أم آلاء بالشخص «المحترم، بيخاف الله، وبيموت عليها» ، لكن هذه الزواج لم يدم سوى أشهر قليلة، بعد أن «تسبب» والد آلاء في طلاقها، بحسب أمها لتعود إلى منزل أسرتها الذي حوله الوالد إلى جحيم من الرقابة والشك، رفض معه زواجها مرة ثانية، ليطلق شرارة مشاكل بينهما انتهت بجريمة قتل.

في هذه الجريمة وبعكس أغلبية الجرائم المرتكبة ، واجه الزوج حظًا عاثرًا تمثّل بإصرار زوجته على عدم اتباع أغلبية الأمهات اللاتي يسقطن الحق الشخصي عن أزواجهن أو أبنائهن فور وقوع الجريمة بحق بناته ،هذا الإسقاط الذي يخفض العقوبة إلى النصف بحكم المادة 99 من قانون العقوبات.

وحاول إخوة زوجها قبل صدور الحكم الضغط عليها وإقناعها باسقاط الحق الشخصي عنه، لكنهم يئسوا أمام إصرارها هي وأبناؤها على أن ينال القاتل العقوبة القصوى، بعد أشهر من الإلحاح ، وتقول الأم باكية:موقّفين مع أخوهم. بدهم إيانا نسقط الحق ونضيّع حق بنتنا، وهي يا حبيبتي الله يرحمها يا حبيبتي انظلمت.

وأضافت أم آلاء عن محاولات ابنتها في عيش حياة طبيعية «زيها زي البنات»، حيث عرضت على والدها أن تتعلم الخياطة مع صديقاتها في مشغل، لكن رده كان لا، عيب، ممنوع ، وحاولت أيضًا إقناعه بالسماح لها بالعمل في صالون للسيدات. «ممنوع.. ممنوع. كل شي ممنوع».

بعد محاولات عديدة منها، استطاعت إقناعه بالعمل في أحد صالونات التجميل. وبعد أن أتقنت العمل عرضت مالكة الصالون محلها للبيع العرض الذي رأت فيه آلاء فرصة للاستقلالية، فأبلغت والدها برغبتها في شراء الصالون ودفع ثمنه من المبلغ الذي حصلت عليه كمؤخر لطلاقها.

واستمر عمل آلاء في صالونها النسائي الخاص إلى أن تقدم لخطبتها شاب من أبناء المنطقة، ليرد والدها بالرفض القاطع.


اليوم الأخير

وكانت الأم يوم وقوع الجريمة مضطرة للذهاب برفقة أحد أبنائها في مراجعة للمدينة الطبية، بعد إجرائه لعملية في يده اليمنى وبعد خروجها برفقة ابنها ومغادرة ثلاثة من الأبناء إلى عملهم، لم يبق في المنزل سوى آلاء ووالدها وأخوها الذي كان قد عاد باكرًا بعد إنجازه بعض المعاملات الخاصة به.

وتكمل الأم حديثها وتشير بيدها الى الأماكن التي شهدت وقائع الجريمة. تقول أن ابنها عند عودته أخذ حاسوبه المحمول وخرج إلى الشرفة، واضعًا السماعات في أذنيه، ما جعله غافلًا عما يجري داخل المنزل.

في تلك الأثناء، دخل الأب إلى غرفة آلاء ليأخذ منها مفاتيح محلها الخاص ويمنعها من العمل، مكررًا رفضه للشاب الذي تقدم لخطبتها، فينشب بينهما شجار حاد ، فالتقط الأب قطعة قماش كانت ملقاة في أرض الغرفة لفها حول عنق ابنته وخنقها حتى الموت.

بعد فروغه من جريمته، خرج من الغرفة متوجهًا إلى فادي الذي لم يكن يدري بما حدث، وطلب منه مرافقته خارج المنزل لأمر ضروري. عند وصولهم إلى الشارع ركب الأب وابنه سيارة أجرة، وطلب من السائق التوجه إلى أقرب مركز أمني، فظن فادي أن أحد إخوته قد تعرض لمشكلة. فور وصولهم إلى المركز الأمني، أعطى الأب ابنه جهازه المحمول وودعه قائلًا «أنا قتلت أختك، وهي شرفنا نظيف»، ثم سلّم نفسه للشرطة.

وصلت أم آلاء إلى المنزل لتجد فيه كثير من الناس ، وكانت الجهات المختصة قد أخذت جثتها لاستكمال الإجراءات الجنائية، وليبدأ التحقيق في جريمة القتل التي أضافت لقوائم النساء القتيلات باسم «الشرف» اسمًا جديدًا.

و بعد مقتل آلاء بأكثر من عامين، قررت والدتها الذهاب إلى المحكمة للحصول على هاتفها الخلوي الذي تم التحفظ عليه أثناء التحقيق ، وعند دخولها أحد مكاتب المحكمة طلب منها الموظف التوقيع داخل الملف لاستلام هاتف ابنتها، لتتفاجأ داخل الملف بصور لجثة ابنتها القتيلة.