جراءة نيوز - عمان
ناشد سجناء عرب في العراق حكومات بلدانهم، والمؤسسات الحقوقية العربية والإسلامية وجهات الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لدى الحكومة العراقية لإطلاقهم أو ترحيلهم إلى دولهم لاستكمال عقوبات تتراوح بين 10 و20 عاما بتهمة اجتياز الحدود بطرق غير قانونية، وفقا للمادة (10) من قانون العقوبات العراقي، إضافة إلى أحكام تصل إلى الإعدام بحق عدد منهم.
وتمكنت الجزيرة نت، في بادرة هي الأولى، من الاتصال بسجناء ينتمون إلى دول المغرب والأردن والسودان وليبيا ومصر واليمن والسعودية وفلسطين، وقد طالبوا العالم العربي والإسلامي بالضغط على الحكومات والدول لإنهاء ملف المئات من المعتقلين العرب في سجن كردستان وعدة سجون أخرى.
خلافات طائفية
محمد وابد من محافظة شلف الجزائرية قال إنه ومجموعة معه يقبعون في السجون العراقية بعد رفض توكيل فريق للدفاع عنهم قبل سبع سنوات، وأكد أنهم محبوسون بموجب أحكام صدرت بحقهم مسبقا من المحققين الأميركيين، وأوضح أنه بخروج القوات الأميركية بات وضعهم أقرب إلى الموت الحتمي، ودعا جامعة الدول العربية إلى بذل الجهود لإنقاذهم من تداعيات الخلافات الطائفية.
وناشد وابد حكومة الجزائر بالتدخل للإفراج عنه أو نقله وفق اتفاقية تبادل السجناء إلى مكان آمن بعيدا عن مناطق التوتر الطائفية.
وعلى الصعيد نفسه قال عبد الودود، وهو اسم حركي لسجين سعودي تقطن عائلته شارع إبراهيم الجفالي بمكة المكرمة، إنه يرجو من الملك عبد الله بن عبد العزيز العمل على إنهاء محنة عشرات السعوديين بعد اعتقالهم على يد القوات الأميركية، متسائلا لماذا نبقى في السجن حتى بعد انسحابهم؟
ولا يعلم عبد الودود بمستقبل العراق اليوم، قائلا إنه يستغرب عدم توقيع بلاده على اتفاقية تبادل السجناء مع الحكومة العراقية.
آهات السجن
ونقل المعتقل السعودي للجزيرة نت عن مصادر في الحكومة العراقية قولها إن إتمام صفقة تبادل السجناء متوقفة على الجانب السعودي، راجيا من السعودية نبذ الخلافات السياسية وتحريك الحس الإنساني لإنقاذه من عذابات السجون العراقية.
ولا يزال اليمني علي سالم البيضاني يعاني من آهات السجن، مؤكدا أن أغلب تهم أبناء بلده تتمثل في تجاوز الحدود، نافيا هذه الاتهامات التي قال إنها "افتراءات أميركية كاذبة"، وقال إن السجناء اليمنيين كانوا بين باحثين عن عمل أو طلاب أو مقيمين.
وأكد للجزيرة نت أن الحكومة اليمنية حضرت في الأعوام 2006 و2008 ولم تلتزم بالوعود لإنهاء قضيتهم، مناشدا عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية بالتدخل السريع لتوقيع اتفاقية تبادل السجناء مع العراق، أو الحصول على عفو من رئيس الجمهورية جلال الطالباني.
وأوضح أن من بينهم من قاتل القوات الأميركية دفاعا عن دماء الشعب العراقي، واليوم دفع ثمن تضحياته بالحبس بعيدا عن أضواء العالم.
قضية عادلة
ومن المغرب يقبع عز الدين محمد عبد السلام من ولاية طنجة، منطقة واكدا، في غياهب السجون، مؤكدا تعرضه لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وحرمانه من أبسط الحقوق القانونية بتوكيل دفاع، وقال "لا مجيب لصوتنا في المؤسسات الحقوقية العربية والدولية".
وأكد أن السلطات العراقية نفذت حكم الإعدام في معتقل مغربي اسمه بدري عاشوري قبل شهر، ولا يدري إن كانت الخارجية المغربية على علم بهذا الحكم أم لا.
وأضاف أنهم لم يسلموا جثة المغربي إلى عائلته، عكس جثامين المصري والتونسي التي أرسلوها إلى أهاليهم بعد تنفيذ حكم الإعدام.
وتساءل المعتقل المغربي "هل الدم المغربي رخيص إلى هذه الدرجة؟"، ودعا كل الأحرار إلى مساندة قضيتهم الإنسانية "العادلة".
بدوره، أرسل السجين السوداني نور الدين من ولاية المنقال رسالة إلى "كل مسلم حر غيور على دينه" بالنظر إلى معاناة السجناء العرب منذ بداية احتلال العراق عام 2003.
وقال إنه لديهم جوزات سفر ووثائق رسمية تفند مزاعم دخول بطرق غير شرعية إلى العراق، وأكد أن أحد سجناء السودان على وشك تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
وأكد أن المعاناة سوف تزداد مع خروج القوات الأميركية، وتدهور الأوضاع الأمنية، قائلا إن ظروف الاعتقال كانت بعيدة عن النظم القانونية.
خطر
وعبر الأردني بلال محمود الشوبكي عن خوفه الشديد من خطر داهم بالعراق، وقال إنه يطالب الملك عبد الله الثاني التدخل الإنساني لإنقاذه من الغربة والسجن والحالة النفسية "الصعبة".
وبينما طلب الفلسطيني عز الدين الذي تقطن عائلته بيت لحم، حي كيم رزان، وهو اسم حركي الالتفات إلى قضيته، ناشد المعتقل المصري عبد الرؤوف "شباب الثورة" بالتضامن معهم في محنتهم.
الجزيرة