الدفاع المدني مسيرة إنجاز وعطاء في عهد الإستقلال
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
الإستقلال نقطة تحول تاريخي أضاءت سماء الوطن بالمجد والفخار والاعتزاز بما حققه بني هاشم الأحرار من انجازات عظيمة جعلت من هذا الوطن أنموذجا يحتذى بين دول العالم بقيادته الهاشمية المظفرة
وجهاز الدفاع المدني كغيره من مؤسسات وطنية شامخة والذي هو ثمرة يانعة من ثمار عهد الاستقلال شهد تطوراً بكافة مجالات اختصاصه سواءً على صعيد الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة التدريب الاحترافي أو على صعيد رفده بالحديث والمتطور من الآليات والمعدات وإيجاد المعاهد التدريبية المتخصصة القادرة على إدامة العملية التدريبية لكافة فرقه المتخصصة بما يمكنهم من أداء هذا الواجب الإنساني بكل مهنية واقتدار .
ونحن في جهاز الدفاع المدني نفخر ونعتز بالعهد الزاهر الميمون لجلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه معزز نهضة الأردن وصاحب الانجازات الواعدة التي أعلت اسم الأردن في سماء المجد بقيادة الحكيمة ومبادراته الرائدة حتى أصبح الأردن يشار إليه بالبنان .
و جهاز الدفاع المدني أخذ يتطور ويكبر وتتسع مهامه وتتشعب مسؤولياته ليغطي كافة أرجاء الوطن بمواقعه التي تقدم الخدمات المجانية في مجالات الإطفاء والإسعاف والإنقاذ والإشراف الوقائي حيث شهد الدفاع المدني نقلات نوعية أوصلته إلى مراتب الأجهزة العالمية المماثلة له ، وما كان هذا التطور الكبير ليكون لولا المتابعة الحثيثة والدعم الموصول الذي يقدمه جلالة الملك عبد الله الثاني إلى الجهاز ومنتسبيه ، حيث تطور هذا الجهاز وتوالت إنجازاته وأصبح في مقدمة أجهزة الحماية المدنية على مستوى الإقليم والعالم بعد أن كان يقدم خدماته من خلال مركز واحد عام 1956م حتى أصبح الآن وعلى مدى ما يزيد عن الخمسة عقود من الزمن يقدم خدماته من خلال ( 164) موقعاً مختلفاً تغطي كافة مناطق المملكة مزودة بالحديث والمتطور من الآليات والمعدات التي تمكَن رجال الدفاع المدني من التعامل مع الحوادث المختلفة بجاهزية عالية وبزمن استجابة قياسي يتناسب وطبيعة الخدمات الإنسانية التي يقدمها هذا الجهاز سواء كان ذلك في الظروف العادية أو تلك الطارئة على حد سواء.
وإيمانا من الدفاع المدني بأهمية العنصر البشري في تحقيق رسالته عمل على تجنيد ذوي المؤهلات العلمية بمستوياتها المختلفة بدءً من الثانوية العامة وحتى الجامعية العليا، بالإضافة إلى إشراك العنصر النسائي للعمل جنباً إلى جنب مع نشامى الدفاع المدني ليكن بالتالي سواعد جديدة في الأداء والإنجاز ضمن ما أنيط بالدفاع المدني من واجبات ذات صلة مباشرة بسلامة الأرواح ، كما تم إدخال العديد من الآلياتٍ والمعدات الحديثة والمتطورة مثل منصات الإطفاء التي يصل ارتفاعها إلى 90م للتعامل مع الحوادث التي قد تقع في المباني العالية لاسيما وان المملكة تشهد نهضة عمرانية كبيرة بالإضافة إلى ناقلاتِ الأشخاصِ ودراجاتِ الإطفاءِ وسياراتِ الإسعافِ الطبيِّ المتخصصِّ .
ولقد حقق الجهاز الكثير من الانجازات التي جاءت ضمن خططه المستقبلية والتي انعكست إيجاباً على الأداء الميداني حيث عمل على تأسيس فرق متخصصة كان من أهمها فريق البحث والإنقاذ ، والذي كان له بصمات واضحة من خلال مشاركته في عمليات البحث والإنقاذ في مناطق مختلفة من العالم حيث تم اعتماده كعضو في المجموعة الدولية للبحث والإنقاذ وبتوجيهات من جلالة القائد الأعلى تم تأهيل وتدريب وتجهيز فريق البحث والإنقاذ بما يلزمه من آليات ومعدات جعلتهُ قادراً على التعامل مع جميع الحالات الطارئة داخلياً وخارجياً للارتقاء بأدائه إلى أفضل المستويات
حيث استطاع وبحمد الله خلال الأيام الأخيرة الحصول على التصنيف الدولي الثقيل في مجال البحث والإنقاذ وذلك بعد تحقيقه لكافة المتطلبات التأهيلية والفنية واجتيازه الاختبارات التقييمية لهذا التصنيف والتي تم تنفيذها بإشراف مباشر من خبراء الهيئة الدولية الاستشارية للبحث والإنقاذ والتي تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة فقد تم اتخاذ هذا القرار بعد تحقيقه للعديد من المعطيات الدولية في مجال البحث والإنقاذ مثل توفير الوحدة الطبية والميادين التدريبية المتخصصة ووحدة الإدارة والوحدة اللوجستية التي أخذت على عاتقها توفير كافة الآليات والمعدات والتقنيات والأجهزة المتطورة التي لا بد من توفرها خلال أعمال البحث والإنقاذ في الكوارث إضافة إلى توفير وحدة كلاب البحث عن المحاصرين تحت الأنقاض
وتوفير العنصر الرئيسي في هذا الفريق الدولي من الكوادر المؤهلة الى درجة الاحتراف، هذا فضلا عن فريق المواد الخطرة الذي تم إيجاده للتعامل مع الحوادث الناتجة عن المواد الخطرة أثناء عمليات التصنيع والتخزين والنقل والتداول الى جانب فريق الإنقاذ المائي للتعامل مع حوادث الغرق في مناطق التجمعات والمسطحات المائية كالسدود وقنوات المياه الجارية والبرك الزراعية وفريق إطفاء حرائق الغابات و فريق معالجة حوادث المباني المرتفعة.
أما في مجال الحوادث فقد تعامل الجهاز خلال العام الماضي مع (211) ألف حادث ما بين إسعاف وإطفاء وإنقاذ بواقع حادث واحد كل ثلاثة دقائق تقريبا غالبيتها في مجال خدمات الإسعاف الأولي والإسعاف الطبي المتخصص ومن خلال دراسة تحليلية لإحصائية حوادث الإطفاء تحديداً تمكن جهاز الدفاع المدني من حماية ممتلكات تقدر قيمتها بحوالي (540) مليون دينار خلال العام الماضي ، وهذا بطبيعة الحال جاء نتيجة لسرعة الاستجابة والتدخل السريع لطواقم الدفاع المدني في تعاملهم مع الحوادث فضلاً عن حماية الأرواح من المخاطر والتي لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نقدر قيمتها بأية أرقام مادية .
وشملت خطة التطوير الجانب الوقائي المتمثل في توسيع اختصاص عمل إدارة الوقاية والحماية الذاتية ليشمل دراسة ومتابعة المخططات الهندسية للإشغالات الصناعية والحرفية والسكنية منذ المباشرة في بدء المشروع وحتى الانتهاء منه ويتابع ذلك مهندسون متخصصون في كافة فروع الهندسة وكذلك تمَّ العمل على إيجاد مراكز وأقسام متخصصة لهذه الإدارة في كافة مديريات الدفاع المدني بالمملكة من اجل تسهيل العمل وتوفير الوقت والجهد سواء على المواطنين والمستثمرين أو كادر إدارة الوقاية من خلال سرعة انجاز المعاملات و منح التراخيص للمصانع والمؤسسات الإنتاجية في هذه المناطق فضلا عما يقوم به الدفاع المدني من جولات الإشراف الوقائي على كافة المؤسسات والمنشآت بكافة إشغالاتها ، حيث تم وعلى سبيل المثال خلال العام الماضي القيام بما يزيد عن (32000) جولة تفتيشية وتفقدية للوقوف على مدى قيام هذه المؤسسات بتوفير متطلبات الوقاية والحماية الذاتية فيها .
وتضم مدينة الدفاع المدني التدريبية العديد من الميادين التدريبية المتخصصة في مجال الإطفاء والإسعاف والإنقاذ مثل ميدان حوادث السيارات وميدان حرائق الطائرات وميدان أجهزة التنفس وغيرها كما تضم مدينة الدفاع المدني التدريبية العديد من الإدارة المتخصصة كمركز تدريب الدفاع المدني الذي يتم من خلاله تدريب كوادر الدفاع المدني تدريبا أساسياً مبنياً على النظام والضبط والربط العسكري والقيام بواجباتهم بمهنية واحتراف والأمانة العامة للاتحاد الرياضي والتي تعنى باللياقة البدنية لكوادر الدفاع المدني وقيادة فريق البحث والإنقاذ والذي يعنى بتدريب كوادر الدفاع المدني على عمليات البحث والإنقاذ وإدارة المختبرات والمواد الخطرة وكلية الدفاع المدني التي تمنح درجة الدبلوم للدارسين فيها من الذكور والإناث في تخصصي الإسعاف الطبي المتقدم وتقنيات الإطفاء.
أما عن واجبات الإطفاء والإنقاذ ودورها الكبير والفاعل في الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات فقد تم الارتقاء بالمستوى التدريبي للعاملين في هذا المجال حيث تم استحداث إدارة متخصصة في الإطفاء والإنقاذ تأخذ على عاتقها أداء هذا الدور الميداني بمهنية واحترافية عالية .
وتجسيداً لمفهوم الدفاع المدني الشامل وهو أن كل مواطن بمثابة رجل دفاع مدني في الظروف الطارئة عمل الجهاز على ترسيخ ثقافة ومفهوم هذا الشعار من خلال عقد الدورات التدريبية لكافة شرائح المجتمع الأردنية بالقطاعين العام والخاص ، حيث تم خلال عام 2012م تدريب ما يقارب (130) ألف مواطن على كافة أعمال الدفاع المدني وذلك بهدف تمكينهم من التعامل مع الحوادث في بداياتها الأولى ضمن الإمكانات المتاحة
ولحين وصول فرق الدفاع المدني هذا فضلا عن تفعيل البعد الوقائي التثقيفي من خلال إدارة متخصصة وهي إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي التي تعمل على بث البرامج التلفزيونية والإذاعية وحلقات الدراما وغيرها من الوسائل الإعلامية كالبوسترات والملصقات التي تهدف إلى توعية المواطنين بمتطلبات الوقاية والحماية الذاتية من الأخطار المختلفة انطلاقا من مقولة( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) وذلك من خلال كوادر متخصصة في المجالات الإعلامية المختلفة وغيرها من التخصصات ذات العلاقة بعمل هذه الإدارة التي تم تزويدها بالإمكانات الفنية اللازمة لأداء رسالتها الإعلامية بحرفية ومهنية عالية.
و لقد اثبت جهاز الدفاع المدني فاعليته بما قدمه ويقدمه من إسهامات ودراسات لها أثرها في تطوير العمل المتخصص في مجال الدفاع المدني والحماية المدنية ولعل أكاديمية الأمير حسين ابن عبدالله الثاني للحماية المدنية خير شاهد على التطور الذي وصل إليه جهاز الدفاع المدني والتي افتتحت برعاية ملكية سامية من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم عام 2009م , لتمنح درجة البكالوريوس في هندسة الإطفاء والسلامة وإدارة الكارثة والإسعاف الطبي المتخصص , حيث تم بناء مرافقها المختلفة لكي تلبي احتياجات العملية التدريبية والتدريسية بما يتناسب وطبيعية الأهداف الكبيرة المعلقة على إنشائه حيث سيتم وبعون الله تخريج الفوج الأول من طلبتها في شهر حزيران القادم من هذا العام 2013بالإضافة إلى اعتماد هذه الأكاديمية مركزاً إقليميا للتدريب في مجال الحماية المدنية من قبل المنظمة الدولية للحماية المدنية .