جراءة نيوز - اخبار الاردن :
على غرار مختلف المواسم الانتخابية، شهدت العملية الانتخابية الاخيرة، حوادث عنف وشغب وسلوكيات خطرة، وصل بعضها إلى درجة مأساوية، جراء إصرار البعض على اتباع انماط سلوكية خطرة، للتعبير عن انحيازهم او تعصبهم لهذا المرشح او ذاك، او حتى لفرحهم أو حزنهم بنتيجة الانتخابات.
ورغم الهدوء النسبي، الذي كلل انتخابات 2013، مقارنة مع المواسم الانتخابية السابقة، فقد شهدت مناطق ودوائر انتخابية مختلفة في المملكة عددا من حوادث العنف، نجم بعضها عن اطلاق الاعيرة النارية والمشاجرات، فضلا عن حوادث السير.
وما ان بدأت نتائج الانتخابات بالظهور في الدوائر الانتخابية في وقت متأخر من مساء الاربعاء الماضي، حتى شهدت محافظات المملكة اطلاقا كثيفا للأعيرة النارية احتفالا بالنتائج، دون ادراك للخطورة الكامنة وراء ذلك، خصوصا ان أماكن اطلاق النار كانت تتسم بالازدحام البشري من بالغين وأطفال.
وفي معان لقي مواطن الاربعاء الماضي حتفه، وأصيب آخرون نتيجة فقدان أحد الاشخاص السيطرة على سلاحه الناري، الذي كان يطلق منه النار، ابتهاجا بالنتائج الأولية التي أشارت إلى نجاح احد اقاربه.
كما شهدت العديد من المحافظات خلال يومي الاربعاء والخميس مشاجرات بين أنصار مرشحين خلال فترة الاقتراع والفرز، وبعد إعلان النتائج، حيث ادت إلى وقوع اصابات بين العشرات من المواطنين.
في حين برر مرشحون ومواطنون ارتفاع وتيرة العنف بعد اغلاق صناديق الاقتراع والتأخر في اعلان نتائج الفرز في عدد من محافظات ودوائر المملكة، ما زاد من نسبة التوتر بين مناصري المرشحين.
فقضاء بلعما في المفرق شهد أعمال عنف، نتيجة خسارة أحد المرشحين، ما تسبب في اغلاق طريق بلعما، الذي يربط محافظتي إربد والزرقاء، كما تم تسجيل مشاجرات في محافظات إربد وجرش والكرك ومعان والطفيلة.
وشهد لواء فقوع في محافظة الكرك قبل منتصف ليلة الاربعاء أعمال شغب، قام بها حوالي 500 شخص احتجاجا على نتائج الانتخابات النيابية غير الرسمية.
وبحسب المركز الإعلامي لمديرية الأمن العام، فان المحتجين قاموا بحرق مقر بلدية صرفا ومركبتين تابعتين لها، اضافة الى رشق مدرسة صرفا الثانوية بالحجارة وإلحاق اضرار مادية كبيرة بها.
وما تزال تداعيات إعلان نتائج الانتخابات في غير دائرة انتخابية ماثلة ومتواصلة، عبر امتداد الاحتجاجات المناطقية والعشائرية، كما في معان والبلقاء والمفرق، والتي تترافق باعتداءات على مرافق عامة وخاصة، واغلاق طرق واستخدام الاسلحة النارية.
يوما الاربعاء والخميس شهدا كذلك عدة حوادث سير، أكثرها مأساوية وفاة الزميل سامي الزبيدي وزوجته وأطفاله الثلاثة وإبن شقيق زوجته في حادث سير صباح الخميس.
الحادث وقع، بعد ان انهى المرحوم الزبيدي مهمة شاقة وطويلة في المعركة الانتخابية، التي شارك بها كمرشح في قائمة الشعب الانتخابية، التي حظيت بمقعد واحد في البرلمان الجديد، في حين كان ترتيب الزبيدي ثالثا في القائمة.
وبحسب الخبر الوارد من مديرية الامن العام، فان فرق الإسعاف والإنقاذ في مديرية دفاع مدني الزرقاء تعاملت مع حادث تدهور تريلا (قاطرة ومقطورة محملة بالطوب) في منطقة وادي العش/ بالقرب من جسر الغباوي، الأمر الذي أدى الى اصطدامها بمركبة صغيرة.
مستشار الطب الشرعي، والخبير لدى الأمم المتحدة في مواجهة العنف هاني جهشان، يرى إن "احتفالات الفرح اتصفت في مجتمعنا في العقود الماضية بأنماط سلوكية، بعض منها كان دائما وما زال يشكل مخاطر على المواطنين عامة، بمن فيهم الأطفال، وذلك بإطلاق المقذوفات النارية تعبيرا عن الابتهاج".
ويتابع أن "هذه الممارسة تحمل مخاطر ويمكن ان تعرض المواطنين للإصابة بهذه المقذوفات لدى عودتها بفعل الجاذبية الأرضية بنفس العزم الذي أطلقت به، من فوهة المسدس أو البندقية، وخاصة في أماكن الاكتظاظ، وفي بعض الحالات تكون الإصابة بهذه المقذوفات مباشرة من مطلقها بسبب حركات لا إرادية قد تؤدي إلى العديد من الإصابات والوفيات".
ويعتبر جهشان انه "على الرغم من تشديد العقوبات والتشدد بالإجراءات القانونية إلا انها ما تزال خارج السيطرة وتشكل ظاهرة تؤدي إلى حدوث الإصابات واحداث عاهات دائمة ووفيات".
وكان جهشان حذر سابقا من إمكانية ارتفاع نسب التعرض لحوادث السير والإصابات العرضية والمشاجرات والعنف خلال يوم الاقتراع والاحتفال بالنتائج."الغد"