جراءة نيوز - عربي دولي -وكالات:
غلقت القوات السورية امس جميع الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق بعدما هاجم معارضون عدة نقاط تفتيش في مناطق عدة بالمدينة.
وصرح هيثم عبد الله، وهو ناشط سوري في دمشق بأن «نحو13 نقطة تفتيش تابعة للجيش تعرضت لهجمات عند مداخل العاصمة دمشق، مما دفع القوات الحكومية إلى إغلاق عدة مناطق وبصفة خاصة تلك المؤدية للضواحي الشرقية والغربية والجنوبية للعاصمة». وأضاف أن القوات الحكومة تشن حملة قمع واسعة النطاق على بعد ثمانية كيلومترات من دمشق.
وادى تواصل القتال للسيطرة على المطار الى استمرار توقف رحلات مصر للطيران بين القاهرة ودمشق لليوم التاسع علي التوالي بسبب تدهور الأوضاع الأمنية حول مطارها، في حين غادرت طائرة حلب بعد التأكد من هدوء الأوضاع الأمنية هناك . وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة الدولي إن الشركة تلقت إشارة
من مدير مكتبها في دمشق باستمرار تدهور الوضع في محيط وقرب مطار دمشق. من ناحية أخرى ،غادرت رحلة حلب رقم 723 وعليها 20 راكبا فقط بعد التأكد من هدوء الأوضاع هناك حيث تمتلىء رحلة العودة بالركاب. وأوضحت المصادر أن استمرار الرحلات بين مصر وسوريا يأتي بعد التشاور بين الشركة ووزارة الخارجية المصرية بشأن هذه الرحلات .
في غضون ذلك، وقعت اشتباكات ليلية بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في ريف دمشق، فيما تعرضت احياء العاصمة الجنوبية ومدينة الرستن في محافظة حمص لقصف من القوات النظامية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان «دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة يبرود في ريف دمشق بعد منتصف ليل الجمعة السبت واستمرت حتى ساعات الفجر الاولى رافقها سقطوط قذائف على المدينة», واشار الى تعرض احياء دمشق الجنوبية للقصف من القوات النظامية. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان القصف على الاحياء الجنوبية تجدد فجر امس ، مشيرة ايضا الى اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في حي القدم (جنوب) والمتحلق الجنوبي. وقتل أربعة مقاتلين معارضين في اشتباكات مع القوات النظامية بين مدينتي عربين وحرستا في ريف دمشق، وسيدة جراء قصف على بلدة مديرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهة اخرى، ذكر المرصد ان مدينة الرستن في ريف حمص تعرضت لقصف من القوات النظامية ليلا . وذكرت لجان التنسيق ان «القصف العنيف» تسبب بـ»سقوط عشرات الجرحى وتدمير عدد من المنازل».
وتحاصر القوات النظامية مدن الرستن والقصير وتلبيسة التي تعتبر معاقل للجيش الحر في محافظة حمص منذ اشهر. وتتعرض هذه المناطق، بالاضافة الى احياء في مدينة حمص لقصف دوري.
وفي تطور لافت، أنشأ مئات الضباط المنشقين عن الجيش وقادة المجموعات المقاتلة على الارض ضد النظام في سوريا قيادة عسكرية جديدة برعاية دولية سيتم الاعلان عنها رسميا قبل اجتماع «مجموعة اصدقاء سوريا» في مراكش 12 الشهر الحالي .
ويفترض ان تعطي القيادة العسكرية الجديدة دفعا للمعارضة السورية التي تتعرض لضغوط كبيرة لتنظيم صفوفها كشرط للحصول على مزيد من الدعم الدولي. وصرح الامين العام للائتلاف الوطني مصطفى الصباغ ان الائتلاف سيعلن قريبا ولادة «مجلس عسكري اعلى» تم تشكيله من غالبية المجموعات الميدانية المقاتلة ضد النظام. وقال على هامش مشاركته في حوار المنامة حول الامن الاقليمي «تم تشكيل المجلس العسكري الاعلى ...، وسيتم الاعلان عنه قبل ... مؤتمر اصدقاء سوريا في مراكش». واجاب ردا على سؤال «لا يضم جبهة النصرة فالتنظيمات المتطرفة اقلية ... للنظام يد في تشكيل المجوعات المتطرفة فقد اطلق مجرمين من السجون قبل اشهر».
واعاد الصباغ «التذكير بتجربة النظام السوري في العراق».
واعتبر ان «تشكيل المجلس انجاز كبير يوحد العمل العسكري»، لافتا الى ان «الدعم المادي الذي نتلقاه سيمرالى المجلس حصريا ... والهدف منع اي انفلات امني لحظة سقوط النظام».
واوضح مسؤول في القيادة الجديدة ان هذه التشكيلة هي بمثابة «(قيادة اركان عامة) تضم ممثلين عن كل القوى الفاعلة على الارض، وهم قادة الثوار من عسكريين ومدنيين، وهي ستتولى قيادة هذه القوى بقرار مركزي موحد».
وقال المسؤول الذي شارك في اجتماعات مطولة عقدت في انطاليا في تركيا لهذه الغاية خلال الايام الاخيرة «تم التوافق على ان يكون العميد سليم ادريس رئيسا لهذه القيادة الجديدة».وقد انشق العميد المهندس سليم ادريس عن الجيش السوري في تموز.
واشار المسؤول رافضا الكشف عن اسمه الى ان مئات الضباط وقادة الثوار شاركوا في الاجتماعات التي انتهت بتشكيل القيادة الجديدة، بالاضافة الى ممثلين عن 12 دولة بينها قطر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا.
وعلى صعيد آخر، يعقد الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة اجتماعا في القاهرة لإجراء محادثات بشأن انتخاب رئيس وزراء وأعضاء حكومة انتقالية في المنفى.
في هذا الوقت، وافق مجلس التعاون الخليجي على طلب «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» على تعيين ممثل لها لدى دول المجلس الست.
واعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني انه ابلغ الامين العام للائتلاف الوطني السوري مصطفى الصباغ على هامش حوار المنامة «موافقة» المجلس الوزاري لدول الخليج على «طلب الائتلاف اعتماد ممثل له لدى مجلس التعاون».
وتواصلت امس ردود الفعل الدولية على احتمال استخدام دمشق اسلحة كيميائية ضد الثوار . فقد
حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ النظام السوري من استخدام الاسلحة الكيميائية او البيولوجية مؤكدا ان بلاده لم تستبعد يوما التدخل العسكري في سوريا. وقال هيغ لصحافيين على هامش منتدى»نحن قلقون للغاية حيال مخزونات السلاح الكيميائي والبيولوجي والمعلومات التي تقول ان النظام قد يستخدمها».وحذر من «فرضيات خطرة» مثل استخدام النظام هذا النوع من الاسلحة او «احتمال سقوطها في ايدي اخرين». واضاف «قمنا الى جانب الولايات المتحدة بتوجيه رسالة قوية الى النظام» تحذره من استخدام هذه الاسلحة. وتابع هيغ «وضعنا خططا للطوارئ» في حال تم استخدام هذه الاسلحة، الا انه رفض الخوض في تفاصيلها.
وردا على سؤال حول امكانية مشاركة بلاده في تدخل عسكري، اجاب هيغ ان الحكومة البريطانية «لم تستبعد ابدا اي خيار» لكنها ما تزال «تؤيد عملية الانتقال السلمي». واكد انه «ليس ضمن سياسة بريطانيا تزويد الاسلحة» للمعارضة السورية او اي طرف اخر في الشرق الاوسط لكنه اشار الى مدها بـ»اجهزة اتصال» وتقديم مساعدات انسانية.
و اكدت وزارة الخارجية السورية في رسالتين بعثت بهما الى رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة « ان «سورية لن تستخدم السلاح الكيميائي ان وجد لديها تحت أي ظرف كان لانها تدافع عن شعبها ضد الارهاب المدعوم من دول معروفة تأتي الولايات المتحدة الامريكية في مقدمتها».
من جهته، أعرب جيرهارد شيندلر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (بي إن دي) عن اعتقاده بأن أيام الرئيس السوري بشار الأسد «باتت معدودة».وفي مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر الجماينه زونتاجس تسايتونج» الألمانية قال شيندلر إن «نظام الأسد لن ينجو». ورأى أنه على الرغم من أنه لا نظام الأسد ولا المعارضة المسلحة استطاع أي منهما حسم الصراع لصالحه إلى الآن إلا أن نظام الأسد «يزداد فقدانه للسيطرة على أجزاء من البلاد». وتحدث عن تزايد الدلائل «التي تشير إلى أن النظام في دمشق يمر بالمرحلة الأخيرة». وأضاف أن الأسد يركز في الوقت الراهن على مناطق بعينها والتي تأتي العاصمة دمشق في مقدمتها وكذا المنشآت العسكرية مثل الثكنات والمطارات. وأعرب شيندلر عن اعتقاده باستمرار التحسن في التنسيق بين مجموعات المعارضة المسلحة ما يجعل الحرب على الأسد «أكثر فعالية».
في نيويورك، قررت الامم المتحدة تعزيز القوات الدولية المرابطة في الجولان عقب سلسلة من الحوادث المرتبطة بالنزاع في سوريا لحماية قواتها في الجولان.
وقال قائد القوات الدولية في الجولان ايرفيه لادسوس « ان قوة الامم المتحدة المكلفة بمراقبة فض الاشتباك في الجولان ستتلقى مزيدا من المدرعات « . واضاف «نتخذ اجراءات لتعزيز امن القوة» ، موضحا ان الامم المتحدة تجري اتصالات مع الدول التي تقدم جنودا لهذه القوة للتشاور في هذه الاجراءات. وكان اربعة مراقبين دوليين من النمسا قد اصيبوا بجروح قبل بضعة ايام اثر تعرضهم لاطلاق النار عندما كانوا في طريقهم الى دمشق.
من جهة اخرى، اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين الفارين من اعمال العنف في بلادهم الى العراق تجاوز 63 الفا يعيش معظمهم في اقليم كردستان الشمالي. وقدر الامين العام للامم المتحدة اخيرا ان عدد اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم الى الدول المجاورة سيصل الى 700 الف في كانون الثاني.
وفي هذا الاطار، طالب الرئيس التركي عبد الله غول المجتمع الدولي والأمم المتحدة بلعب دور أكثر نشاطا في القضية السورية، مشيرا إلى أن بلاده تقدم مساعدات كبيرة للسوريين الذين اضطروا لمغادرة بلادهم. وقال غول خلال اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة «يتعين على المجتمع الدولي أن يقدم إسهاما أكبر بشأن اللاجئين السوريين» حسبما ذكر بيان نشر على موقع الرئاسة التركية.بـــ تاريخ : 09-12-2012