وجهت الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة نداءً عاجلًا إلى القادة العرب والمسلمين المجتمعين في القمة العربية الإسلامية المنعقدة في قطر، دعت فيه إلى تحرك تاريخي وجاد لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وإلى اتخاذ قرارات جريئة تعيد للأمة وحدتها وهيبتها.
وتالياً نص البيان:
نداء عاجل إلى القمة العربية الإسلامية المجتمعين في دولة قطر
صادر عن الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
قادة الدول العربية والإسلامية،
المجتمعين في القمة العربية الإسلامية في دولة قطر،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نغتنم هذه الفرصة التاريخية لاجتماعكم المبارك، في ظل هذا الظرف الإنساني الكارثي الذي يعيشه أهلنا في قطاع غزة، لنتوجه إليكم بنداء الضمير، وصرخة المكلوم، واستغاثة من أنهكهم القتل والدمار.
وإننا في الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة، إذ نُجدد إدانتنا الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبنا، فإننا نُدين كذلك بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي السافر الذي استهدف دولة قطر الشقيقة، ونعتبره انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عربية وإسلامية، وعدوانًا على كل الأمة.
ونحن في الهيئة العليا لشؤون العشائر وباسم عائلات وعشائر وقبائل قطاغ غزة ونمثل النسيج الاجتماعي الأصيل لشعبنا، ونحمل همومه وآلامه وآماله، نتوجه إليكم بهذا النداء الصادق، وقد بلغت المعاناة ذروتها، والمجازر بلغت حد الإبادة، والصمت تجاوز حدود الاحتمال.
إن قطاع غزة يتعرض منذ ما يقارب العامين لإبادة جماعية منظمة، ترتكبها آلة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل صمت دولي مخزٍ، وتخاذل واضح من المنظومة الدولية، وغياب موقف عربي وإسلامي موحد وقوي يرتقي إلى مستوى الحدث.
وقد شجّع هذا الغياب الاحتلال على التمادي ليس فقط في جرائمه ضد الفلسطينيين، بل أيضًا في الاعتداء السافر والمتكرر على سيادة دول عربية وإسلامية، ضاربًا بعرض الحائط كل الأعراف والقرارات والقوانين الدولية.
فمن أمِن العقاب، أساء الأدب.
وأنتم، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، لستم مجرد قادة أمة، بل أنتم أولياء الدم، وورثة تاريخ من النخوة والمروءة ونصرة المظلوم. في وجوهكم يعلّق شعبنا آماله، وبأيديكم تُصاغ قرارات تصنع الفارق، وتعيد للأمة هيبتها وكرامتها.
وعليه، فإننا نطالب قمتكم الموقّرة باتخاذ قرارات تاريخية وجريئة، من بينها:
1- التحرك العاجل لوقف العدوان وفرض وقف فوري لإطلاق النار، وضمان حماية دولية للشعب الفلسطيني، وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
2- تشكيل لجنة عربية إسلامية دائمة لمتابعة الجرائم المرتكبة في غزة، وتوثيقها، والعمل على ملاحقة الاحتلال في المحافل الدولية.
3- فتح ممرات إنسانية آمنة تضمن إدخال المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى سكان غزة دون قيد أو شرط.
4 - دعم صمود الشعب الفلسطيني ماديًا ومعنويًا وسياسيًا، من خلال تبني موقف موحد في جميع المنصات الدولية.
5-إعلان واضح وملزِم برفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار العدوان وجرائم الحرب.
6 - تبني مبادرة عربية إسلامية لحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ورفض مخططات التهجير والتقسيم الزماني والمكاني.
أيها القادة الكرام،
نخاطب فيكم نخوة العروبة، وصدق الانتماء، وعمق المسؤولية أمام الله والتاريخ والأمة. لا تكونوا شهودًا على مجزرة، بل كونوا صناع قرار يوقفها.
لتكن هذه القمة علامة فارقة، وبداية فعل، لا تكرار بيانات.
إن أهل غزة، وأحرار فلسطين، وكل الشرفاء في الأمة، ينتظرون منكم اليوم ما يغيّر المعادلة، ويعيد للأمة وزنها ومكانتها وهيبتها.
نسأل الله أن يوفقكم للخير، وأن يجعل من قراراتكم نورًا ينير عتمة هذه المرحلة القاسية، ويبعث الأمل في نفوس من لم ييأسوا رغم الألم.
صادر عن:
الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة
غزة – فلسطين
