آخر الأخبار
  الأرصاد: لا حالات مطرية متوقعة حتى 25 كانون الأول   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت   الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة   الأردن يتسلم رئاسة الدورة 45 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب   سان جورج الفحيص- يطلق موسماً احتفالياً بعيد الميلاد المجيد   الأردنيون يستقبلون "النشامى" ابطال الوصافة التاريخية لكأس العرب   الانقلاب الشتوي يبدأ الأحد 21 كانون الأول 2025… ومربعينية الشتاء تدخل أبرد أيام العام   ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن .. والمرحلة القادمة مهمة   النشامى يعودون إلى عمان الجمعة بعد وصافة كأس العرب 2025   تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب   أجواء باردة في أغلب المناطق الجمعة   الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب

مهرجان جرش .. وعد فأوفى الوعد وصدق العهد

{clean_title}
في كل عام، يطلّ مهرجان جرش للثقافة والفنون كرسالة حب وسلام من الأردن إلى العالم، لكن النسخة التاسعة والثلاثين لهذا العام جاءت مختلفة... نسخة استثنائية تكاد تخلو من الأخطاء، وتجسّد ما يمكن أن ينجزه الإبداع حين يمتزج بالإخلاص والعمل المؤسسي المدروس.

مهرجان جرش 2025 لم يكن مجرد تجمع فني أو احتفالية موسمية، بل كان لوحة وطنية متكاملة رسمت ملامح الهوية الأردنية الحقيقية، وعكست صورة مشرقة لوطن لا يهادن في الدفاع عن ثقافته وهويته. كل زاوية من زوايا المدينة الأثرية العريقة تحولت إلى مسرح نابض بالحياة، يروي قصص المجد الأردني عبر الموسيقى، الشعر، المسرح، والفنون الشعبية.

من حيث الإعداد والتنظيم، برزت الدورة الحالية كعلامة فارقة في مسيرة المهرجان. برنامج مدروس بعناية فائقة غطى مختلف جوانب الفنون والثقافة، فكان هناك مساحة للأغنية الطربية الأصيلة، وأخرى للفن الشعبي، إلى جانب ندوات فكرية وعروض تراثية ومعارض تشكيلية تمثل الطيف الأردني والعربي بأبهى صوره.

وقد أظهرت الفعاليات تنوعاً ثرياً يعكس فسيفساء المجتمع الأردني، حيث شاركت فرق فنية محلية تمثل مختلف المحافظات، في رسالة صادقة عن الوحدة الوطنية والاعتزاز بالهوية المتجذّرة. كما أثبتت المشاركة العربية والدولية أن مهرجان جرش لم يعد مهرجانًا محليًا فقط، بل حدثاً ثقافيًا دوليًا فرض حضوره على الخارطة الفنية العربية والعالمية.

الفضل في هذا النجاح الكبير يُسجّل لإدارة تعرف تماماً ماذا تفعل. فقد استطاع المدير التنفيذي للمهرجان، المبدع أيمن سماوي، أن يقود هذه الدورة كقائد أوركسترا يضبط إيقاعها بكل دقة واحتراف، ليقدّم للجمهور سمفونية عنوانها: "هنا الأردن... ومجده مستمر". رؤية واضحة، قيادة حكيمة، وفريق عمل لا يعرف المستحيل، جعلوا من جرش هذا العام أنموذجًا يُحتذى في العمل الثقافي العربي.

ولعل أبرز ما يميّز هذه النسخة هو الحضور الجماهيري الكبير، والتناغم اللافت بين الجهات المنظمة والأمنية والإعلامية، ما ساهم في تقديم تجربة استثنائية للزوار من داخل وخارج الأردن، عكست الوجه الحقيقي للأردن: مضياف، منفتح، آمن، ومليء بالحياة.

لقد أثبت مهرجان جرش في دورته الـ39 أن الثقافة هي حاضنة الوطن، وأن الفن يمكن أن يكون سلاحًا ناعمًا يعزز الانتماء ويزرع الأمل. هو ليس مجرد مهرجان، بل هو وعد يُوفى كل عام، وعهد صدقته الأفعال، عنوانه الدائم: الأردن أولاً، وثقافته في الصدارة.