أظهرت نتائج مؤشر تحول الطاقة -التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي– أن الأردن في المرتبة الـ73 عالميًا والسادسة عربيًا في المؤشر.
وسبق الأردن عربيًا ترتيبًا تصاعديًا كل من المغرب وسلطنة عمان والسعودية والإمارات وقطر، العالم لا يزال بعيداً عن المسار الصحيح لتحقيق طموحات صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وكذلك الحال في ما يتعلق بالحفاظ على الاحتباس الحراري العالمي بما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية.
وبحسب سي ان ان الاقتصادية رغم بلوغ درجات المؤشر في المتوسط أعلى مستوى لها على الإطلاق، فإنها شهدت تباطؤاً في وتيرة التحول العالمي في مجال الطاقة، وكشف تقرير عام 2024 أن التحسن على مدار ثلاث سنوات بين عامي 2021 و2024 أقل بنحو أربع مرات من الطفرة التي شهدتها الفترة بين عامي 2018 و2021.
وضع تحول الطاقة عالمياً
وأشار تقرير مؤشر تحول الطاقة لعام 2024 إلى أن 83 في المئة من البلدان حققت درجات أقل من عام 2023 في أحد أبعاد الأداء الأساسية للتحول -الاستدامة والإنصاف والأمن- في مجال الطاقة على الأقل.
ومثّل العام الماضي هيمنة الدول الأوروبية على المراكز الأولى في تصنيف مؤشر التحول في مجال الطاقة لعام 2024، وجاءت السويد في الصدارة، تليها الدنمارك وفنلندا وسويسرا وفرنسا.
وتمثل الدول العشر الأولى 1 في المئة فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، و3 في المئة من إجمالي إمدادات الطاقة و3 في المئة من الطلب على الطاقة، و2 في المئة من سكان العالم.
وأحرزت الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل والصين تقدماً ملحوظاً، إذ تستمر الفجوة في التحول في مجال الطاقة بين الاقتصادات المتقدمة والنامية في التقلص، على الرغم من استمرار التفاوت في الاستثمارات والتنظيم.
التوترات الجيوسياسية وتحول الطاقة
وقد تباطأ زخم التحول في مجال الطاقة بسبب الانتكاسات في الإنصاف في مجال الطاقة، مدفوعة بارتفاع أسعار الطاقة في السنوات الأخيرة، ولا يزال أمن الطاقة يتعرض للاختبار من خلال التوترات الجيوسياسية.
وقال مدير برنامج الطاقة والبنية التحتية بالمنتدى الاقتصادي العالمي آسبن ملهوم «لقد شهدنا بالطبع التقلبات الجيوسياسية وحتى الحروب في بعض الحالات مثل حرب روسيا وأوكرانيا والحرب في غزة، بالإضافة إلى بعض التوترات، وهذا يخلق بيئة من عدم اليقين، ما يؤثر على مسار تحول الطاقة».
وأضاف ملهوم «وهناك أيضاً الأزمة الاقتصادية التي شهدناها والتقلبات الاقتصادية على مدى السنوات الأخيرة، لقد كان لها بالتأكيد تأثير على القدرة على تحمل تكاليف الطاقة للعديد من الأسر والشركات».
وأوضح ملهوم «لذا، نعم لقد أثرت بالتأكيد على ذلك، وأدت إلى تباطؤ الزخم على مستوى العالم بشكل عام، لكننا نرى أن العديد من البلدان تتقدم بشكل جيد للغاية بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، وأيضاً دول كبيرة مثل البرازيل والصين من بين الدول التي شهدت تحسناً سريعاً».
التمويل وتحول الطاقة
ورغم أن 107 من البلدان الـ120 التي شملها التقرير أظهرت تقدماً في رحلات التحول في مجال الطاقة خلال العقد الماضي، فإن الوتيرة الإجمالية للتحول تباطأت، ومع ذلك هناك بعض الأسباب للتفاؤل مع زيادة الاستثمارات العالمية في مصادر الطاقة المتجددة والنمو الكبير في أداء التحول في مجال الطاقة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على مدى العقد الماضي.
وقال رئيس مركز الطاقة والمواد في المنتدى الاقتصادي العالمي روبرتو بوكا «يتعين علينا ضمان أن يكون التحول في مجال الطاقة عادلاً في الاقتصادات الناشئة والمتقدمة».
وأضاف بوكا أن «تحويل كيفية إنتاجنا واستهلاكنا للطاقة أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح»، معقباً «نحن بحاجة إلى العمل على ثلاثة روافع رئيسية للتحول في مجال الطاقة بشكل عاجل؛ إصلاح نظام الطاقة الحالي للحد من انبعاثاته، ونشر حلول الطاقة النظيفة على نطاق واسع، وخفض كثافة الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي».
تجارب ناجحة في تحول الطاقة
وبخصوص أزمة التمويل أوضح ملهوم «هناك العديد من الأسباب التي تجعل التمويل لا يتدفق إلى الاقتصادات الناشئة والنامية كما ينبغي، أحدها هو استقرار البيئة السياسية وجاذبية البيئة السياسية، ومع ذلك فقد أظهرت البرازيل والصين والهند والإمارات العربية المتحدة أنه من الممكن جذب الاستثمارات في قطاعات الطاقة النظيفة».
وأضاف ملهوم «يمكن للعديد من البلدان الأخرى أن تتعلم من هذه التجارب، لكن هناك أيضاً بعض العقبات الواضحة التي يجب التغلب عليها مثل ارتفاع تكلفة رأس المال، كما نحتاج أيضاً إلى إيجاد طرق لإطلاق العنان لمزيد من رأس المال المحلي وجذب التمويل الدولي إلى العالم الناشئ والنامي لتلبية احتياجات تمويل المناخ».
وأشاد المسؤول بتجربة الإمارات قائلاً إن «احتلال الإمارات المرتبة الـ52 هذا العام يمثل تحسناً كبيراً في الأداء مقارنة بالعام الماضي عندما كانت في المرتبة الـ60 أو الـ63»، معقباً «هذا التقدم في الاتجاه الإيجابي، وهناك العديد من الأسباب لذلك».
أفضل 10 دول عربية في مؤشر تحول الطاقة لعام 2024
2
وأوضح ملهوم «الإمارات تستثمر منذ سنوات في مصادر الطاقة المتجددة وتظهر الريادة في هذا الجانب، كما أنها تتقدم إلى ما هو أبعد من ذلك بالطبع، في قطاع النفط والغاز -الذي كان مهماً للاقتصاد- والحفاظ على أسعار الطاقة في متناول الناس».
وعلى المستوى الدولي أشار ملهوم إلى استضافة الإمارات «مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين كوب 28 العام الماضي الناجح للغاية»، مضيفاً «أعتقد أن هذا الاجتماع أسفر عن بعض النتائج المهمة للغاية التي ستحدد الاتجاه للعديد من البلدان، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، وأيضاً العديد من البلدان الأخرى».
الذكاء الاصطناعي وتحول الطاقة
وشدد التقرير على أن الابتكارات الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، توفر فرصاً كبيرة لسد هذه الفجوة وإعادة اختراع صناعة الطاقة من خلال تعزيز الإنتاجية، ويمكن أن توفر قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على تحليل كميات هائلة من البيانات توقعات وحلولاً مبتكرة، أو تبسيط العمليات الحالية لزيادة الكفاءة، من بين فوائد أخرى.
واستدرك التقرير قائلاً «مع ذلك، لتحقيق هذه الإمكانات بالكامل سيكون من الأهمية بمكان معالجة المخاطر والتحديات التي تفرضها هذه التقنيات بشكل مسؤول وعادل».
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة أكسنتشر استراتيجي مقسط أشرف إن «الرؤساء التنفيذيين يخبروننا باستمرار أن وجود حالة عمل واضحة هو شرط أساسي لجذب الاستثمارات في التحول في مجال الطاقة، خاصة في مواجهة أسعار الفائدة المرتفعة ونقص المواهب».
وأضاف أشرف «نعتقد أن النواة الرقمية القوية عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تعزز الإنتاجية وتعزز العائدات وتوافر المواهب، وتطلق العنان لموجة جديدة من الاستثمارات».
وأوضح ملهوم «الإمارات تستثمر منذ سنوات في مصادر الطاقة المتجددة وتظهر الريادة في هذا الجانب، كما أنها تتقدم إلى ما هو أبعد من ذلك بالطبع، في قطاع النفط والغاز -الذي كان مهماً للاقتصاد- والحفاظ على أسعار الطاقة في متناول الناس».
وعلى المستوى الدولي أشار ملهوم إلى استضافة الإمارات «مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين كوب 28 العام الماضي الناجح للغاية»، مضيفاً «أعتقد أن هذا الاجتماع أسفر عن بعض النتائج المهمة للغاية التي ستحدد الاتجاه للعديد من البلدان، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، وأيضاً العديد من البلدان الأخرى».
الذكاء الاصطناعي وتحول الطاقة
وشدد التقرير على أن الابتكارات الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، توفر فرصاً كبيرة لسد هذه الفجوة وإعادة اختراع صناعة الطاقة من خلال تعزيز الإنتاجية، ويمكن أن توفر قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على تحليل كميات هائلة من البيانات توقعات وحلولاً مبتكرة، أو تبسيط العمليات الحالية لزيادة الكفاءة، من بين فوائد أخرى.
واستدرك التقرير قائلاً «مع ذلك، لتحقيق هذه الإمكانات بالكامل سيكون من الأهمية بمكان معالجة المخاطر والتحديات التي تفرضها هذه التقنيات بشكل مسؤول وعادل».
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة أكسنتشر استراتيجي مقسط أشرف إن «الرؤساء التنفيذيين يخبروننا باستمرار أن وجود حالة عمل واضحة هو شرط أساسي لجذب الاستثمارات في التحول في مجال الطاقة، خاصة في مواجهة أسعار الفائدة المرتفعة ونقص المواهب».
وأضاف أشرف «نعتقد أن النواة الرقمية القوية عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تعزز الإنتاجية وتعزز العائدات وتوافر المواهب، وتطلق العنان لموجة جديدة من الاستثمارات».