أكد الأمين العام لسلطة وادي الأردن هشام الحيصة أن مخازين مختلف سدود المملكة، "مطمئنة للاحتياجات الزراعية”، مبديا أمله أن تشهد المناطق الجنوبية تحسّنا في كميات الهطل المطري خلال الفترة المقبلة.
وقال الحيصة، إن إجمالي حجم المياه المخزنة في مختلف سدود المملكة خلال الموسم المطري 2023-2024، مقارب للأعوام السابقة.
وأضاف الأمين العام لـ "وادي الأردن”، إن حجم إجمالي كميات المياه المخزنة في كافة سدود المملكة اعتبارا من بداية الموسم المطري الحالي وحتى الوقت الراهن، بلغ نحو 140 مليون م3، معادلا ما نسبته 49 % من إجمالي سعتها التخزينية البالغة 288.128 مليونا، وذلك مقابل ما كميته 120 مليون م3، معادلا ما نسبته 43 % من إجمالي سعتها التخزينية الإجمالية خلال الفترة ذاتها من الموسم المطري الماضي 2022 - 2023، وتمثل هذه الزيادة في حجم مخزون السدود بين الموسمين الماضي 2022-2023 و2023-2024، ما نسبته 16 %.
من جهته، أشار تقرير مناخ شهر نيسان (أبريل) الصادر عن إدارة الأرصاد الجوية الأردنية أن المعدل الشهري للأمطار في مطار عمان المدني، يبلغ 8.1 ملم، مشكلا ما نسبته 3 % من المعدل الموسمي العام.
وقال التقرير إن آخر تساقط للثلوج خلال الشهر ذاته كان في العام 2019 فوق المرتفعات الجنوبية وبشكل غير متراكم.
وتعوّل وزارة المياه والري – سلطة وادي الأردن على الهطولات المطرية المتجددة لتعويض أي ضعف في المخازين، والتي تساهم بشكل مباشر في توفير الكميات المبرمجة لكل من أغراض الشرب والزراعة.
وتعد الوزارة سنويا خطط طوارئ لمعالجة أي اختناقات مائية تنجم عن ارتفاع الطلب خاصة في أوقات ارتفاع درجات الحرارة، والنشاط السياحي صيفا، والهجرات القسرية من الدول المجاورة نتيجة الظروف السياسية الراهنة وغير المستقرة.
ويستخدم الأردن جميع أنواع المياه المتاحة لديه بسبب عدم توفر ترف مائي.
وكشف الحيصة، في تصريحات سابقة، عن توجه "وادي الأردن” نحو إجراء دراسات ومشاورات لإنشاء سدود "تحت أرضية” تتناسب والطبيعة الجغرافية لمنطقة البوادي الأردنية.
ويهدف هذا التوجه للاستفادة من أكبر كميات من مياه الأمطار في المناطق الصحراوية، والاستغلال الأمثل للهطولات المطرية، وصولا إلى شحن الأحواض الجوفية، والاستفادة من مياه الأمطار.
وأشار الأمين العام لسلطة وادي الأردن لأهمية تعظيم الاستفادة من الهطولات المطرية وفق مثل هذه التوجهات الجديدة.
وفي السياق ذاته، وقع وزيرا المياه والري رائد أبو السعود، والزراعة خالد الحنيفات نهاية الأسبوع الماضي، تجديد اتفاقية تفاهم للحصاد المائي، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف مناطق المملكة.
وجاءت الاتفاقية، التي حضر توقيعها كل من الأمناء العامين لسلطة وادي الأردن هشام الحيصة، ولسلطة المياه وائل الدويري، وعدد من مسؤولي المياه والزراعة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية للنهوض بالقطاع الزراعي، وتأمين الاحتياجات المائية ضمن الخطط الحكومية الرامية إلى تنفيذ برنامج وطني مستدام وإستراتيجية موحدة للحصاد المائي، وتتضمن إقامة وتنفيذ عدد من منشآت الحصاد المائي والسدود الترابية.
وقال أبو السعود، وفق تصريحات صحفية سابقة، إن الاتفاقية تأتي في إطار رؤية التحديث الاقتصادي والتوجه الحكومي لتعزيز أوجه التعاون بين مختلف الوزارات والدوائر والمؤسسات في تنفيذ مشاريع ذات جدوى اقتصادية على الوطن والمواطنين واستمرارا لتوحيد الجهود الحكومية في مواجهة التحديات المائية من خلال توفير مصادر مائية للمجتمعات المحلية.
وبين أن هذا التعاون يأتي للنهوض بالواقع المائي وتأمين احتياجات الري للمزارعين ومربي المواشي في مختلف المناطق، لافتا إلى أن المذكرة تهدف لجمع مياه الأمطار السطحية للاستفادة منها في الزراعة، وإعادة تأهيل النظم البيئية البرية، وتعزيز مصادر المياه العذبة في مختلف المناطق الرعوية والصحراوية، وحماية التربة من الانجراف، وتوفير مصدر لسقاية الماشية من خلال إنشاء وصيانة تقنيات حصاد المياه في مختلف مناطق المملكة.
وأضاف أن سلطة وادي الأردن ستقدم بموجب الاتفاقية جميع أشكال الدعم الفني لإعداد الدراسات الفنية والتصاميم لإنشاء وصيانة مشاريع الحصاد المائي في مختلف المناطق، مبينا أن الحصاد المائي ركيزة أساسية في توفير مصادر المياه وتغذية المياه الجوفية، وتوفير المياه لمناطق البادية من خلال إنشاء السدود والبرك والحفائر.
وتسعى وزارة المياه والري لتنفيذ إستراتيجية زيادة الطاقة التخزينية في السدود لتصل إلى 400 مليون م3 بحلول العام 2025، إذ ركزت إستراتيجية قطاع المياه الأردني المحدثة، على التوسع باستخدام المياه غير التقليدية، وتطوير المصادر المائية عبر الحصاد المائي، وتعزيز زيادة تخزين السدود في المملكة،