أطلقت مؤسسة (إنقاذ الطفل-الأردن)، بالشراكة مع مركز العدل للمساعدة القانونية يوم الخميس الماضي، حملة توعوية تستمر لمدة خمسة أسابيع على وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بسبل حماية الأطفال المستغلين في التسول.
واستندت الحملة على نتائج 3 دراسات حول بيئة التسّول للأطفال، أظهرت بأن 85 % منهم يمنحون ما بحوزتهم من أموال التسوّل إلى أشخاص آخرين.
وأجريت هذه الدراسات التي سيصار الإعلان عن نتائجها في شهر نيسان (إبريل) المقبل، من خلال تنفيذ مشروع تعزيز قدرة الأنظمة الوطنية لحماية وصون حقوق الأطفال في وضعية الشوارع والأطفال المتسولين، والذي ينفذ بالشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية بدعم من الاتحاد الأوروبي.
وتبنت الحملة، بحسب بيان تلقت الغد نسخة منه، شعار"حقه يعيش طفولته وواجبنا نحميه #لا-تعطيه-عشان-تحميه"، تشتمل على 25 رسالة وفيديو توعويا موجهة للرأي العام، حيث تأتي أيضا في الوقت الذي يقبل فيه المجتمع المحلي على العمل الخيري في شهر رمضان.
وفي أسبوعها الأول، نشرت الحملة فيديو للتعريف بواقع الحياة التي يعيشها الأطفال ضحايا التسول، يليه تعريف بمعنى الطفل المتسول سواء التسول المقنع أو المنظم.
كما تتضمن الحملة شرحا لعوامل الخطورة التي تدفع بالأطفال إلى الشارع والتسول، والذي يعتبر واحدا من أسوأ أشكال عمل الأطفال، وكذلك تبعات هذا الأمر على حياتهم ومستقبلهم.
وتطرح الحملة سلسلة من التوصيات والمقترحات، لتوفير الحماية للأطفال، منها ما هو موجه للرأي العام، ومنها ما هو موجه كرسائل أخرى لصانع القرار، تركز على ضرورة توفير خدمات الرعاية اللاحقة، وتوجيه الدعم والتمويل للجهات التي تقدم خدمات الحماية لهذه الفئة من الأطفال.
وتتناول الدراسات الثلاث، تحليلا للفجوة المؤسسية في التعامل مع الأطفال المستغلين في التسول، وورقة تحليلية للفجوات القانونية، وورقة سياسات إضافة إلى دراسة تعكس أصوات ورغبات الأطفال الذين تمت مقابلتهم خلال تنفيذ المشروع والتي استمرت عامين.
وعرض فيديو الإطلاق التوعوي التمثيلي، لمجمل المخاطر التي يتعرض لها الأطفال المتسوّلون من خلال الطفل "جواد"، الذي يواجه استغلال والده في تسخيره لأعمال التسّول، وأيضا ما يتعرض له من عنف مجتمعي، عدا تعرضه للسرقة من شباب أكبر منه سنا، وصولا إلى استدراجه في الشارع من شبان أكبر منه لدفعه إلى التدخين، مع حرمانه من الالتحاق بالمدرسة هو وأشقاؤه.
كما يصوّر الفيديو كيفية تعرض شقيقة الطفل جواد، إلى محاولات تحرش خلال تسولها أيضا عند الإشارات، مع الإشارة إلى أن مشاهد مستوحاة من قصص واقعية، شارك فيها ممثلون من الأطفال بحضور ذويهم وخبراء في حماية الطفل.
وتم إدراج التسول كنوع من أنواع الاتجار بالبشر في حال التسول المنظم، وفقا لقانون جرائم الاتجار بالبشر المعدل لسنة 2021، ونشرت "الغد" الأسبوع الماضي تقريرا حول إجراءات مديرية مكافحة التسول في وزارة التنمية الاجتماعية في التعامل مع المتسولين خاصة النساء وأطفالهم في وضع الاستغلال، دون أن تتم الإشارة إلى أعداد المضبوطين من الأطفال منذ بداية شهر رمضان.
وتشير دراسات سابقة، إلى أن نسبة التكرار بين المتسولين مرتفعة، في الوقت الذي يبدي فيه الأطفال ممن تجري إعادة تأهيلهم في مراكز التأهيل الحكومية، "مقاومة لإعادة تأهيلهم"، كما ترى بعض الدراسات أن "التسوّل" مهنة يتم توارثها.