يحظى المغني السعودي محمد عبده بجماهيرية كبيرة في العالم العربي، إذ يعد من عمالقة الغناء، ولديه مسيرة فنية مشرفة، ولذا تستوقف تصريحات وأحاديثه العفوية عن حياته الشخصية والمهنية معجبيه دائما.
وأطل نجم الغناء السعودي على جمهوره من خلال برنامج "BigTime" من تقديم الإعلامي المصري عمرو أديب، وتحدث عن بدايته الفنية وأول أجر تقاضاه.
وقال: "أنا ابن الإذاعة، والتحقت بالعمل بها عام 1962، وغنيت في الكورال وراء مطربين من العيار الثقيل في ذلك الوقت مثل وديع الصافي، وكان أول أجر أحصل عليه قيمته 130 ريالا، وفي هذه المرحلة تعلمت أشياء كثيرة، وكيف أكون رقيبا على نفسي، وكيف أغني وأهمية ما أقدمه للجمهور".
وقال محمد عبده خلال استضافته في البرنامج إنه عانى كثيرا في بداية حياته، وفي أوقات كثيرة كان لا يجد إلا الأرز في منزله، ولا يوجد بصل أو زيت حتى يستطيع الطهي: "عشت أياما صعبة لا أجد الطعام، وكانت والدتي رحمها الله تنصحني دائما بضرورة عمل مشروع بعيدا عن الغناء، لأنها كانت تنزعج من نهايات بعض الفنانين وتخاف علي، وكان معها الحق في كلامها ونصائحها، لاسيما أنني قادم للوسط الفني من أسرة فقيرة".
وردا على سؤال حول حجم ثروته الآن قال محمد عبده: "بشكل حقيقي لدي 11 مليارا وهم أولادي، أما بخصوص المال فكل ثروتي في أصول مشروعات عقارية وصناعية وأمتلك أكبر 2 كومباوند في بريطانيا".
وقال محمد عبده إن أبناءه هم من يديرون أعماله الاستثمارية، وعلى رأسهم ابنه عبدالرحمن الذي انتهى من رسالة الدكتوراه في المحاسبة القانونية، وابنه بدر المتخصص في الموارد البشرية، وذكر محمد عبده أنه تزوج في السبعينيات وأنجب ابنته الأولى "نورة"، والتي أصبح لديها العديد من الأبناء الآن، وكشف عن أنه استقبل بعدها 3 بنات أخريات وكان يتمنى إنجاب طفل ذكر إلى أن رزق بأبنائه الذكور بعد ذلك.
وتحدث الفنان محمد عبده في اللقاء عن هاتفه المحمول الشهير، والذي أثار استغراب عمرو أديب وأصالة، بسبب استخدام محمد عبده لجوال قديم حتى الآن، وقال محمد عبده مازحاً إن هاتفه يظل معه باستمرار ولا يضيع منه أبداً ويتحمل الصدمات، وحكى مواقف طريفة له بسب نوع هاتفه، وقال إن يفضل استخدامه والحفاظ عليه لأنه يكفي للتواصل ولأنه ولد فقيراً، ولكنّ أبناءه يستخدمون أحدث الأجهزة الهاتفية لأن والدهم غني.
لم يتمالك المغني السعودي الكبير محمد عبده نفسه، وبكى في المقابلة التلفزيونية عندما تحدث عن والده، وأكد أنه لم ير صورة والده إلا بعد 70 عاما، قائلا: "كنت صغيرا، وأصيب والدي بمرض جلدي خطير، ونصحه البعض بالعلاج في العيون الكبريتية على حدود اليمن ولكنه مات هناك ولم يعد للمنزل، وعلمنا بخبر وفاته بعد مرور 8 أشهر من رحيله، كانت له صورة وحيدة عندما كبرت وسألت عنها، أخبروني أنه تم حرقها بحجة أنه لا يجوز أن يكون للميت صورة على قيد الحياة".
وأضاف محمد عبده: "منذ فترة قصيرة زارني شخص من اليمن، وأخبرني أنه عثر على صورة والدي عندما كان يبحث عن صورة والده في شركة السفن، وعندما شاهدت الصورة تذكرت صورة والدي التي رأيتها وعمري عامين فقط، سبحان الله رب العالمين، وجدت أنني أشبه والدي كثيرا في الصورة، وتمنيت أن أراه في حياته".
تطرق الفنان الكبير محمد عبده في حواره إلى ذكريات جميلة، وكشف عن أول لقاء جمعه بالفنان الراحل عبدالسلام النابلسي والشحرورة صباح، قائلا: "كنت أعاني من اللوز، وسافرت إلى لندن في سن الشباب من أجل استئصالها، وقابلت عبدالسلام النابلسي وصباح، وقدمني لهم أحد الأصدقاء كشاب صاعد، وأخبرهم بالعملية، وقال عبدالسلام النابلسي وقتها إن صوته سيتغير بعد عملية اللوز، ولكن صباح لم تؤيده".
وكشف محمد عبده أنه بعد الانتهاء من العملية أراد الاطمئنان على صوته فقام بغناء موال من طبقة صوتية عالية جداً، فأصيب بنزيف في الأحبال الصوتية، واستمر في العلاج في المستشفى، وأخبره الطبيب وقتها بالتوقف عن الغناء حتى يتجاوز 21 عاما من عمره، لذلك بدأ مسيرته من خلال التلحين والغناء بطبقة صوتية منخفضة، رغم أنه كان يريد تقديم قدراته الصوتية للجمهور وانطلاق مسيرته الفنية.